\r\n لقد كان بوسع المدعي العام الخصوصي فيتزجرالد ان يذكر ان ثمة سرطاناً قد أصاب الرئاسة، وهو يتفشّى الآن انطلاقاً من طاقم ديك تشيني. وكان بوسعه ان يصرّح، أو حتى يلمّح إلى ان إدانة ليبي، ما هي إلا أول الغيث في السماء الملبدة بغيوم الملاحقات القضائية الشرسة، التي ستنهمر على السلوك الاجرامي للمسؤولين في المناصب العليا.\r\n ولكن المدعي العام الخصوصي لم يفعل شيئاً من هذا القبيل. لقد حاول مرات عديدة ان يدخل في نقاش. وكان في ادانته لليبي، يفتح بعض الأبواب شبراً أو شبرين، بحيث يستطيع القارئ اليقظ أن يرى آثار اقدام تقود نحو مكتب نائب رئيس الدولة، ولكن الباب ينغلق بعد ذلك من دون أن يخلّف أي دليل على أن المدعي العام الخصوصي يملك أية شهية لفتحه مرة أخرى. \r\n وعلى الرغم من كل الآمال العريضة، المعلقة على فضيحة بليم، وعلى أنها تلعب الآن دوراً في اسقاط إدارة بوش، مماثلاً للدور الذي لعبته فضيحة "التلصّص من الدرجة الثالثة" التي أشعلت "ووترجيت" فتيلها قبل ثلاثة عقود، فإن هذه، قد تكون نهاية القصة، حتى لو قال فيتزجرالد انه ينبغي اجراء المزيد من التحقيقات مع كارل روف، الذي حُدِّد في قرارات الادانة بوصف الموظف (أ). \r\n عوداً إلى ليبي وغبائه. ضع نفسك في محله. انك تتأهب للمثول أمام هيئة محلفين كبرى وتدلي بشهادتك تحت القسم، وأنت تعلم أن المدعي العام الخصوصي قد أفلح في استحضار السجلات اللازمة من البيت الأبيض ووكالة الاستخبارات المركزية، محاميك يهمس في أذنك أن أجمل كلمتين هما "لا أذكر". يربّت على كتفك، ثم تدخل حجرة هيئة المحلفين الكبرى، وحيداً أعزل من أي سلاح. ترفع يدك اليمنى وتُقسم برصانة وخشوع على أنك ستقول الحق، كل الحق، ولا شيء غير الحق، فليكن الله في عونك. \r\n اقتباس مباشر \r\n \r\n فيتزجرالد: "إذا لم تكن تدرك أن المعلومات عن زوجة ويلسون كانت سرية ولم تدرك ذلك عندما سمعتها من السيد روسيرت، فلماذا كنت حريصاً كل الحرص على أن تقول لصحافيين آخرين، ان الصحافيين يردّدونها وأنك لا تؤكدها كأمر تعْلمه؟". \r\n ليبي: "أريد لم أكن أريد لم أكن أعلم ما إذا كانت صحيحة ولم اشأ أن يظنّ لم أرِدْ أن يظن الصحافيون أنها صحيحة لأنني قلتها. انني ان كل ما كان لديّ هو ان الصحافيين يقولون لنا ذلك، وبذلك أردتهم أن يفهموا أن المعلومات ليست صادرة عنّي وأنها قد لا تكون صحيحة. ان الصحافيين يكتبون أشياء ليست صحيحة في بعض الأحيان، أو يحصلون على أشياء ليست صحيحة، ولذلك كنت أريد التأكد من أنهم لم يظنّوا، لم يظنّوا انني أنا الذي أقول ذلك. لم أكن أعلم ان المعلومات صحيحة وأردت منهم أن يفهموا ذلك. كما كان مهماً بالنسبة إليّ أن أدعهم يعلمون ذلك لأن ما كنت أقوله لهم هو أنني لا أعرف السيد ويلسون. وأننا لم نكلفه بمهمة. وانني لم أطلع على تقريره. \r\n "أساساً، نحن لم نعرف أي شيء عنه إلى أن شاعت حكايته في يونيو/حزيران، ومن بين الأمور الأخرى، لم أكن أعلم أن لديه زوجة. وكان ذلك أحد الأمور التي قلتها للسيد كوبر. لا أعرف أنه متزوج. ولذلك كنت أريد أن أكون واضحاً تماماً بشأن كل هذه الأمور التي، التي لم أكن أعرفها عنه. والشيء الوحيد الذي كان لديّ، كما كنت اعتقد في حينه، هو ما يقوله لنا الصحافيون".