\r\n كانت الانتخابات في فلسطين هي الاكثر حرية ونزاهة في هذه الانتخابات الاربعة وكان بإمكانها توفير الاستقرار والديمقراطية فمن جهة حققت حماس نصرا انتخابيا مدويا باعتراف المراقبين المحليين والدوليين في انتخابات اعترف الجميع بانها كانت حرة ونزيهة ومع كسبها للانتخابات لم تتردد حماس في ان تعرض على فتح التي خسرت مناصب في حكومة وحدة وطنية يتم تشكيلها. حركة فتح رفضت قبول رأي الناخبين ورفضت الدخول في حكومة وحدة وطنية كما ان القوى الخارجية زادت من تدخلاتها من خلال ممارسة الابتزاز على حماس ومطالبته بالنكوص عن مواقفها وإلا فانها ستشاهد الشعب الفلسطنيي وهو يجوع. \r\n \r\n التشويش الاخير على نتائج الانتخابات جاء من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس من خلال التلويح باجراء استفتاء يعرف العلاقات مع اسرائيل وكان تحرك عباس هذا لاداعي له وكان سيولد العنف والانقسام في الوقت الذي كان فيه الفلسطينيون احوج ما يكونون للوحدة. \r\n \r\n ان الخطأ في فلسطين ليس في الديمقراطية التي تبناها الشعب الفلسطيني بل في فشل القوى المتنفذة في قبول نتائج الديمقراطية وهذا ما يسبب عدم الاستقرار. \r\n \r\n في العراق كانت القضية تختلف فبالرغم من وجود عدد معقول من المرشحين الا ان انتخابات ديسمبر 2005 كانت بها العديد من العيوب والنقائص. \r\n \r\n فانعدام الامن جعل من المستحيل على المرشحين او الاحزاب القيام بحملات انتخابية. القصور الكبير الثاني تمثل في الوجود القوي لجنود الاحتلال وبالتالي فإن اي حكومة تنتج عن الانتخابات لن تتمتع بالسيادة الحقيقية والفعلية. \r\n \r\n الانتخابات في حد ذاتها اظهرت ان غالبية العراقيين يريدون ان تغادر القوات الاجنبية بلادهم ومع ذلك فإنه لم يوجد هناك حزب عراقي رئيسي وضع هذا الشيء بوضوح في برنامجه الانتخابي.ومما يؤسف له ان الاحزاب العراقية قدمت نفسها للمواطن العراقي على انها ممثل عرقي أو طائفي له وفي مجتمع يسود فيه الضعف وانعدام الامن فإن الناخب سيربط نفسه بصورة طبيعية مع جماعته وهذا تسبب في عدم تحقيق الاحزاب العلمانية لنتائج افضل. \r\n \r\n الوضع في مصر كان اشبه ما يكون بديمقراطية اجهضت سواء كان ذلك في الانتخابات الرئاسية او البرلمانية فسيطرة الدولة على التليفزيون ووجود اعضاء الحزب الحاكم في الوظائف الرئيسية والقيادية في الدولة كلها أمور اعطت الرئيس حسني مبارك والحزب الوطني الديمقراطي وصولا غير عادل الى وسائل الاعلام والى تمويل الحملات الانتخابية. \r\n \r\n واخيرا لبنان الذي سادت به اجواء قريبة الى حد ما لما هو موجود في العراق بل هو اسوأ. \r\n \r\n فالطائفية في العراق هي شيء غير رسمي اما في لبنان فهي موجودة في الدستور وهناك حصص ومناصب تخصص لكل طائفة. الكثير من اللبنانيين يرغبون في التخلص من نظام الحصص ولكن النتيجة السياسية غير راغبة في اجراء التغيير المطلوب. \r\n \r\n ان التجربة الانتخابية في البلاد العربية الاربعة خلال العام ونصف العام الماضي تقدم لنا دروسا غنية حول كيف يمكن للأشياء ان تسير في الطريق الصحيح او في الطريق الخاطئ. ان ما حدث من مخالفات لا يعطي البعض الحق للقول ان العرب لا يستحقون ان يكون لهم صوت يدلون به \r\n