حتى وقت قريب كان يبدو لك اذا قتلت شخصا واحدا سوف تذهب الى السجن ولكن إذا قتلت آلاف الاشخاص عادة ما كنت تفلت من العقاب . \r\n \r\n لكن الوقت تغير وما عليك الآن الا أن تسأل أوغستوبيونشيه أو صدام حسين فتشكيل محاكم جرائم الحرب خاصة برواندا ويوغسلافيا سابقا والمحكمة الجنائية الدولية يمثل تصميما جديدا من قبل المجتمع الدولي على المعاقبة لأسوأ الجرائم الدولية وكان موت الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسوفيتش داخل السجن في لاهاي تذكير آخر بأن الطغاة لم يعد لديهم أي ضمانة لقضاء سنوات ذهبية في التقاعد بهدوء.ففي افريقيا تقوم المحكمة الجنائية الدولية بالتحري في جرائم الحرب التي ارتكبت في جمهورية الكونغو الديمقراطية وأوغندا والأهم في منطقة دارفور السودانية.كن القادة الافريقيين ما زالوا مترددين في إجبار أحد الزعماء الافريقيين على المثول أمام العدالة.. ربما لخوفهم من إرساء سابقة قد تطالهم في المستقبل فمثلا ما زال منفستو هايلا مريام الذي طالت حملة الرعب الاحمر التي شنها في اثيوبيا عشرات الآلاف من خصومه السياسيين يعيش في زيمبابوي تحت حماية الرئيس روبرت موغابي. \r\n \r\n لم يبذل أية محاولة لاجبار عيدي أمين دكتاتور أوغندا السابق على المثول أمام العدالة ومحاسبته على ارتكاب جرائم جماعية قبل وفاته في منفاه في المملكة العربية السعودية عام 2003.وخليفة أمين المماثل له في الوحشية ملتون ابوتي مات العام الماضي في زامبيا دون أن يواجه العدالة. \r\n \r\n الآن بعد أن تعاون رئيس ليبيريا ايلين جونسون سيرييف والرئيس النيجيري أولوسنغون في إجبار تشارلس تيلور على المثول أمام العدالة فربما يكون الحاجز النفسي قد انكسر في افريقيا، فقضية الاختيار التالية للزعماء الافريقيين هي قضية ديكتاتور تشاد السابق حسين جبري المتهم بارتكاب آلاف الجرائم السياسية والتعذيب المنظم خلال فترة حكمه 1982 -1990 فالادلة التي تجرم جبري قوية لأنه تم العثور على آلاف الوثائق في المقر المهجور للبوليس السري لنظام جبري والتي تثبت كيف كان يطارد الخصوم السياسيين ومجموع قائمة السجناء وصل الى 1208 أشخاص وتؤكد ان معظم من دخلوا سجون جبري لم يخرجوا منها أحياء ابدا. \r\n \r\n إحدى الجماعات من ضحايا جبري لاحقته الى السنغال حيث يعيش في بحبوحة من ثمار سرقاته من الخزينة التشادية قبل فراره. \r\n \r\n لكن محكمة سنغالية أدانت جبري بجرائم ضد الإنسانية الا أنه بعد تدخل سياسي حكمت المحاكم العليا بأنه غير قابل للمحاكمة على جرائم ارتكبها خارج السنغال.لذلك سعت الجماعات المتضررة من حكم جبري لتحقيق العدالة في مكان آخر ووجدت ضالتها في محكمة بلجيكية بموجب قانون البلاد ذي الصلاحية الكونية وأما تشاد التي تريد عودة جبري ولا تستطيع أن تجري له محاكمة عادلة دعت القاضي البلجيكي لزيارة تشاد وإجراء تحقيقاته.لعام الماضي بعد أربع سنوات من التحقيق أدان القاضي الدكتاتور السابق جبري وطلبت بلجيكا من السنغال تسليمه لها ولكن الحكومة السنغالية تحت ضغوط من المؤيدين لجبري فمن دفع لهم جبري أموالا بسخاء وقبل تحت ضغوط من عدة زعماء افريقيين عطلت المحاكمة مرة أخرى وحولت القضية الى الاتحاد الافريقي. \r\n \r\n في شهر يناير شكل الاتحاد الافريقي لجنة من الخبراء القانونيين لتقديم توصيات حول ما العمل مع جبري؟ وستقدم اللجنة تقريرها لقمة الاتحاد الافريقي في يوليو ولكن العديد من القادة الافريقيين بمن فيهم رئيس الاتحاد الافريقي دينيس ساسو نغويو من جمهورية الكونغو استبعدوا إمكانية تسليم جبري لبلجيكا وقال بعض القادة الافريقيين إن ذلك سيكون إهانة للكرامة الافريقية إذا ما تم ارسال جبري الى أوروبا لمحاكمته ولكن الحقيقة هي أن السنغال رفضت محاكمة جبري عندما كانت لديها الفرصة سانحة طوال 15 عاما منذ الاطاحة بحكم جبري لم تتقدم اية دولة افريقية بتسليمه لمحاكمته وعليه فإن بلجيكا هي التي تمثل الامل الحقيقي لضحايا جبري لمحاسبته فالافريقيون يستحقون العدالة وبما أن تيلور اصبح أمام القضاء فيجب أن يكون جبري بعده. \r\n