ويؤكد منظمو الاحتجاجات على أن الإحباطات الناتجة عن سياسة تحرير التجارة التي تعززها منظمة التجارة العالمية قد وصلت إلى فترة من التعبئة الواسعة للمجتمع المدني، كما كان الحال في الاجتماع الوزاري في سياتل عام 1999 في كانكون عام 2003. \r\n يقول الناشط الفيليبيني ولدن بيلو، من منظمة التركيز على الجنوب العالمي (فوكس أون ذي جلوبال ساوث): \"عندما ننظر إلى سياتل وكانكون فمن المهم للغاية أن نؤكد على الدور الذي يلعبه المجتمع المدني في إيقاف هذه الاجتماعات الوزارية، ونحن نأمل أن نلعب نفس الدور في هونج كونج\". \r\n ومن جانبها قالت إيارا بيتروكوفسكي، من المعهد البرازيلي للدراسات الاجتماعية والاقتصادية: \"سوف نقوم بإيقاف مفاوضات منظمة التجارة العالمية؛ لأننا لا نرى إمكانيات جيدة لجميع الدول، وخاصة في أمريكا اللاتينية وإفريقيا\". \r\n ومن بين الشعارات التي تم إطلاقها للحملة الحالية \"هونج كونج سوف تكون ستالينجراد منظمة التجارة العالمية\"، وهو شعار يعكس بوضوح نوايا المنظمات غير الحكومية من آسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية التي تتزعم الاحتجاجات. \r\n وكانت قوات الاتحاد السوفييتي قد ألحقت هزيمة بالجيش النازي الألماني الغازي عام 1943 في المدينة الروسية ستالينجراد، والتي قام نيكيتا خروشوف رئيس الوزراء الروسي بإعادة تسميتها عام 1961 لتصبح فولجوجراد، وهي الهزيمة التي يعتقد الكثيرون أنها مثلت بداية النهاية للحرب العالمية الثانية (1939-1945). \r\n ولكن في هذه المرة سيكون المؤتمر في جنيف في سويسرا، وهي دولة محايدة، حيث سيقوم المحتجون المناهضون لمنظمة التجارة العالمية بإطلاق معاركهم الأولى في الأسابيع القادمة، قبل أن يقوموا بتوسيع تحركاتهم في أجزاء أخرى من العالم، لتصل في النهاية إلى هونج كونج. \r\n ويضع النشطاء أهمية خاصة لسلسلة من لقاءات منظمة التجارة العالمية التي تبدأ هذا الأسبوع، وخاصة جلسة الخميس القادم للجنة مفاوضات التجارة، وهي الهيئة المفوضة للإشراف على الإدارة الإجمالية لمحادثات منظمة التجارة العالمية. \r\n وفي الأسبوع القادم سوف يحول النشطاء تركيزهم إلى اللقاء الذي يستمر من 19-20 أكتوبر للمجلس العام، والذي يقوم بتنفيذ مهام منظمة التجارة العالمية في الفترات الفاصلة بين الاجتماعات الوزارية. \r\n وهذا التأكيد على الاجتماعات التمهيدية يمثل إجابة على ما يعتبره النشطاء تغييرا في التكتيكات من جانب منظمة التجارة العالمية. \r\n ويعتقد النشطاء أن المنظمة تكافح من أجل ضمان ألا يتم التخلي عن المفاوضات حتى اللحظات الأخيرة، خوفا من تكرار المؤتمرات الوزارية التي جرت في سياتل وكانكون، والتي لم تكن حاسمة بشكل كارثي. \r\n ويؤكد النشطاء أن المفاوضات الجارية في جنيف في هذا الشهر سوف تكون بالتالي حاسمة بالنسبة لنتائج هونج كونج. \r\n والمقصود من مؤتمر ديسمبر هو ضمان الاتفاقيات التي تؤسس لإطار خاص باستمرارية جولة الدوحة من محادثات منظمة التجارة العالمية، والتي أُطلقت في العاصمة القطرية في 2001. \r\n وقد عانت جولة الدوحة حتى الآن من الإخفاقات المتكررة والمواعيد النهائية التي لم يتم الوفاء بها، وسبب هذا في الأساس هو أن كلا من الدول الصناعية والدول النامية تدافعان عن مصالح متعارضة، ولا يوجد من يرغب في تقديم تنازلات. \r\n والأفكار الرئيسية للمفاوضات الجارية هي الزراعة، والخدمات، والتعريفات الصناعية، وحقوق الملكية الفكرية، وقضايا ذات اهتمام خاص للجنوب النامي، مثل المعاملة الخاصة والمتفاوتة تجاه الدول الفقيرة، والتطبيق المعلق للإجراءات المتفق عليها بالفعل لصالح هذه الدول. \r\n وبحسب بيلو فقد ثبت دون شك أن منظمة التجارة العالمية قامت خلال السنوات العشر الماضية بشكل ثابت بتعزيز مصالح الشركات العالمية. \r\n وأضاف قائلا: \"إن أحد الأمثلة الرئيسية هو حالة صناعة الأدوية، والجهود من أجل تقويض سيادة الصحة العامة على حقوق الملكية الفكرية التي تم فرضها في إعلان الدوحة\". \r\n ويعزو بيلو المأزق الحالي في مفاوضات منظمة التجارة العالمية إلى تصلب الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي؛ \"لأن الدول النامية لا تستطيع ببساطة الموافقة على إعلان وزاري جديد يفتقر تماما إلى أي شيء في مصلحتهم\". \r\n وقد أفاد فلورنس بورتون، من الفرع السويسري لجمعية عقوبات الضرائب والعقوبات المالية لمساعدة المواطنين، أنه في ضوء هذه الحقيقة دعت جماعات المجتمع المدني في جنيف وفي كل سويسرا إلى الانضمام للقوى المناهضة للاتفاقيات \"السيئة للغاية\" في المظاهرة الرئيسية الأولى والمقررة يوم 15 أكتوبر. \r\n ويتوقع المنظمون أن يتجمع خمسة آلاف متظاهر على الأقل خارج مقر منظمة التجارة العالمية في جنيف من أجل هذه التعبئة. \r\n وفي خلال ذلك يُتوقع أن يتجمع على الأقل ثمانية آلاف من المحتجين في ديسمبر القادم بهونج كونج. \r\n وقد أفاد بيلو أن المنظمات الكورية الجنوبية تتنبأ بأن أن ما يتراوح بين ألفين وثلاثة آلاف من الناشطين من هذا البلد فقط سوف يسافرون إلى هونج كونج، هذا إضافة إلى الآلاف من الدول القريبة مثل الفلبين وإندونيسيا وتايلاند. \r\n ونتيجة لهذا فإنه يعتقد أنه سيكون هناك على الأقل 8 آلاف من المحتجين، كما يتوقع معظم المنظمين أعدادا أكبر بكثير. \r\n وهدف هؤلاء في هونج كونج سيكون منع اجتماع الوزراء هناك من التوصل إلى اتفاق. \r\n ويتابع بيلو فيقول: \"ما نهتم به في هذه النقطة بشكل دقيق هو التأكد من عدم حدوث صفقة، ومن أجل أن نظهر لحكومات الدول النامية أن هناك أعدادا كبيرة من المجتمع المدني تمثل مصالح الشعوب في العالم النامي وفي أماكن أخرى، وأنها ستشعر باستياء وانزعاج شديدين للغاية إذا تم التوصل إلى صفقة\". \r\n وأضاف: \"إننا سنتوحد في هونج كونج على شعار أن عدم إتمام صفقة في هونج كونج خير من صفقة سيئة\".