وقد ظهر أن العداء القوي والمتزايد تجاه إسرائيل بسبب معاملتها للفلسطينيين جعل المقاطعة الأكاديمية ضد إسرائيل أكثر فعالية وقوة، وأساء أخلاقياً لإسرائيل في المجتمع الدولي الأكاديمي. بل إن هذه المقاطعة تطورت وتسببت بتسييس النشاط الأكاديمي العلمي وفرضت قيوداً على التبادل الحر للمعلومات ضد إسرائيل على مستوى الجامعات الأوروبية والأميركية. وبسبب هذه الحملة قام عدد من العلماء الدوليين بتنظيم اجتماع حول البيولوجيا في إسرائيل ولمناقشة هذه المقاطعة. وكانت بداية هذا التصعيد في المقاطعة قد ظهرت حين بعث البروفيسور ستيفين وهيلاري روز برسالة نشرتها صحيفة (الغارديان) البريطانية في 6/4/2002 اعتبرا فيها أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة خارج الاتحاد الأوروبي وتتمتع بالمزايا نفسها التي تمنحها (مؤسسة العلوم الأوروبية) لأساتذة الجامعات والهيئات الأكاديمية فيها. وطالبت رسالتهما بوقف العمل بهذا الامتياز الأوروبي الأكاديمي ما لم «تقم إسرائيل بالخضوع لقرارات الأممالمتحدة والبدء بمفاوضات سلام جدية مع الفلسطينيين». وأعربت مؤسسات أكاديمية كبيرة ومهمة عن دعمها لهذه الرسالة في بريطانيا وفي أوروبا وفي الولاياتالمتحدة رغم الانتقادات التي وجهتها أكاديمية العلوم في نيويورك لهذه الدعوة. وفي ربيع عام 2005 صوتت أكبر جمعية لأساتذة الجامعات وتضم (48) ألف بروفيسور لصالح قرار يفرض مقاطعة أكاديمية على الجامعات الإسرائيلية في حيفا وبارايلان. وبعد حملة انتقادات كبيرة وضغوط متزايدة عادت هذه الجمعية وجمدت هذا القرار، لكن أضراره لا تزال قائمة حتى الآن. وفي عام 2002 طلبت البروفيسورة ايفلين زعيرا من المركز الطبي هداسا في إسرائيل مادة حول دراسة الجينات من الدكتورة اينغريد هاربيتس من جامعة أوسلو فرفضت الأخيرة الموافقة وقالت إنها ترفض بسبب الأوضاع التي تثيرها إسرائيل في الشرق الأوسط. وبعد جهود كبيرة عادت الدكتورة هاربيتس وأرسلت الدراسة إلى إسرائيل. وفي تلك الظروف نفسها، بدأت الجامعات تعرقل إمكانية اشتراك علماء إسرائيليين شباناً في دراسات جامعية أو في تقديم أبحاث والنظر فيها في تلك الجامعات. وفي الولاياتالمتحدة أخذت مجموعات طلابية أميركية بتقديم مطالب تدعو رؤساء الجامعات إلى فرض مقاطعة أكاديمية على إسرائيل، وكان من بين هذه الجامعات التي التزمت بهذه الدعوة جامعة سان فرانسيسكو وجامعة ميتشيغان وجامعة بنسلفانيا وجامعة ييل الشهيرة، وكذلك جامعة كولومبيا التي تعد من بين الجامعات الكبرى في الولاياتالمتحدة. وفي الاجتماع الذي عقد في تل أبيب قبل أسابيع حضر ممثلون عن شركات صيدلانية للأدوية مثل شركة آلكون ومؤسسة غروس ليبير، وكان عدد الأجانب (43) وعدد الإسرائيليين (100). وفي الاجتماع نفسه حضر مدراء جمعية علمية مشتركة فلسطينية إسرائيلية تحدثوا عن برامجهم المشتركة وأبرزوا تعاونهم. وتناقش الحضور حول ضرورة إعادة النظر بالمقاطعة الأكاديمية وبحرية الكلام وإبداء الرأي. ورغم كل الجهود ما زالت إسرائيل لسوء الحظ تتعرض لاستمرار هذه المقاطعة الأكاديمية ضدها وضد علمائها ومؤسساتها الجامعية، وهذا لا ينبغي أن يثنينا عن الاستمرار بجهودنا من أجل وقف المقاطعة الأكاديمية. ويذكر أن وزارات العلوم الأوروبية تمنح إسرائيل عادة ومنذ فترة طويلة حقوقاً علمية توفر لعلمائها الاطلاع على آخر التطورات في البحوث. \r\n \r\n