\r\n هناك هوة شاسعة بين خروج حزب الأمة من التجمع الوطني الديمقراطي وموقف الحركة الشعبية‚ لم يخرج حزب الأمة القومي من التجمع سرا‚ فقد أعلن على الملأ أسباب خروجه من التجمع الوطني‚ إذن لا جدوى لتشبيه خروج حزب الأمة وموقف الحركة الشعبية لتحرير السودان من التجمع‚ الحركة عضو أساسي في التجمع الوطني الديمقراطي حتى الآن‚ وأي شيء مغاير لذلك فإنها أحلام زلوط‚\r\n أما بشأن التحالف الشمالي والجنوبي المزعوم بين حزبي الأمة والاتحادي والحركة الشعبية لتحرير السودان‚ بأنه مستحيل بين تنظيمات شمالية وجنوبية‚ فإني أناشدك بأن تهرب من براثن العنصرية‚ وأن تظهر جلدك بشجاعة‚ هذه الحربائية لن تفيدك‚ ان دعوتك العنصرية والدينية الضيقة لم تحقق أحلامك‚ تحالف هذه الأحزاب السودانية مع الحركة الشعبية لتحرير السودان‚ كان من الحرص والحس الوطني من أجل إنقاذ الدولة السودانية من عبث الجبهة الإسلامية القومية‚ كان الأجدر بك وأنت صحفي ضليع أن تحلل مكامن الصراع السوداني من محاوره المختلفة‚ وأن تغوص أكثر في برامج التجمع الوطني الديمقراطي‚ وأدوات ووسائل نضاله‚ كما جاءت في برامجه‚ بدلا من تشويش وقذف الآخرين باتهامات جزافية غير مبنية على حقائق‚ غير أنها من نسيج خيالك لترضية برامجك الوهمية الإسلامعرباوية‚ \r\n هنا نلخص لك بعض أدوات التجمع الوطني الديمقراطي النضالي: \r\n 1 النضال المسلح: وهذا شرط قد تعذر تحقيقه لعدة أسباب داخلية وإقليمية ودولية‚ \r\n 2 الانتفاضة الشعبية: كذلك واجهت القوى السياسية انتكاسات في هذا المجال‚ نظرا لما جرى من تدمير لكافة النقابات ومنظمات المجتمع المدني من قبل النظام‚ \r\n 3 التفاوض السياسي: وقد تحقق ذلك في كل من نيفاشا وجدة والقاهرة‚ \r\n إذن الخيار الثالث أي التفاوض كان موجودا وليست الحركة الشعبية لتحرير السودان وحدها هي التي ابتكرته‚ بالرغم من ان الحركة الشعبية كان لها باع طويل في التفاوض مع أنظمة الخرطوم التي تعاقبت على سدة الحكم‚ لعلك تعلم جيدا بأن رفع السلاح بذاته ليس هو الهدف‚ بل السلاح وسيلة للتعبير عن حالة الغبن واليأس من التهميش بشتى أشكالها‚ الذي أصاب المهمشين في السودان‚ لذا لن يكون خيار السلاح لدى الحركة الشعبية لتحرير السودان الخيار المفضل فقط‚ أي حمل السلاح من أجل الحرب‚ ان الحركة الشعبية ليست متعطشة للدماء أو قتل الأبرياء‚ والدليل هو التعامل الراقي الذي وجده الأسرى من قبل إخوانهم في طرف الحركة الشعبية لتحرير السودان‚ \r\n هنالك قضايا سياسية جوهرية لا بد من حلها‚ وان للحركة الشعبية لتحرير السودان منهجا متكاملا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا‚ يعرف ببرنامج السودان الجديد‚ هذا المنهج يستوعب مشاكل السودان المستعصية بتعقيداتها‚ بل يمنح أولوية للتنوع الثقافي والعرقي والديني‚ تفتخر بهذا التنوع كونه عامل وحدة وليس عامل فرقة وشتات‚ كما تدعيه في صلب مقالك بأن الجنوب والشمال لا يلتقيان‚ إذن كنت تعتقد بالدولة التي تصبو إليها أي الدولة العربية