يقول اندار بوبرغولو وهو مزارع من بلدة كاملهمسن الواقعة على البحر الاسود «لو كنت مكان أردوغان لقلت لهم اذهبوا الى الجحيم»‚ ويضيف ذلك المزارع «سأقول لهم اذا كنتم لا تريدوننا فاننا لا نريدكم نحن ايضا»‚ \r\n \r\n المشاعر المعادية للاتحاد الاوروبي بدأت تسود منذ ديسمبر عندما وافق القادة الاوروبيون على بدء مفاوضات العضوية مع تركيا في الثالث من اكتوبر القادم‚ ولكن مع وجود مجموعة كبيرة من الشروط التي نظر إليها الكثير من الاتراك على انها مهينة ومذلة‚ \r\n \r\n هناك عوامل عديدة لعبت دورا في اثارة المشاعر القومية لدى الاتراك حيث تنعم الآن تركيا في ظل حكومة رجب أردوغان باستقرار سياسي غير مسبوق وانتعاش اقتصادي قوي‚ هذان العاملان زادا من ثقة الأتراك بأنفسهم‚ \r\n \r\n وتنامي المشاعر الوطنية يمكن رؤيته في عدد الأعلام التركية المعلقة على النوافذ والشرفات في طول البلاد وعرضها‚ \r\n \r\n هناك فئات من الشعب التركي لديها الكثير من الشكوك تجاه الاتحاد الأوروبي ويرون ان الأجندة «الفعلية» للاتحاد هي اضعاف تركيا وتفكيكها‚ هذه الشكوك تزايدت مع الطلبات التي تقدم بها الاتحاد الأوروبي لمنح الأكراد المزيد من الحقوق والاعتذار كذلك عن المجازر التي ارتكبت بحق الأرمن خلال وبعد الحرب العالمية الأولى‚ \r\n \r\n يقول كندوز الكتان وهو سفير تركي سابق يترأس مجموعة استشارية يمينية في أنقرة «يجب ألا تسمح تركيا لنفسها بأن تخدع أو تجبر على تقديم تنازلات لا يمكن التراجع عنها حول قبرص وبحر إيجه والاتهامات الأرمنية وقضايا الاقليات»‚ \r\n \r\n وفي إشارة على تزايد المشاعر المعادية للاتحاد الأوروبي قرر المدعي العام في استنبول توجيه تهمة الى أحد الكتاب الأتراك ويدعى أوهان باموك ب «إهانة الأمة التركية» ويواجه باموك حكما بالسجن قد يصل الى ثلاث سنوات اذا ثبت انه مذنب لابلاغه احدى الصحف السويسرية في فبراير ان 30 ألفا من الاكراد قتلوا ومليون ارمني ذبحوا في تركيا ولا يجرؤ احد هناك ان يجهر بقول ذلك الا انا‚ \r\n \r\n تعليقاته تلك جلبت له اتهامات بالخيانة كما وصلته تهديدات بالقتل‚ \r\n \r\n وبعض الدبلوماسيين الغربيين يتكهنون بأن توقيت هذه القضية خطط له من قبل ائتلاف من العناصر المعادية للاتحاد الاوروبي حيث تسعى هذه العناصر لتخريب عضوية تركيا في الاتحاد‚ \r\n \r\n نفس هذه القوى تعمل بهدوء على اثارة التوتر بين الاتراك والاكراد وهو شيء تحول الى عنف مؤخرا عندما اعدمت اسرة كردية دون محاكمة على يد غوغاء في بلدة سيفرهيسار الواقعة في غرب تركيا بعد ان اتهمت تلك الاسرة بأن افرادها ارهابيون‚ \r\n \r\n في الشهر الماضي سافر رئيس الوزراء التركي اردوغان الى مدينة ديار بكر اكبر مدينة كردية في جنوب شرق تركيا واصبح بذلك اول زعيم تركي يقر علنا بأن تركيا اساءت معاملة الاكراد‚ \r\n \r\n وفي خطاب هام يعتبر نقطة تحول في السياسة التركية وعد اردوغان بالتجاوب مع التظلمات الكردية مما اغضب خصومه القوميين‚ خطاب اردوغان لقي ترحيبا حارا من مسؤولي الاتحاد الاوروبي ونظر اليه كدليل على انه لن يخضع