(انتهى الاقتباس) \r\n وبطبيعة الحال، تقبع في محضر التحقيق على الطاولة أمام فيتزجرالد البارع كل سجلات تحقيقات ليبي العاجلة في علاقة ويلسون وبليم ونشاطاتهما، التي أجراها قبل أسابيع وشهور من حديثه مع روبرت أو كوبر. لا بدّ أن أعضاء هيئة المحلفين الكبرى قد نظروا إلى ليبي، وتبادر إلى أذهانهم أن يتساءلوا: أهذا الأبله المعتوه الذي يطلق أمامنا شهادات الزّور بالجملة هو كبير مساعدي ديك تشيني، نائب الرئيس؟ وهل دافع الضرائب الأمريكي، يدفع راتب هذا المغفل؟ \r\n ان العبرة التي توحي بها إليّ فضيحة (بليم جيت) هي أن المسؤولين لدينا عن مصائر هذه الأمة خلال السنوات الخمس الأخيرة في غاية الغباء. فالأغبياء حقاً هم الذين يعتقدون ان كشف هوية فاليري بليم باعتبارها عملية سرية لوكالة الاستخبارات المركزية، طريقة جيدة لقصم ظهر زوجها جو ويلسون. تشيني غبيّ. وروف غبيّ. وليبي، الذي نملك عنه الآن كومة كبيرة من المادة الاعلامية المفيدة غبي جداً جداً. \r\n وبسبب صحافتنا الكسولة والمرتشية فقط لم يدخل هذا الأمر في أذهان الناس منذ سنوات. ولكن الصحافة كسولة ومرتشية وشريكة في الجرم. \r\n وربما يجلس محامي سكوتر ليبي التالي مع موكله ويقول له بأنه سيقضي فترة تزيد على ال 58 يوماً التي قضتها جودي ميلر في السجن ما لم يفتح أمام المدعي الخاص فيتزجيرالد دروب تحقيق واعدة ومبشرة إلى حد يبدأ معه فيتزجيرالد في النظر إلى نفسه كنجم كبير في الفضاء السياسي. ربما. \r\n أو ربما ينصح سكوتر ليبي بالتفاوض مع فيتزجيرالد ويعترف له بجريمة بسيطة ليتفادى الإدانة بجرم أكبر ويقضي بعض الوقت في السجن، ومن ثم يصدر الرئيس عفواً عنه بالطريقة ذاتها التي عفا من خلالها كلينتون عن موكل ليبي السابق مارك ريتش، والطريقة ذاتها التي عفا من خلالها بوش الأب في 4 ديسمبر/كانون الأول 1992 عن كاسبار واينبيرجر ودوان آر. كلاريدج وكمير ئي. جورج وروبرت سي. ماكفرلين وإليوت ابرامز وألان جي. فييرز الأصغر وقد تم توجيه الاتهام إليهم و/ أو أدينوا جميعاً بتهم من قبل المستشار المستقل والش في فضيحة الكونترا. \r\n وفي الواقع ان بوش الأب عفا عن واينبيرجر على الرغم من أنه كان من المفترض ان يقدم للمحاكمة بعد موعد العفو عنه بأسبوعين. وبالتالي فربما يتشبث ليبي بموقفه بقوة ويحاول فقط ان يسبق الزمن. \r\n \r\n * صحافي ايرلندي راديكالي، ويترأس بالاشتراك تحرير نشرة \r\n "كاونتر بانش" الاخبارية. \r\n