\r\n وقد سلّم العرض الاوروبي, الذي تمت صياغته بموافقة ضمنية من ادارة الرئيس بوش, الى الايرانيين سفراء بريطانيا وفرنسا والمانيا, في احدث خطوة من الجهد المشترك, للضغط على ايران للتخلي عن طموحاتها المشبوهة في التسلّح النووي. وكان هذا الجهد قد مّر في مصاعب متكررة, منها الاعلان الاخير لايران عن نيتها باستئناف تحويل اليورانيوم وتخصيبه, وذلك في تحدّ صارخ للتحذيرات الاوروبية. \r\n \r\n ومع هذا, دعا الاوروبيون ايضا الى اجتماع طارئ, يوم الثلاثاء الماضي, للجنة الرقابة النووية التابعة للامم المتحدة, وبدا ذلك إشارة الى ان العرض المقترح قد ارتقى الى درجة التهديد, وانه في حالة رفض ايران له, ربما يؤدي الى رفع القضية الى مجلس الامن, الذي قد ينظر في فرض عقوبات اقتصادية محتملة عليها. وازاء ذلك, قالت ايران انها ستدرس الاقتراح المعروض, وستردّ عليه خلال يومين. \r\n \r\n ويوم الجمعة الفائت, دعا وزير الخارجية الفرنسي, فيليب دوست - بلازي, ايران »الى الاصغاء للعقل«, والاذعان لما اسماه عرضا »طموحا وسخيّا«. وحذّر الوزير الفرنسي ايران بأن العالم سيواجه, »ازمة دولية كبرى« ان هي استأنفت نشاطاتها النووية. \r\n \r\n وقال احد المسؤولين الاوروبيين ان العرض المقدّم لايران قد ينطوي على تناقض, بصرف النظر عمّا اذا كان مغريا او غير مغر بالنسبة لطهران. موضحا بالقول »من المؤكد ان الايرانيين سيقولون ان هذا العرض ليس كافيا, وذلك لان هذا هو ما اعتادوا على التصريح به حتى الآن«. \r\n \r\n وهناك آخرون ملتزمون بالقول بأن ما يقدم لايران من محفّزات ومشجّعات, يجب ان تعطى لبلدان اخرى كذلك. \r\n \r\n على ان تفعيلات العرض لم تنشر على الجمهور العام, لكن دويبلوماسيين من بلدان غربية قرأوا مسودة الاقتراح. او الذين اطلعّوا منهم على مضمونه, قالوا ان العرض يمثل آفاقا واسعة وكاملة من العلاقات مع الغرب لصالح ايران, وتغطي مجالات من المشاركة التكنولوجية, الى الرعاية والافضليات التجارية, حتى الضمانات الامنية, ان وافقت طهران على التعاون في المسائل النووية, وفي ميدان تحسين حقوق الانسان, ومكافحة الارهاب. \r\n \r\n واضاف هؤلاء الدبلوماسيون يقولون ان هذا العرض اكثر تفصيلا وتحديدا من العروض العامة التي اطلقها الاوروبيون اوائل هذا العام. ومع هذا, لم يقدم هؤلاء المسؤولون وصفا كاملا للعرض المقترح. \r\n \r\n وحيث ان هذا الاقتراح يرمي الى الحصول على تعهّد من ايران, بوقف تحويل اليورانيوم وانشطة تخصيبه, التي تتمسك ايران بأنه حق لها وفقا للاتفاقات الدولية التي تحكم التكنولوجيا النووية, فهناك شك كبير في ان تقبل ايران بهذا العرض, وفي الوقت الحاضر على الاقل. ويذكر هنا ان ايران علّقت اعمالها النووية خلال المفاوضات. \r\n \r\n وقال احد كبار المسؤولين الايرانيين, في مكالمة هاتفية معه يوم الخميس, وسئل فيها عن مضمون الاقتراح المقدم, انه اقل كثيرا جدا مما تريده ايران. موضحا »اذا كان الاقتراح يطالب ايران الاستمرار في تعليقها لانشطتها النووية الى اجل غير مسمى, ناهيك عن التخلي عنها تماما, فانه سيموت عند وصوله اليها«. وقال هذا المسؤول رفيع المستوى, وهو المعني جدا بهذه المسائل, ورفض ذكر اسمه لان لم يطلع بعد على نص الاقتراح, »لا اعتقد ان من الحكمة والحصافة في شيء بالنسبة للاوروبيين ان يعرضوا هكذا اقتراح, لانه يبّين انهم لم يغيّروا شيئا في موقفهم الحالي عن موقفهم قبل عامين«. \r\n \r\n وقال, في هذا الخصوص, احد المسؤولين الاوروبيين, »ان اقتراحنا الراهن يجمع بين مختلف الافكار الرامية الى صياغة اطار محكم, يضع ترتيبات بين ايران وبقية المجتمع الدولي. فهناك العديد من العناصر السياسية والاقتصادية والامنية, لكن الامر الاكثر اهمية هو عرض التعاون حول برنامج نووي للاغراض المدنية بالنسبة لايران. ولم نتفوه ابدا بكلمة عن عدم حق ايران في ذلك«. \r\n \r\n اما المسؤولون في ادارة بوش فيقولون انهم لا يستطيعون التعليق على مضمون الاقتراح المعروض, اللهم الا القول بأنهم وافقوا عليه. ومع هذا, تؤكد ادارة بوش على انها لا تستطيع اقامة علاقات طبيعية مع ايران, الا اذا الاخيرة غيرت سلوكها, ليس فقط في المجال النووي, بل في ما تقول عنه الولاياتالمتحدة دعما للارهاب, وخاصة ضد اسرائيل, وكذلك تدخلها في العراق. \r\n