\r\n أعرب بوش عن ندمه على «تحدثه بلغة صارمة»، فيما تحدث رئيس الوزراء البريطاني متأملاً عن قرار تفكيك البنية التحتية لحزب البعث التي كانت توحد العراق في أعقاب سقوط النظام صدام حسين، ولم يعرب كلاهما عن ندمهما على قرار غزو العراق في المقام الأول. \r\n \r\n \r\n لم يذكر بوش شيئاً عن المزاعم المبالغ فيها والزائفة بشأن أسلحة الدمار الشامل العراقية التي تناقلها هو وحليفه علناً في الأشهر التي سبقت غزو العراق في مارس 2003. \r\n \r\n \r\n لم يقم بلير- الذي عاد من بغداد مؤخراً حيث التقى نور المالكي الذي اختير أخيراً رئيساً للوزراء في العراق- بإظهار واقع أن عراق صدام حسين كان أرضاً أكثر أمناً وازدهاراً قبل أن تقوم القوات البريطانية والأميركية بالاطاحة بالرئيس العراقي والحكم على العراق بواقع مريع قوامه الصراع المدني الذي يغذيه المسلحون. \r\n \r\n \r\n أشار بوش بقوله: «على الرغم من العقبات والعثرات، إلا أنني أعتقد جازماً بأننا قمنا ونقوم بالأمر الصائب»، مع أنه أضاف بسرعة:«لم تسر كل الأمور كما أملنا». هذا بكل تأكيد- قد ينال جائزة التصريح الأجوف عن هذا العام. \r\n \r\n \r\n ومن جانبه، تحدث بلير عن التقدير الخاطئ- ربما أبرز التقليل من شأن الحركة المسلحة وشدتها- التي وصفها بطريقة معهودة بحرب على العملية الديمقراطية، وليس بأنها كفاح ضد الاحتلال اللاقانوني واللاشرعي وغير العادل. \r\n \r\n \r\n وأبدى بلير فراسته التأملية عندما كان أبناء الشعب البريطاني يصطدمون بالكشف عن حقائق جديدة فيما يتعلق بالكيفية التي خدع بها بلير لورد جولد سميث المدعي العام البريطاني ودفعه إلى تقديم الرؤية القانونية التي تخول بريطانيا خوض الحرب على العراق من دون الحصول على قرار ثان من مجلس الأمن. \r\n \r\n \r\n وقد أخبر بلير لورد جولد سميث بوضوح بأن العراق «نقض العهد» فيما يخص التزاماته، على الرغم من الحقيقة التي تفيد بأنه لم يتم اكتشاف أي معلومات جديدة حول أسلحة الدمار الشامل. ومفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة كانوا يحظون بتعاون كامل من الحكومة العراقية على الأرض في العراق. مع ذلك لم يلق رئيس الوزراء البريطاني نظرة خاطفة حتى على هذه القضية. \r\n \r\n \r\n ومن جانبه ناقش بوش ببلاغته تكلفة غزو العراق بالنسبة لأميركا قائلاً: «لا شك في أن حرب العراق قد أوجدت شعوراً بالضيق الشديد هنا في أميركا، أعني أنه حين نشاهد في التلفاز أشخاصاً أبرياء يموتون طوال الوقت، فإن ذلك يؤثر على أفكارنا تجاه دولتنا». وأضاف: «إنني أتفهم سبب كون الشعب الأميركي يبدو منزعجا من حرب العراق. أتفهم ذلك. ولكني أعتقد أن ذلك يستحق التضحية وأنه ضروري». \r\n \r\n \r\n وبالطبع التزم الرئيس بوش الصمت حيال بالزيارة الحالية إلى العراق التي يقوم بها الجنرال مايكل هاغي قائد فيالق المارينز - الذي في ضوء الاتهامات الأخيرة باستخدام القوة المفرطة فيما يتعلق بخوض المارينز معركة حياة أو موت في محافظة الأنبار العراقية- جرى تحذيره بأن على جنوده اللجوء القتل «عندما يكون القتل مبرراً فقط». \r\n \r\n \r\n لقي قرابة 717 من المارينز حتفهم في اشتباكات في العراق- معظمهم في محافظة الأنبار- حيث يتمركز التحرك العراقي المسلح هناك. المارينز من الكتيبة الثالثة في الفرقة الخامسة متهمون بقتل العشرات من العراقيين الأبرياء في أعقاب معركة بالأسلحة النارية تلت هجمات مميتة على المارينز بواسطة قنابل زرعت على جانب الطريق. \r\n \r\n \r\n وفي خضم صراع لم يتسببوا به، مواجهين عدواً يقاتل بضراوة كضراوتهم وثبات كثباتهم، يتلقى المارينز محاضرات الآن من قبل الجنرالات بتدمير ما يجب تدميره فقط، وبقتل من يجب قتلهم فقط، وكأن الحرب سهلة إلى ذلك الحد. \r\n \r\n \r\n وبدلاً من التركيز على الواقع المرير للكارثة التي يتحمل هذان السياسيان كامل المسؤولية عنها وعن إلحاق الضرر بالقوات المسلحة لكل منهما وبالشعب العراقي، تملص بوش من أي حديث بشأن سحب القوات من العراق. \r\n \r\n \r\n حيث قال: «قلت للشعب الأميركي إنه عندما يقف الشعب العراقي على قدميه فإننا سننسحب. لكنني قلت أيضاً إن قادتنا على الأرض سيتخذون ذلك القرار». وافقه بلير القول في أعقاب زيارته إلى بغداد مشيراً إلى: «إنني أمضي معتقداً بأن التحدي ما زال قائماً، ولكني انصرفت بثقة أكبر بإننا ينبغي أن نرتفع إلى مستوى التحدي». \r\n \r\n \r\n كلا السياسيين كانا يخدعان جمهور الناخبين في بلديهما، وبلير يسعى إلى اتخاذ إجراءات تحول دون تركه للسلطة، يحاول بوش وقف الأغلبية الساحقة التي يتوقع فوز الديمقراطيين فيها بأغلبية ساحقة في الانتخابات التكميلية في نوفمبر. ولكنهما نسيا شرح المقولة العسكرية القديمة «العدو يصوت أيضاً» «والحركة المسلحة في العراق تصوت يومياً، وتصويتها يحسب عبر الجثث لأنه تم جلب العنف إلى العراق بفضل قرار بوش وبلير فيما يتعلق بالغزو. \r\n \r\n \r\n يقوم ذلك القرار على أساس الأكاذيب والخديعة وتم تنفيذه في إطار التمسك بالسلطة المطلقة سواء على شكل هيمنة عالمية وفقاً لبوش أو محاولة تثير الشفقة لارتداء سترة بوش باسم الحفاظ على «العلاقات الخاصة»، بالنسبة لبلير، تأكيداً على الحقيقة التي تقول إنه عندما يتعلق الأمر بالعراق، فإنهما يقومان على سياسة فاسدة إلى درجة يصعب على المرء تخيلها. \r\n \r\n \r\n «هذان السياسيان اللذان يفتقران إلى أي تفكير واقعي حول التردي الذي حدث في العراق وإلى أي عملية تقوم على الواقعية من شأنها صياغة طريقة سليمة للخروج من العراق، يواصلان عملية خداع للذات للعثور على طريق في العراق من شأنه أن يؤدي فقط إلى مزيد من القتل والدمار. \r\n \r\n \r\n \r\n ربما الذين نصحوا بوش وبلير اعتقدوا بأنهم سيوجدون وجهاً إنسانياً للقائدين اللذين تعرضا لهجوم شرس حيال التردي في العراق. وإذا كان الأمر كذلك فإنهما فشلا. \r\n \r\n \r\n المؤتمر الصحافي المشترك لم يتجاوز كونه عرضاً مثيراً للشفقة حيث أعلن هذان السياسيان الفاشلان عن دعمها المستمر للسياسات الفاشلة، التي أدت بدولتيهما إلى التورط في حرب فاشلة. أو كما عبر بلير: «ماذا عساني أقول أكثر من ذلك؟ ربما ليس من الحكمة قول المزيد على الإطلاق». \r\n \r\n \r\n