\r\n \r\n \r\n وقد سعى \"جون نيغروبونتي\" مدير وكالة الاستخبارات الوطنية يوم الاثنين الماضي إلى تخفيف حدة النقد الموجه لترشيح \"هايدن\" من خلال الكشف عن أنه من المرجح أن يكون نائب المدير الجديد لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية هو \"ستيفن آر. كابيس\"، الرئيس السابق لإدارة الخدمة السرية في السي.آي.آيه، وهي خطوة يقصد بها الإيحاء بأن \"كابيس\" سيشكل عنصر توازن مع \"هايدن\" في قمة الوكالة المحاصرة بالمشكلات. \r\n \r\n \"إن الاثنين، هايدن وكابيس، سيشكلان عنصري تعزيز للمعنويات داخل السي.آي.آيه\"... هذا هو ما ورد على لسان نيغروبونتي خلال إيجاز صحفي، أكد خلاله أيضاً، أن \"هايدن رجل قادر بالفعل على اتخاذ مواقف مستقلة\". \r\n \r\n وحسب عدد من خبراء الاستخبارات والموظفين القدامى في السي.آي.إيه، فإن رئيس الاستخبارات المركزية يجب ألا يكون قريباً أكثر مما ينبغي من الضباط العسكريين الموجودين في \"البنتاجون\" أو من الساسة الموجودين في البيت الأبيض. \r\n \r\n أما \"بيل نولت\" الموظف السابق الكبير في السي.آي.إيه، والذي أمضى أيضاً عدة سنوات في \"وكالة الأمن الوطني\"، فيرى أن التساؤلات المتعلقة بالقيادة العسكرية للسي.آي.إيه هي تساؤلات في محلها، ولكن الموضوع يتعلق في رأيه ب\"عنصر الاستقلالية\". وقال \"نولت\" وغيره من الاختصاصيين في الاستخبارات، إن الجدل الدائر حول ما إذا كان وضع \"هايدن\" كجنرال يجعله غير صالح للوظيفة، هو جدل منبثق عن جدل آخر يدور حول مدى الحرية التي يجب أن تحظى بها \"البنتاجون\" في جمع المعلومات الاستخباراتية. \r\n \r\n والمخاوف الخاصة بتولي جنرال لمنصب رئيس السي.آي.إيه، تعكس بدورها مخاوف أخرى موجودة داخل السي.آي.إيه، بخصوص قيام البنتاجون، وعلى نحو متزايد، بإجراء عمليات تجسس، كانت تعتبر تقليدياً ضمن اختصاصات الوكالة. \r\n \r\n وضباط الوكالة ينتابهم -أيضاً- قلق من نوع آخر هو أن الدور الاستخباراتي المتنامي للبنتاجون، يعني في جوهره أن جميع وكالات الاستخبارات الأميركية سيتم إجبارها، بشكل متصاعد، على تكييف جهودها الاستخباراتية لتلبية الاحتياجات المباشرة للجنود في الميدان، بدلاً من القيام بالمهام التي تعتبر من صميم اختصاصاتها مثل إعطاء تقييم بشأن الوقت الذي ستتمكن إيران خلاله من التحول لدولة نووية. \r\n \r\n وقال عدد من الموظفين القدامى في السي.آي.إيه، من الذين كانوا قد أعلنوا من قبل إنهم متشككون بشكل عام في العسكريين، الذين يقومون بإدارة الوكالة إنهم لن يكونوا قلقين، إذا ما تولى \"هايدن\" رئاسة سي آي إيه بشرط أن يتم تعيين \"كابيس\" نائباً له. \r\n \r\n لقد أظهر \"هايدن\" أنه مستقل عن وزير الدفاع دونالد رامسفيلد، ووجود \"كابيس\" كنائب له سيدعم هذه الاستقلالية، كما سيوفر خبرة عميقة في شؤون السي.آي.إيه. ومن المعلوم أن ستة من مديري وكالة الاستخبارات المركزية السابقين، كانوا ضباطا عاملين عندما -أو قبل ذلك بوقت قصير- تولوا مناصبهم في الوكالة وآخرهم هو \"ستانسفيلد تيرن\" الذي عمل مديراً لها لفترة قبل أن يترك منصبه عام 1981. \r\n \r\n يذكر أن المناورات التي قام بها دونالد رامسفيلد عقب الحادي عشر من سبتمبر والتي تضمنت إنشاء مكتب استخبارات خاص به، ومنح فرق الاستخبارات العسكرية الحق في القيام بعمليات في بلدان أجنبية، دون إعلام السي. آي.إيه أو سفراء أميركا في هذه البلدان بها، قد أدت إلى شعور الوكالة التي تفخر بتراثها المدني بأنها قد باتت مهددة. علاوة على ذلك قام نيغروبونتي مدير وكالة الاستخبارات الوطنية بانتزاع بعض الصلاحيات التي كانت خاصة بمدير السي.آي.إيه في الأصل. \r\n \r\n تعليقاً على ذلك قال \"نولت\": \"إن السؤال الخاص بما الذي يعنيه أن تكون مديراً لوكالة الاستخبارات المركزية هو ضمن الأسئلة التي نحاول إيجاد إجابة محددة عنها، ونحن نمر بهذه المرحلة الانتقالية في تاريخ الوكالة\". \r\n \r\n وتطرح \"جين هارمان\"، النائبة \"الديمقراطية\" عن ولاية كاليفورنيا، وأكبر عضوة من حزبها في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب سؤالاً آخر حول مدى استقلال \"هايدن\" عن البيت الأبيض عندما يتم تعيينه. \"هارمان\" تشعر بالقلق بسبب الدفاع الجريء الذي أبداه \"هايدن\" عن التسجيلات الصوتية داخل وكالة الأمن الوطني، والذي كان الرئيس بوش قد منح تفويضاً بإجرائها على الرغم من أنها قالت في تصريح آخر لها إن ضم \"كابيس\" إلى قيادة الوكالة سيخفف من قلقها في هذا الخصوص. \r\n \r\n ومما يذكر في هذا السياق أن \"كابيس\" كان من أوائل ضباط السي.آي.إيه الذين تصدوا لمديرها المستقيل \"بورتر غوس\" بعد أن حاول الأخير عزل موظف كبير في الوكالة، وانتهى الأمر ب\"كابيس\" إلى فقدان وظيفته. \r\n \r\n وأثنت \"هارمان\" على قرار \"كابيس\" بالتصدي ل\"غوس\"، وقالت إنه يعد دليلاً على أنه رجل \"لا يتردد في قول الحقيقة لمن يمتلك السلطة\". \r\n \r\n سيوبهان جورمان \r\n \r\n مراسل صحيفة \"بالتيمور صن\" في العاصمة الأميركية \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست\" \r\n \r\n \r\n