ويعتبر تسيير أن تجاهلنا (نحن البريطانيين) أهميّة ثقافتنا الخاصّة يترتب عليه المواجهة مع مهاجرين جدد يبحثون عن هوية ثقافية في مكان آخر. وفي حال بريطانيا اليوم، يتمثل الانتماء الآخر في القرابة مع المسلمين في أرجاء العالم، وليس مع بريطانيا او باكستان. \r\n \r\n ولا شك في أن تجربة الولاياتالمتحدة مع مسلميها تظهر أن تسيير على حق. فالولاياتالمتحدة لم تواجه حتّى الآن إرهاباً إسلامياً محلياً. فأحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) نفذها مصريون وخليجيون. فالمسلمون الأميركيون لا يعيشون في مناطق منفصلة عن غيرهم من الاميركيين، على خلاف ما يحصل في بريطانياً. وخلافاً لبريطانيا وفرنسا، ليس في الولاياتالمتحدة مهاجرون متحدرون من مستعمرات سابقة، على ما هي حال الجزائريين - الفرنسيين أو الباكستانيين - البريطانيين. ولكن أسلوب الولاياتالمتحدة في التعامل مع الوافدين الجدد هي السبب الأساسي في عدم مشاركة مسلمين أميركيين في الهجمات. ولا يسمح هذا الاسلوب بحدوث فراغ في الهوية القوميّة أو شرخ،. فيملأ الفراغ الناجم عن الهجرة من البلد الأم بالانتماء الأميركي. ورغم شعور المسلمين الأميركيين بالقلق إزاء الأحداث الجارية في العراق أو الشرق الأوسط، لا يعمي الغضب أو الغيظ بصيرتهم. وهم يعبرون عن استيائهم بالضغط على أحد أعضاء الكونغرس، أو بكتابة رسالة إلى محرّر إحدى الصحف، بحسب إبراهيم هوبر، العضو في مجلس العلاقات الأميركية – الإسلامية. وهناك نموذجان لملء ضعف الانتماء وفراغ الهوية. فنموذج المواطنية الفرنسي يطلب من الناس التخلّي عن اختلافاتهم ليصبحوا فرنسيّين. وعلى سبيل المثال حظّرت الحكومة الفرنسية ارتداء الحجاب في المدارس، بينما ساندت وزارة العدل الأميركية فتاة من أوكلاهوما في معركتها لكسب حقّها في ارتداء حجابها. \r\n \r\n ومن المرجّح أنّ بريطانيا تميل إلى الصيغة الأميركية. فبريطانيا، على غرار الولاياتالمتحدة، تقوم على الاختلاف. وتسمح تركيبتها الفيدراليّة التي تجمع الاسكتلنديين والإنكليز والويلزيين، و غيرهم من المهاجرين، بذلك. ولكنّ الفرق بين الولاياتالمتحدة وبريطانيا هو نجاح نموذج الاندماج الاميركي لأنّه يشدد على التنوّع والروابط بالمجتمع على حد سواء. فأميركا تشجّع مواطنيها على الجمع بين هويتين، والمثال على ذلك الهوية الإيطالية – الأميركية. أما البريطانيون، والليبراليون منهم خصوصاً، فبذلوا جهداً لقبول انتماء المهاجرين السابق (اسكتلنديون، أو يهود، أو آسيويون)، الى حد نسيانهم أن المهاجرين هؤلاء بريطانيّون أيضاً. وسقط الانتماء البريطاني من المعادلة مخافة أن يُفرض بالإكراه. \r\n