على أي حال , وهى هاجس جورج بوش , تحجب أي اعتبار آخر لصالح ورخاء الشعب الأميركي . \r\n فمع رؤية إرهابي ,ما كان من المحتمل أن يمكث بوش طويلا ويضيع الوقت في عطلته بمزرعته في كراوفورد , والتي ( أي العطلة ) قطعها فقط من أجل فرص سياسية وفرص جمع الأموال .وما كانت كوندوليزا رايس تذهب للتسوق بينما يشاهد العالم المنظر المؤسف لساحل خليج المكسيك الغارق في فوضى قاتلة . وما كان بالتأكيد دونالد رامسفيلد , لذي حضر مبتهجا لمشاهدة مبارة لفريق \" سان ديغو بادريس \" في الوقت الذي كانت فيه نيو أورليانز تمتلئ بالمياه , ما كان ليتلكأ لأيام قبل إرسال جنود لمساعدة الأميركيين البائسين .وحتى لو كان كبار مسئولينا منزعجين ومهتمين لرعاية والحدب على ضحايا كاترينا , السود بالأساس الفقراء , بما فيه الكفاية لتغيير جداولهم , فإن الإدراة الأميركية كانت ربما ستفسد وتضيع وتخطئ في جهود الإغاثة بأي حال , لأن وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية يديرها الأن المحظيون السياسيون المعينون من قبل بوش الذين لا يعرفون شيئا عن إغاثة الكوارث. وخلال سنوات كلينتون , تم تحويل وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية إلى نموذج للكفاءة والفعالية , كما ظهر واضحا بعد زلزال نورثريدغ وتفجير مدينة أوكلاهوما . ما أغرب ما جرى بعهدها وفي أعقاب أحداث 11 سبتمبر , فقد قامت الإدارة الأميركية بإعاقة الوكالة الفيدرالية للطوارئ بإنهاء وضعها الذي في مستوى الوزارة وتحويلها إلى ما يسميه البعض ب \" العزبة \" لوظائف المحسوبية وتقليص ميزانيتها . ثم هناك حقيقة أن الجهاز المستجيب الأول قد استنزفته بشكل كبير مغامرة بوش السيئة في العراق . وعند زيارته لنيو أورليانز يوم الأثنين الماضي , حاج بوش قائلا : \" من عدم الحكمة الزعم بأن التدخل في العراق يعني أنه ليس هناك قوات كافية \" للمساعدة في الإغاثة من الإعصار . إذن فليقل الرئيس ذلك لما يقرب من 35 % من القوات البرية والجوية وقوات الحرس الوطني من ولاية لويزيانا و37 % من جنود الحرس الوطني من ولاية الميسيسبي المنتشرين في الخارج , ومعظمهم بالأساس في العراق . فلو كانوا موجودين في الداخل وليس في العراق , لكانت خبرتهم وقدراتهم قد أفادت في الساعات الأولى الحاسمة للكارثة . \r\n لقد عمل هذا النوع من التلاعب والخداع جيدا - لوقت طويل - لصالح بوش , مما سمح له بالفوز بفترة ولاية ثانية . لقد كانت إدارته نائمة عند وقوع أحداث الحادي عشر من سبتمبر حتى بالرغم من أن \" الأمر كان ينذر بالخطر \" , على حد قول رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية وقتها . لقد دق بوش الأجراس عند موقع البرجين المدمرين وأعاد تشكيل نفسه \" كرئيس للحرب \" - ولم يعان ضررا سياسيا حقيقيا من الفشل في أسر أسامة بن لادن أو العثور على أسلحة الدمار الشامل المزعومة في العراق .ولكن , كما قال واحد من أكبر رؤساء الحرب في أميركا , لايمكنك أن تخدع كل الناس كل الوقت . فمع مضي حرب العراق قدما بلا نهاية تلوح في الأفق ومع إظهار جثث القتلى في فوضى كاترينا أن البيت الأبيض ووزارة الأمن الداخلي الأميركية كانا مرتبكين وفوضويين بمثل ارتباك وفوضى وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية نفسها , فإن دعم وتأييد بوش في العديد من استطلاعات الرأي على مستوى أميركا يتجه إلى التدهور بدرجة كبيرة .. \r\n \r\n \r\n روبرت شير \r\n كاتب عمود صحفي أسبوعي بصحيفة \" لوس أنجلوس تايمز \" \r\n خدمة \" لوس أنجلوس تايمز \" - خاص ب \" الوطن \" \r\n