\r\n ومن المقرر ان يتوجه الفلسطينيون في كل من الضفة الغربيةوالقدسالشرقية, وقطاع غزة, الى صناديق الاقتراع في السادس والعشرين من الشهر المقبل. ويتوقع في اثناء ذلك نشوب معركة سياسية طويلة بين الرئاسة والحكومة الفلسطينيتين. وليسوا بالقلة هم الذين يخشون تحول هذه المجابهة الى صدام عنيف. وقد تحدثنا بشأن ذلك مع المحلل السياسي الفلسطيني غسان الخطيب, العضو في مركز الاعلام والاتصالات, ومقره القدسالشرقية. وجاء ذلك على صيغة اسئلة واجوبة نوردها فيما يلي:- \r\n \r\n * لقد اصبح الامر رسميا الان, وذلك بعد ان وقع ابو مازن المرسوم الرئاسي الخاص بالاستفتاء, مما يوجب على الفلسطينيين اعطاء رأيهم فيما يتعلق بوثيقة الاسرى. وتلقت حماس النبأ بالكثير من خيبة الامل والاخفاق. فما الذي سيحدث في الاسابيع المقبلة? \r\n \r\n - من الممكن ان تستمر اعمال العنف ما بين حماس وحركة فتح, بزعامة ابو مازن, ولكن, وبالاختلاف مع الكثيرين, لا اعتقد ان ذلك سيمثل بداية اندلاع حرب اهلية. فسوف يبذل رئيس الحكومة هنية, وقيادات حماس الاخرى, اقصى الجهد من اجل معارضة مخطط الرئيس. وسيكون ذلك على المستوى السياسي فقط لا غير. ومن المحتمل ان يتوجهوا بنداء للحث على مقاطعة التصويت, عبر التأكيد على عدم شرعية مثل هذا الاستفتاء, وذلك وفقا للقانون الاساسي, الذي تعمل بموجبه زعامة السلطة الوطنية الفلسطينية. \r\n \r\n * وفي حالة ما ان تكون الغلبة لابي مازن, هل سيعني ذلك حتمية سقوط حكومة حماس بشكل اوتوماتيكي? \r\n \r\n - هي احدى الفرضيات. ولكنها ليست الوحيدة بكل تأكيد. فقد حققت حماس الفوز في الانتخابات. واصبحت تحظى بأغلبية متماسكة داخل المجلس التشريعي. وستحاول التقليل من قيمة النجاح الذي من المحتمل ان يحققه ابو مازن. كما سيحاول الرئيس محمود عباس من جانبه, وفي حالة الفوز, وضع حماس امام الارادة الشعبية. ولكن من غير المعروف ان كان سيتمكن من الحصول على ما يصبو اليه. فالوضع السياسي الفلسطيني قد بات هلاميا الى ابعد الحدود. وسيكون من الخطأ التوصل الى استنتاجات محسومة سلفا. \r\n \r\n * لقد اصبح ابو مازن مقتنعا ان لا شيء سوى الفوز بالاستفتاء, سيمكنه من العمل على تدعيم موقفه فيما يخص مجمل القضايا الفلسطينية الداخلية. وهناك ما هو اكثر من ذلك. حيث سيتمكن من اعادة اسرائيل الى طاولة المفاوضات. فما الذي يجعله مؤمنا بامكانية تحقيق مثل هذا الهدف. او لربما كان قد تلقى تطمينات من قبل الامريكان? \r\n \r\n - لا اعتقد بوجود تطمينات, فربما كانت هناك بعض الاشارات الهامة. والشيء المؤكد هو ان واشنطن لن تبقى غير مبالية بشأن النهاية الايجابية لاستفتاء, كان ابو مازن قد صمم على اجرائه, وقد ينجح في تحقيق الفوز فيه. خاصة اذا كان الهدف منه هو العمل على ارغام حماس على الاعتراف بوجود اسرائيل. \r\n \r\n ومن الواضح, في الوقت نفسه, ان ليس لدى ابو مازن اي شيء مضمون في الجيب. وان التصريحات الاخيرة التي كان قد ادلى بها اولمرت فيما يخص عدم الاهمية المعولة على التصويت, وبخصوص ضعف الرئيس الفلسطيني, انما تشير الى نية الحكومة الاسرائيلية الهادفة الى تطبيق المخطط الاحادي الجانب, الذي يقضي بتجاوز الجانب الفلسطيني. \r\n \r\n * وصحيح كذلك, ان يجد عباس نفسه خالي الوفاض, بعد ان يكون قد تسبب في احداث شرخ عميق بين الفصائل الفلسطينية المنحازة اليه, وتلك المعارضة ... \r\n \r\n - صحيح هذا بكل تأكيد. ولكن يكون من الضروري بالوقت نفسه اتخاذ ما يتوجب من الخطوات في محاولة للعمل على حلحلة الاطار السياسي. والا فسوف يتم المضي قدما بتنفيذ المخططات الاسرائيلية, دونما اية معارضة تذكر. \r\n \r\n هذا من ناحية. ومن الناحية الاخرى. وبعيدا عما يقوله المحلل السياسي الفلسطيني, فان بالامكان القول انه اذا ما استطاع ابو مازن تحقيق الفوز في الاستفتاء, فسوف يتقوى على المستوى الداخلي. ثم سيعتقد قبل كل شيء انه قد اصبح في وضع اقوى, مما يخوله مطالبة اسرائيل باستئناف المفاوضات, والعمل على ايقاف المخطط الاحادي الجانب, الذي ينوي رئيس الحكومة ايهود اولمرت تطبيقه في الضفة الغربية. ولكن يبقى ذلك مجرد افتراض محتمل. ان لم يكن مجرد حلم ليس الا. \r\n \r\n كما ان التوقعات تشير الى غير ذلك. حيث تتمثل »مغامرة« ابو مازن في امكانية التسبب باحداث انقسام داخلي دون التوصل للنتائج المرجوه وخاصة بعد التصريحات التي كان قد ادلى بها اولمرت لصحيفة الفاينانشال تايمز اللندنية, »التي وصف الاستفتاء من خلالها على انه يمثل لعبة داخلية بين فصيل وآخر. لا معنى له ... فيما يتعلق بامكانية قيام حوار بيننا وبين الفلسطينيين« وتبعا لما يعتقده اولمرت, فلن تكون هناك مفاوضات مستقبلية نتيجة عدم جاهزية الفلسطينيين لتحمل المسؤوليات المترتبة عليهم. ولكون اتصاف ابو مازن بالضعف المفرط. \r\n