\r\n الدول التي اخذت المبادرة للتحدث إلى طهران للتخلي عن اهدافها تنظر لهذا العرض على انه اشبه ما يكون بالرقص الدائم لتحقيق هدف محدد. \r\n \r\n الخطوات التي تحققت قبل ايام دفعت بنا اقرب نحو ذلك الشيء. وصل خافيير سولانا مسؤول السياسات في الاتحاد الاوروبي إلى طهران قبل ايام حاملا معه مجموعة من الجزرات لتشجيع إيران على التجارب الايجابي مع المبادرة العالمية واعطاء الدبلوماسية الراحة لتعمل وتنجح الصفقة التي قد تمت الموافقة عليها في فيينا من قبل الاعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن التابع للامم المتحدة وهي الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا اضافة إلى المانيا التي كان قد سبق لها ان شاركت بنشاط في الجهود الدولية التي بذلت في السابق في السنوات الماضية بعد ان كشف المنشقون الايرانيون خبايا البرنامج السري النووي الإيراني قبل اربع سنوات. \r\n \r\n حتى تتلقى إيران أيا من هذه الحوافز، فإنه سيتوجب عليها تعليق معظم انشطتها المثيرة للجدل وخاصة تخصيب اليورانيوم الذي يمكن ان ينتج الوقود اللازم لتشغيل المفاعلات النووية ولكنه يمكن إيران في نفس الوقت من تصنيع الاسلحة النووية. \r\n \r\n ومنذ انتخاب الرئيس الإيراني المتشدد في الصيف الماضي، فإن إيران اتخذت العديد من الخطوات العدائية نحو الغرب وبدأت بدخول هذا المجال وتمكنت من تحقيق نتائج غير متوقعة في اكمال دائرة الوقود النووي اي امتلاكها القدرات الفنية والتكنولوجية لتخصيب اليورانيوم وانضمامها بالتالي إلى نادي الدول النووية. بتقديمها هذه الصفقة إلى إيران في هذا الوقت كانت أعين الولاياتالمتحدة وأوروبا متركزة على قمة الثماني للدول الثماني الكبرى اقتصاديا التي ستعقد في بطرسبيرغ في روسيا في الخامس عشر من يوليو القادم. وتريد الولاياتالمتحدة وأوروبا ان تنتزعا تنازلات من إيران قبل ذلك التاريخ أو انهما ستظهران لروسيا والصين انه لا معنى للاستمرار في الأخذ والرد مع إيران إذا رفضت المقترحات التي قدمت اليها. \r\n \r\n تتمتع كل من روسيا والصين بعلاقات قوية مع إيران في مجال الطاقة وكانتا تعمدان لحماية إيران حفاظا على مصالحهما في المحادثات النووية التي كانت تجرى. ولكن بدأت الدولتان مؤخران في اظهار نفاد صبرهما من إيران بسبب استمرارها في الاخذ بالمواقف المشتددة. \r\n \r\n اكثر الأمور جذبا واغراء في الصفقة الجديدة المقترحة جاءت من الولاياتالمتحدة واهمها: \r\n \r\n تعرض الولاياتالمتحدة على إيران تزويدها ببعض التكنولوجيا النووية اذا توقفت عن تخصيب اليورانيوم. هذا يشكل تغييرا جذريا في الموقف الاميركي حيث يعني ان واشنطن تقبل وجود برنامج نووي سلمي لطهران. \r\n \r\n تعرض الولاياتالمتحدة على ايران تزويدها بقطع غيار لأسطولها الجوي من طائرات البوينغ حيث ان الطائرات الايرانية من هذا الطراز بحاجة ماسة لقطع الغيار وللأسطول الجوي الايراني اسوأ سجل لحوادث الطائرات في العالم. \r\n \r\n تعرض الولاياتالمتحدة على ايران الاشتراك في مفاوضات بصورة مباشرة كما اعلنت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية ذلك قبل اسبوع تقريبا. \r\n \r\n واذا حصل هذا فانها ستكون المرة الاولى منذ عقود التي تتعامل فيها الولاياتالمتحدة بصورة مباشرة مع ايران. \r\n \r\n العناصر التالية جاءت من قبل الجانب الاوروبي وهي تتضمن: \r\n \r\n مساعدة ايران في بناء مفاعلات نووية تعمل بالماء الخفيف. \r\n \r\n تزويد ايران بطائرات ايرباص اوروبية الصنع. \r\n \r\n ضمان تزويد طهران بالوقود النووي. كذلك قدم سولانا رسالة واضحة لايران وهي انها اذا فشلت في الاذعان للمبادرة الدولية فان آخر خرق العقوبات سيصبح مفروغا منه ولم يخف سولانا توسع موضوع العقوبات بما فيها فرض عقوبات اقتصادية من قبل الأممالمتحدة من اجل المحافظة على الاجواء الايجابية السائدة حاليا. \r\n \r\n ان وجود علاقات تجارية واسعة ومتنوعة بين ايران والكثير من دول الاتحاد الاوروبي خصوصا فرنساوالمانيا وايطاليا يجعل امر فرض عقوبات اقتصادية واسعة النطاق على ايران امرا مستبعدا. المسؤولون في الاتحاد الاوروبي يتكلمون باستحياء حول الهدف من اي عقوبات قد تفرض وهي عدم تعريض المواطن الايراني العادي لضنك العيش بسببها وجعل حياته اكثر شقاء. في حال فرض عقوبات فانها ستستهدف على الاغلب مجالات محددة مثل الطاقة والقطاعات المالية.لقد سارع وكيل وزارة الطاقة الاميركي سام بودمان الى دعم سولانا الذي قال إن العالم يمكن ان يتحمل خسارة الصادرات النفطية الايرانية «لبعض الوقت» تحتل ايران المركز الرابع عالميا في مجال تصدير النفط حيث تأتي بعد المملكة العربية السعودية وروسياوالولاياتالمتحدة وهي تساهم ب 5% من الانتاج النفطي العالمي اليومي وفي نفس الوقت تمتلك 10% من الاحتياطيات العالمية المؤكدة من النفط. \r\n \r\n وقد اعلن آية الله علي خامنئي المرشد الروحي لإيران ان بلاده قد تعمد الى وقف صادراتها النفطية «اذا ما اقدمت الولاياتالمتحدة على اي تحرك خاطىء» وقد تراجعت اسعار النفط العالمية بعد ان وصفت ايران المقترحات الجديدة بأنها «ايجابية». \r\n \r\n وذكر كبير المفاوضين الايرانيين علي لاريجاني ان المناقشات التي جرت حتى الآن تعتبر بناءة ومثمرة وان «المقترحات تتضمن خطوات ايجابية وبعض الغموض أيضا». \r\n