الإسلامية الإقصائية‚ فإنها لن ولم تتحقق في السودان‚ والدليل هو ان المحاولات المستميتة من نفس المجموعة التي تنتمي إليها فكريا منذ استقلال السودان منيت بالفشل‚ بل كانت نكسة حقيقية‚ بل بدأ يتآكل هذا المشروع إلى أن وصل إلى حده الطبيعي في دولة عبدالرحيم حمدي والطيب مصطفى‚ والآن انتظر متى إعلان انتمائك لهذه المجموعة‚ أمامك أمثلة كثيرة في العالم وهنا‚ نأخذ دولة الصومال الشقيقة: 100% مسلمون‚ 95% أثنية‚ واحدة ولكن تشهد عدم الاستقرار لأكثر من عقد‚ \r\n لذا أؤكد لك مرة أخرى بأن رفع السلاح كان الخيار الأخير‚ بل فرضته الظروف‚ بالرغم من صعوبته وخسائره البشرية والمادية وحتى النفسية والاجتماعية‚ ولكن في حينه كان الخيار المفضل والأوحد‚ لإزاحة الظلم عن كاهل أهل السودان‚ اللذين تعثروا بسياسات الحكومات التي تعاقبت على سدة الحكم في المركز منذ الاستقلال‚ لذا كان التفاوض مع الأحزاب في التجمع الوطني الديمقراطي‚ وكان التوصل لورشة أمبو وكوكادام واتفاقية الميرغني قرنق‚ بل ولأول مرة تعترف الأطراف السياسية بإجماع‚ بأن هنالك مشكلة سياسية في السودان‚ تحتاج إلى حلول سياسية جذرية‚ ولأول مرة في تاريخ السودان الحديث تتوصل مجموعة من الأحزاب السودانية إلى صيغة توافقية في مؤتمر القضايا المصيرية في أسمرا‚ \r\n لذا أقول ومن باب الأمانة الوطنية والمسؤولية لهذا الوطن وأمام الله أنه توجب على كافة القوى السياسية أن تلتحم في هذه الملحمة التاريخية‚ وليس لأغراض حزبية ضيقة أي استقواء الحركة الشعبية بالحزبين الكبيرين والعكس كذلك‚ هذه النظرة الميكافيلية ليست من أدبيات الحركة الشعبية‚ الحركة الشعبية كتاب مفتوح للجميع‚ آمنت بنفس المبادئ التي من أجلها قامت وناضلت منذ نشأتها عام 1983‚ محاربة الإنقاذ بالذات ليس الهدف الذي من أجله قامت الحركة الشعبية لتحرير السودان‚ لأن الحركة الشعبية حركة ثورية تحارب من أجل التغيير وهذا التغيير له أدواته كما ذكرت سلفا‚ التغيير هو الهدف السامي الذي يتمناه المرء في بلد مثل السودان‚ ولكن ما مفهوم هذا التغيير‚ ليس باقتلاع الانقاذ من جذورها فقط حتى يتحقق التغيير‚ \r\n الجبهة الإسلامية القومية ليست من صناعة اليوم‚ بل نتاج للأخطاء السياسية المتراكمة‚ الجبهة الإسلامية القومية شريحة سياسية في الخارطة السياسية السودانية وان اقتلاعها من جذورها يقع على عاتق الشعب السوداني‚ بل إيماننا بالديمقراطية لا يستدعي منا إقصاء الآخر‚ ان الإنقاذ بسياساتها العوجاء‚ قد سلكت هذا الطريق الشاق المحفوف بالمخاطر دون أن تحقق نصرا على الآخرين‚ بل تحطمت أحلامها الاقصائية‚ بالرغم من عنجهيتها عندما أعلنت حل الأحزاب السياسية ومنحت نفسها شرعية ثورية‚ ولكن السؤال الحقيقي هل نجحت الإنقاذ؟ \r\n كانت النتيجة معروفة‚ وقد رأيناها بعيوننا‚ اصطدمت الانقاذ بعوامل داخلية وعالمية جعلتها تتخلى مؤقتا عن تصرفاتها الصبيانية‚ \r\n لذا عادت الانقاذ وطلبت التفاوض مع تلك الأحزاب التي حلتها بشرعيتها الثورية‚ إذن لا مجال للإقصاء‚ \r\n