لضغوط المحافظين‚ \r\n \r\n وحذر وزير الخارجية التركية عبد الله غول في مقابلة صحفية مؤخرا من ان كلمة «لا» من اوروبا سينظر اليها في العالم الاسلامي على أنها دليل دامغ بأن الاتحاد «ناد مسيحي»‚ واضاف هذا قد يجعل من صراع الحضارات شيئا واقعا ‚ \r\n \r\n وبالرغم من ان الاتحاد الاوروبي مشلول الآن بسبب الرفض الفرنسي والهولندي للمعاهدة الدستورية في هذا الصيف‚ فإن معظم الدول الاعضاء تبدو راغبة في تنفيذ الالتزام الذي قطعته لتركيا في مؤتمر القمة الذي عقد في ديسمبر الماضي وان اي تراجع عنه سيوقع المزيد من الاضرار في الاتحاد‚ هذا الالتزام مشروط بالتزام تركيا بمعيار كوبنهاغن حول حقوق الانسان والحقوق الديمقراطية وحقوق الاقليات ومن الملاحظ أن الالتزام التركي بهذه الشروط قد أدى الى حدوث تغييرات جوهرية في الحياة السياسية والمدنية في هذا البلد‚ ولكن لا يزال امام تركيا المزيد من الاصلاحات التي يتوجب عليها الاخذ بها لكي تصبح عضوا جديدا في الاسرة الاوروبية‚ \r\n \r\n وأثارت كل من فرنساوالمانيا والنمسا وقبرص اعتراضات وسوف تعمل بعض هذه الدول على وضع عراقيل أمام العربة التركية‚ \r\n \r\n وبالنسبة للبعض من السياسيين «المسيحيين الديمقراطيين» فإنه لا تزال لديهم العقلية التي سادت زمن الامبراطورية النمساوية الهنغارية وهم ينظرون للأتراك كما لو كانوا لا يزالون يقفون على بوابات فيينا‚ فبالاضافة الى تحديات قبول تركيا كونها بلدا فقيرا مكتظا بالسكان فإن النقطة الرئيسية لهم هي ان تركيا ليست سوى بلد اسلامي وليس أوروبيا‚ وهذا هو جوهر الاعتراض الألماني والنمساوي‚ \r\n \r\n رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك فيلبيان قال انه ليس من المناسب ان يبدأ الاتحاد الأوروبي اجراء محادثات مع تركيا الى أن تعترف بقبرص اي بالحكومة اليونانية القبرصية التي دخلت في عضوية الاتحاد العام الماضي بالرغم من رفضها الحل الوسط الذي تقدمت به الأممالمتحدة بشأن توحيد الجزيرة المقسمة وهي خطة قبلها في المقابل القبارصة الأتراك‚ \r\n \r\n الأشياء ليست سيئة بالقدر الذي تبدو عليه‚ فتصريحات فيلبيان الانتهازية الهدف منها تسجيل نقاط على خصمه نيكولاس ساركوزي الرافض لأي عضوية تركية في الاتحاد‚ \r\n \r\n ولكن الرجل الذي يريد كل منهما ان يخلفه وهو جاك شيراك الرئيس يبدو موافقا على البدء بمحادثات العضوية‚ \r\n \r\n المانيا التي سيتم بها تشكيل حكومة جديدة ستتبع على الاغلب فرنسا في الوقت الذي تصر النمسا على تقديم عضوية بامتيازات وليس العضوية الكاملة ومثل هذا سيثير غضب وحنق الاتراك خاصة اذا ما وضعت كرواتيا على طريق العضوية والقبارصة اليونانيون لا يمكن التنبؤ بموافقتهم ولكنهم سيحاولون على الاغلب تجنب خطر العزلة‚ المعارك الحقيقية حول تركيا ستحدث في الطريق الطويل للمفاوضات الذي قد يستمر لفترة قد تزيد على عقد زمني وبحلول ذلك الوقت ستكون تركيا بحاجة لأن تثبت ليس فقط انها قادرة على تنفيذ التشريعات الاقتصادية للاتحاد بل ايضا التغلب على البقايا الاستبدادية الموجودة في نظامها السياسي‚ \r\n