تكشف جامعة العلوم والتكنولوجيا فى النرويج اليوم عن تفاصيل مقترح لمقاطعة الجامعات والأكاديميين الإسرائيليين؛ جراء اعتداءات إسرائيل المتواصلة على الفلسطينيين، خاصة عدوانها الأخير على قطاع غزة المُحاصر، وعدم رغبتها فى استئناف مباحثات السلام مع الفلسطينيين. وهو المقترح الذى قدمه العشرات من أساتذة الجامعة ويعمل على إسقاطه عدد آخر من الأساتذة. ويصوت مجلس الجامعة الواقعة فى مدينة تروندهيلم، والتى تعد ثانى أكبر جامعات النرويج، فى الثانى عشر من الشهر الجارى على مقترح المقاطعة، الذى أثار مخاوف أكاديميين إسرائيليين من تحول إسرائيل إلى «دولة منبوذة أكاديميا»، خاصة فى ضوء المقاطعات البريطانية والكندية. ويضم المجلس أحد عشر عضوا، هم: أربعة ممثلين للدولة، وأربعة ممثلين للموظفين، وممثلين اثنين عن الطلاب، وواحد عن الموظفين المؤقتين. مبادرة المقاطعة النرويجية بتوقيع 34 أستاذا ومساعد أستاذ على خطاب يقولون فيه: «نحن الموقعين على هذا الخطاب نعتقد أنه حان الوقت لتساهم المؤسسات الأكاديمية فى الضغط الدولى على إسرائيل كى تبدأ مفاوضات حقيقية مع السلطات الفلسطينية المنتخبة ديمقراطيا ومع المجتمع الدولى». ويقترحون عدم المشاركة فى أى تعاون علمى أو ثقافى مع المؤسسات الإسرائيلية أو ممثليها طالما بقيت الأراضى الفلسطينية محتلة، مشددين على أن «الجامعات ومؤسسات التعليم العالى الإسرائيلية تلعب دورا فى سياسة الاضطهاد» بحق الفلسطينيين، ومعتبرين أن مقاطعة الجامعات والأكاديميين الإسرائيليين ستجعلهم يدركون أهمية حل القضية الفلسطينية. مقابل هؤلاء الأكاديميين يتزعم أستاذ جامعى نرويجى يدعى بجورن ألسبرج حملة لإسقاط مقترح مقاطعة إسرائيل، وقد أصدر عريضة وقع عليها 25 أستاذا فى جامعة العلوم والتكنولوجيا، وخمسة من الحاصلين على جوائز نوبل، وفقا لصحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أمس. ألسبرج يعتقد أن المقاطعة «ستضر» بجامعته، وأن الضغط على المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية ليس الوسيلة الفعالة لدفع حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إلى تغيير مواقفه من الفلسطينيين والعرب عامة. ويشدد على أن تغيير المواقف السياسية للحكومات ليس من مهمة الجامعة، مضيفا أنه حتى لوسلمنا بإمكانية استخدام المقاطعة الأكاديمية كسلاح، فسيتعين على الجامعة أن تستخدم هذا السلاح أيضا ضد الدول الأخرى التى تنتهك حقوق الإنسان. ومع امتداد حملات مقاطعة إسرائيل من دولة إلى أخرى فى الغرب تتصاعد دعوات الأكاديميين الإسرائيليين إلى تحركات سريعة لمواجهة هذه الحملات قبل أن تتحول إسرائيل إلى «دولة منبوذة أكاديميا». ضمن هذه التحركات بعث عميد جامعة حيفا الإسرائيلية يوسى بن أرتسى أمس الأول برسالة إلى نظيره فى جامعة العلوم والتكنولوجيا بالنرويج يحثه فيها على التبرؤ من مقترح مقاطعة الجامعات والأكاديميين الإسرائيليين. ورأى بن أرتسى فى رسالته أن: «إسرائيل دولة متنورة، وأى محاولة لمقاطعتها تعنى إما نقص المعرفة أو الإدراك الخاطئ لطبيعة الدولة اليهودية»، معتبرا أن «المقاطعة ستضر فقط بالحرية الأكاديمية وستعيق التقدم العلمى وتقوض القيم العالمية». الأكاديمى الإسرائيلى قال لصحيفة «يديعوت أحرونوت»: «قررت التحدث إليه عميد إلى عميد.. هذه المقاطعة ستضر بشعبنا وشعبه على السواء»، مشددا على أن «الحياة الأكاديمية يجب أن تنأى بنفسها عن الضغوط والاعتبارات السياسية». وحث بن أرتسى الأكاديميين الإسرائيليين على التحرك بسرعة لمواجهة المقترح المطروح فى ثانى أكبر جامعات النرويج؛ كونه «يمثل خطرا على إسرائيل»، مضيفا: «صحيح هى جامعة فى دولة النرويج البعيدة عنا، ويمكن أن يقول الشعب (الإسرائيلى) إن الأمر ليس مهما، لكن هذا ليس التحرك الصحيح». وأضاف أن «ثمة أجندة أوسع بدأ تنفيذها فى وقت مبكر فى بريطانيا، وتهدف إلى تحويل إسرائيل إلى دولة منبوذة.. حركة مقاطعة إسرائيل بدأت فى مكان هامشى لكنها أصبحت فيضا لن يتوقف». وسبق مقترح المقاطعة فى النرويج حملات مماثلة أطلقت فى السنوات الأخيرة فى كل من بريطانيا والولايات المتحدة وكندا، كما حدث عند المقاطعة الأكاديمية لجنوب أفريقيا فى عهد التمييز العنصرى ضد السود.
