وقال مقرر الاممالمتحدة الخاص حول التعذيب مانفرد نوفاك الجمعة \"في غياب قبول الاميركيين للحد الادنى من المعايير فاننا مضطرون الى العدول\" عن هذه الزيارة التي كانت مقررة في السادس من كانون الاول/ديسمبر. \r\n واضاف الخبير القانوني النمساوي في اتصال هاتفي من فيينا ان \"ذلك كان سييؤدي الى سابقة كارثية\". \r\n وكان مفتشو الاممالمتحدة الراغبون في التوجه الى قاعدة غوانتانامو منذ نيسان/ابريل 2004، امهلوا واشنطن حتى منتصف ليل الخميس (00،23 تغ) للقبول بشروطهم. \r\n وتنصهذه الشروط خصوصا على ان يتمكن المفتشون من التحدث على انفراد مع المعتقلين الذين اسروا في افغانستان في اواخر العام 2001 ويشتبه بانتماء معظمهم الى حركة طالبان وتنظيم القاعدة. \r\n ورفضت الولاياتالمتحدة الثلاثاء ما اسمته \"انذارا\"، معتبرة ان وصول الاممالمتحدة المحدود الى السجناء \"كاف\". \r\n واوضح نوفاك ان الغاء هذه الزيارة لن يؤثر على اعداد فريقه لتقرير حول ظروف الاعتقال المثيرة للجدل في القاعدة الاميركية في كوبا، والذي سيرفع الى مفوض الاممالمتحدة لحقوق الانسان في اذار/مارس المقبل. \r\n وكان اكد الثلاثاء أن \"بوسعه تقييم الوضع (في غوانتانامو) بالاستناد الى شهادات\" معتبرا في الوقت نفسه ان \"الافضل\" القيام بتفتيش على الارض. \r\n وقال اليوم الجمعة \"نبقى بالطبع على استعداد تام للتوجه الى غوانتانامو في المستقبل اذا اكد الاميركيون لنا تعاونهم التام\". \r\n وتأتي تصريحات نوفاك عشية مهمة سيقوم بها مع اربعة مفتشين آخرين في الصين وتستمر اسبوعين. ولم تضع بكين اي شروط مسبقة لهذه الزيارة. \r\n وكانت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) انتظرت حتى مطلع تشرين الثاني/نوفمبر لاعطاء موافقتها المشروطة على زيارة تفتيش لمعسكر غوانتانامو. واشترطت خصوصا الا يقابل الخبراء المعتقلين على انفراد. \r\n وذكر نوفاك انه كان وافق على اجراء تحقيقاته في يوم واحد بدلا من ثلاثة ايام وارسال ثلاثة مقررين بدلا من خمسة كما تقضي العادة. \r\n وفي بيان نشر في جنيف الجمعة قالت المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة ان عدم موافقة الولاياتالمتحدة على شروط محققيها \"مخيب للآمال\"، مع ان واشنطن \"اكدت باستمرار تمسكها بمبادئ الاستقلالية والموضوعية في اجراءات التحقيق\". \r\n وتوجه منظمات مدافعة عن حقوق الانسان اتهامات خطيرة حول ظروف اعتقال خمسمائة سجين بدون محاكمة في غوانتانامو، معظمهم اعتقلوا بعد هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001 الارهابية، وبعضهم ينفذ اضرابا عن الطعام. \r\n لكن رفض الولاياتالمتحدة السماح بعملية تفتيش وفق الاصول المتبعة كان \"متوقعا\" بحسب فيليب مورو ديفارج الباحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية في باريس. \r\n وقال هذا الباحث أن \"كل مبادرة واشنطن في غوانتانامو تهدف بوضوح ان تجعل منه (المعتقل) منطقة اللاقانون\" مغلقة بطبيعتها في وجه المفتشين. \r\n واضاف ان \"ادارة (الرئيس جورج) بوش هي في موقع المحاصر خصوصا حول هذه المسالة ولا تريد خصوصا اعطاء اسباب اضافية لانتقادها بل هي تريد على العكس ارجاء المشكلة اطول مدة ممكنة\". \r\n الى ذلك تلقت حكومة بوش الاثنين صفعة مع قرار قاض فدرالي اميركي تأجيل اول محاكمة لمعتقل امام محكمة عسكرية استثنائية، بانتظار ان تصدر المحكمة العليا قرارا \"نهائيا\" حول هذه المسألة.