وقد توجهت الشكوك حول التفجيرات نحو جماعة لاشكار إي تويبا (جنود الله) الجهادية، الموجودة في كشمير الباكستانية، والتي تعد بتحرير كشمير الهندية ذات الأغلبية المسلمة أو ضمها إلى باكستان. لكن السلطات عزمت على السماح بعمل الإغاثة عبر خط المراقبة. \r\n وقد أدانت الحكومة الباكستانية التفجيرات، كما قال تصريح رسمي صدر في إسلام أباد إن \"هذا الهجوم في سوق مزدحم هو عمل إجرامي من أعمال الإرهاب\". \r\n وقد كانت الإشارة في هذا التصريح إلى التفجير الذي جاء في سوق ساروجيني ناجار، المجاور لمنطقة شاناكابوري الدبلوماسية المعزولة، حيث قُتل 42 شخصا مات بعضهم بعد الذهاب بهم سريعا إلى المستشفى. \r\n وقد تسببت قنبلة انفجرت في نفس الوقت تقريبا في مقتل 18 شخصا في منطقة باهارجاني المزدحمة، والقريبة من المحطة الرئيسية للسكك الحديدية في نيودلهي، التي يتردد عليها المسافرون من حول العالم بسبب أسعار الإقامة المنخفضة فيها. \r\n وقد اكتشف المحصل اليقظ في أحد الأتوبيسات الحكومية حقيبة سفر تحتوي على قنبلة موقوتة وقذفها بعيدا، لكنها لم تكن بعيدا بما يكفي لتتجنب إصابة السائق وأربعة أشخاص آخرين. \r\n ورغم إغلاق سوق ساروجيني ناجار من أجل التحقيقات بحلول صباح الأحد، إلا أن السوق ومنطقة باهارجاني قد فُتحا أمام المتسوقين من أجل عيد ديلاوي، وهو \"عيد الأضواء\" في الهند، والذي يرمز إلى انتصار الخير على الشر، ويأتي الاحتفال هذا العام في الأول من نوفمبر. وقد قالت الشرطة إنهم لا يرون مبررا لاستمرار إغلاق الأسواق. \r\n وقد جُرح أكثر من 200 شخص في التفجيرات الثلاثة، حيث كانت إصابة الكثيرين منهم خطيرة، حتى أن إدارة المستشفى تخشى من وفاة المزيد في الأيام التالية. \r\n وفي سرنجار، عاصمة كشمير الهندية، أعلنت جماعة لم يُسمع بها من قبل تُدعى \"انقلاب\" مسئوليتها عن التفجيرات، لكن الشرطة هنا تقول إنها من الممكن أن تكون واجهة لمجموعات أكبر محظورة دوليا مثل لاشكار إي تويبا أو جيش محمد. \r\n وفي جلسة صحفية عُقدت يوم الأحد الماضي قال مساعد مفوض الشرطة جارنيل سنج إنه رغم استمرار التحقيقات إلا أن هناك مبررا للاعتقاد بأن لاشكار إي تويبا هي التي تقف خلف التفجيرات. \r\n وعلى خلاف ما كان يحدث في الماضي بدا أن الحكومة الهندية غير راغبة في تحميل المسئولية بشكل رسمي لأي جماعة، أو أن توجه أصابع الاتهام إلى باكستان بسبب الهجوم، ربما بسبب المفاوضات الدقيقة الجارية حاليا حول توزيع الإغاثة الخاصة بالزلزال، وكذلك بسبب \"عملية سلام\" تتضمن \"حوارا مشتركا\" يدور منذ يناير عام 2004. \r\n وقد قرر رئيس الوزراء الهندي مانموهان سنج الحفاظ على حالة الاستقرار، كما أطلق في خطاب عبر التليفزيون على تفجيرات السبت أنها \"أعمال إرهابية جبانة\"، وقرر \"هزيمة مخططات الإرهابيين البغيضة وعدم السماح بنجاحها\". \r\n وأضاف: \"إننا عازمون على محاربة الإرهاب بكافة أشكاله\". \r\n وقد قام سنج بزيارة بعض المصابين في المستشفى يوم الأحد، وقال إن الشرطة لديها \"بعض الأدلة\" حول من يمكن أن يكون خلف التفجيرات، لكنه رفض إصدار أية توقعات. \r\n وتعتقد الشرطة أن التفجيرات كانت موقوتة لتتزامن مع الحكم على ثلاثة من أعضاء جماعة لاشكار إي تويبا يوم السبت بسبب قيامهم بهجوم داخل مجمع رد فورت التاريخي في ديسمبر 2000، قتلوا فيه جنديين وشخصا مدنيا. \r\n ومع هذا فإن القاضي و.