\r\n وقد جاءت تصريحات ينج عقب محادثات قام بها أحد الجنرالات الصينيين والتي أثارت دهشة واهتمام الولاياتالمتحدة الأميركية وقد أشار هذا الجنرال إلى احتمالية استخدام الصين لسلاحها النووي ضد الولاياتالمتحدة إذا ما تدخلت في الصراع بين الصين وتايوان ,وتأتي هذه التصريحات المخيفة لتشابه ما قاله أحد الجنرالات الصينيين منذ ما يقرب من عشر سنوات خلال التوتر والنقاش حول مسألة تايوان حيث أوضح أن أميركا ,وبدون شك , تهتم بنفسها وبحدودها اكثر من اهتمامها بتايوان .\r\n ويعرف كل من يقرأ هذا العمود أن أملي وحماستي تصب في اتجاه استمرار الصين في طريق الإصلاح والانفتاح اكثر نحو المجتمع الدولي إضافة إلى تعميق العلاقات مع تايوان ومع كل الخصوم الآخرين وبمرور الوقت يمكن للصين أن تتطور مثلما تطورت تايوان وتصل إلى نظام التعددية السياسية إضافة إلى اقتصاد السوق الحر . \r\n وفي تصوري فان سيناريو تايوان الكبرى ليس هو الاحتمال الوحيد المتوفر على قائمة الاحتمالات لهذه المسألة وانما هناك سيناريوهات أخرى يمكن أن تظهر مثل الدخول في صراع بين الصين وتايوان والذي بدوره سينعكس على الولاياتالمتحدة الأميركية . \r\n ومن جهتها تعرف الصين بوضوح كل الظروف والتداعيات التي يمكن أن تثير الحرب بينها وبين تايوان ومن ضمن هذه الظروف نزعة تايوان إلى الاستقلال ولم تخف الصين نيتها حول ما يمكن أن يحدث ,فربما يحدث غزو وهو ما أتوقع \r\n ومن جهتها تجد أميركا نفسها ,إلى حد ما ,في ورطة وقد كانت أميركا لسنوات عدة ,وقبل أن تعترف ببكين ممثلا للصين ,تقيم معاهدة للتبادل الأمني مع تايوان وفي مواجهة نزعة الصين العدوانية , تجاه تايوان تتوقع تايبي اندفاع أميركا تجاه تقديم المساعدة لها . \r\n وبانتهاء هذا فقد حل قانون ( علاقات تايوان ) الذي أصدرته أميركا عام 1979 ليحل محل معاهدة التبادل الأمني لكن شابه شيء من الغموض والاضطراب. والان لا تشجع أميركا أية محاولة غير سلمية لتحديد مستقبل تايوان ومثل هذه الأحداث ربما تجعل ردود أميركا تتراوح بين فرض عقوبات اقتصادية إلى ما هو أسوأ من ذلك والقانون يلزم أميركا بتزويد تايوان بالأسلحة الدفاعية ولكن لا يوجد في تلك الاتفاقية ما يجعل واشنطن تتحرك عسكريا لمواجهة بكين إذا ما هاجمت الأخيرة تايوان , وهنا تجد سؤالا هاما ألا وهو : ماذا سيحدث إذا عبرت الصين إلى تايوان مهاجمة إياها ؟ \r\n وفي الحقيقة لا يستطيع أحد أن يجزم بمعرفة اتجاه سير الأحداث ,فالصين ربما تتكلم بنبرة حادة ولكن ليس أمامها مساحة للخطأ في محاولة تحديد هوية رد الفعل الأميركي فالصين لا تستطيع إطلاقا أن تتأكد أن أميركا ستمتنع أو ستضيع فرصة التدخل العسكري حيث إن هذا التدخل سيكون مرخصا وقتها . \r\n وعلى أميركا ألا تقف مكتوفة الأيدي في ظل تلك الأحداث التي تستأسد فيها تلك الدولة الشيوعية التي بدأت حديثا في الإصلاح على إحدى الدول الديموقراطية والتي يتمتع اقتصادها بالسوق الحر . \r\n ومن بين الاحتمالات أيضا أن بكين لا تستطيع معرفة قدر المساعدة العسكرية التي يمكن أن تدعم بها الولاياتالمتحدة الأميركية تايوان لردع أو صد أي هجوم صيني يمس تايبي وإذا ما أقرت واشنطن بأن تلك المساعدات ليس كافية فمن المحتمل أن يكون البديل هو التدخل العسكري المباشر وإذا اخذ هذا على محمل الجد فمن المؤكد أن هذا الخيار هو الذي سينتصر وإذا افترضنا هزيمة الصين فمن المؤكد أن التداعيات ستكون جسيمة فبالإضافة إلى الإذلال الشديد لها ولدورها الرائد ستعاني بكين من العزلة وسيؤدي هذا إلى الاضطراب الاقتصادي وعدم الاستقرار السياسي وبإيجاز فان كل ما بناه وحققه الجيل السابق من اجل بكين سينهار ويتفتت ويؤدي إلى انهيار الصين . \r\n ويجب الوضع في الاعتبار أن الحزب الشيوعي الصيني هو في الأساس يكافح ويضرب من أجل التأكيد على شرعيته التي تبدو في تقلص وانحدار في فترة تشهد تغيرات واسعة وإصلاحا وضغطا شعبيا كبيرا فهل غزو تايوان يستحق ؟ أنا لا أعتقد هذا وهو ما يؤكد على ضرورة بقاء الحلول السلمية . \r\n وفي النهاية يبدو واضحا أن تايوان ليس لها أسباب واقعية للسعي لنيل الاستقلال ولا للصين ما يبرر رغبتها للدخول في حرب ستكلفها كل شيء وستخسر على أثرها كل ما تملك ,ولا أميركا في حاجة للدخول في صراع جديد خاصة في ظل شبح السلاح النووي . \r\n جون بيرشيا \r\n أستاذ في جامعة سنترال فلوريدا