ب. سايني قد قام بتأجيل الحكم على محمد عارف، وألياس أشفاج، وهو مواطن باكستاني، ومتآمريْن هنديين هما ناظر أحمد قاصد وفاروق أحمد قاصد، إلى يوم الاثنين. \r\n وقد توصل القاضي إلى أن ألياس أشفاج مذنب بتهمة القتل، والتآمر الإجرامي، والغش، والتزوير، وحيازة أسلحة بشكل غير قانوني، ودخول الهند والإقامة فيها بشكل غير شرعي. \r\n وقد قاوم المتشددون والجماعات الجهادية المسلحة في كشمير الباكستانية فتح خط المراقبة في كشمير من أجل تدفق مواد الإغاثة، ومن بينها الأطعمة التي يُحتاج إليها بشكل شديد، والمساعدة الطبية، ومواد الإيواء، إلى داخل كشمير الباكستانية. \r\n ويُقدر عدد القتلى في زلزال 8 أكتوبر الماضي بحوالي 100 ألف شخص، في حين يحتاج 400 ألف من الناجين إلى المساعدات الطبية والمأوى قبل اشتداد شتاء الهيمالايا الذي يصل إلى درجات حرارة تقترب من التجمد مع حلول منتصف نوفمبر. \r\n وقد كان الانفجار الرئيسي الأخير الذي قامت به الجماعات الجهادية في العاصمة الهندية في ديسمبر 2000 عندما قامت مجموعة انتحارية مكونة من خمسة من المقاتلين المسلحين تسليحا جيدا بمحاولة نسف البرلمان الهندي، أثناء عقد إحدى جلساته، وذلك باستخدام سيارة ملغمة. \r\n وقد اتهمت الهند حينئذ باكستان بتنسيق الهجوم، وقامت بحشد قواتها على طول حدودهما المشتركة، مما جعل الجارتين النوويتين على حافة الحرب، حتى نجحت \"الدبلوماسية المكوكية\" بقيادة وزير الخارجية الأمريكي كولن باول في تهدئة الموقف. \r\n لكن الموقف نتج عنه أيضا تخفيض البعثات الدبلوماسية في كلا البلدين، وتعليق الروابط الجوية والأرضية، حتى بدأ الحوار المشترك، والذي كان عليه أن يغطي عددا كبيرا من القضايا الثنائية، ومن بينها حل النزاع الكشميري. \r\n ورغم السرعة البطيئة التي يسير بها الحوار المشترك إلا أن الدولتين يمكن أن تعلنا عن تقدم ثابت في تحسين العلاقات الثنائية، ومن بينها فتح طريق للحافلات من سرنجار إلى مظفر أباد عاصمة كشمير الباكستانية، في أبريل من هذا العام. \r\n ومنذ ذلك الوقت استطاع مانموهان سنج والرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف إعلان أن عملية السلام \"لا يمكن أن ترتد إلى الوراء\"، رغم أن الهند قد اشتكت من معسكرات المقاتلين التي لا تزال موجودة في كشمير الباكستانية. \r\n وفي أعقاب الزلزال رفض الرئيس مشرف عرض الهند بإرسال طائراتها الهيلكوبتر من أجل عمليات الإنقاذ الطارئة والإغاثة، مشيرا إلى \"حساسيات محلية\". \r\n وقد تبددت سريعا التوقعات بأن مئات من المقاتلين قد لقوا حتفهم وأن معسكراتهم قد دُمرت من جراء الزلزال، وذلك عندما قامت مجموعة انتحارية بمهاجمة منطقة ذات تواجد أمني مكثف في سرنجار، وقتلت وزير التعليم في كشمير الهندية غلام نبي لون في منزله في 18 أكتوبر. \r\n ولكن رغم هجمات المجاهدين في سرنجار وفي العاصمة الهندية قامت الدولتان بالإعلان يوم الأحد عن فتح خمس نقاط على خط المراقبة يمكن من خلالها أن تتدفق مساعدات الإغاثة، وكذلك أهالي كشمير الراغبين في مقابلة أقاربهم الذين يعيشون على الجانب الآخر. \r\n وقد قال بيان مشترك صدر في إسلام أباد إنه \"من أجل أغراض الإغاثة وإعادة التأهيل وإعادة الإعمار فقد اتُفق على أنه بناء على معلومات مسبقة وقبول إرسال مواد الإغاثة وبناء على جدوى القيام بذلك فإنه يمكن إرسال مواد الإغاثة لكلا الجانبين وتسليمها للسلطات المحلية على نقاط العبور السابق ذكرها\". \r\n وأضاف البيان أن الجانبين \"قد اتفقا على وضع الاتفاقيات في موضع التنفيذ في 7 نوفمبر 2005 كإجراء إنساني\". \r\n ولمدة 55 عاما كان خط المراقبة المحصن والمسور هو المكان الذي شهد أعمالا عسكرية عنيفة، من بينها ثلاثة حروب وقتال عبر الحدود. \r\n وقد ُنقل يوم السبت عن قيوم خان، أحد القادة السياسيين البارزين في كشمير الباكستانية، أنه حث إسلام أباد على قبول العرض الهندي بتقديم طائرات الهيلكوبتر، حتى إذا كان يقودها طيارون هنود. \r\n وقد نقلت وكالة أنباء بي بي آي الباكستانية عن قيوم قوله: \"ما هذا الذي نريد أن نحتفظ به سرا عن الهند رغم وجود الولاياتالمتحدة والناتو وغيرهما من المنظمات الأجنبية في المناطق التي ضربها الزلزال\". \r\n وبحسب قيوم فإن فإن ما يهم هو أن \"90 بالمائة من المباني الرسمية والخاصة (في كشمير الباكستانية) قد دمرت\"، وأن \"جيلا كاملا من أطفالنا الذين يذهبون إلى المدارس والذين ارتبط مستقبلنا بهم قد قُتلوا\"، وأنه إذا لم تصل المعونات إلى الناجين بسرعة فإن مآسي أسوأ بكثير سوف تأتي.