أحد أهم الأسباب في ذلك هو التناقض القائم في الموقف الباكستاني ذلك البلد الذي ساهم في خلق وتقوية وتدريب طالبان‚ \r\n \r\n حتى الآن يبدو أن الجنرال مشرف حاكم باكستان العسكري سيستثمر كمية أكبر من الطاقة في شرح أسباب تساهل حكومته مع أنشطة طالبان بدل محاولة ملاحقة الحركة وعناصرها والتخلص من أي وجود لها على الأراضي الباكستانية‚ \r\n \r\n قدم مشرف دعما لوجستيا لعمليات البنتاغون وللوكالات الأميركية المطبقة للقانون في محاولة تعقب آثار أسامة بن لادن وإلقاء القبض عليه‚ ولكن هذه المساعدات تمت على أسس انتقائية أثارت الكثير من الإحباط‚ \r\n \r\n كان مشرف متعاونا ولكن بصورة متقطعة في الحرب ضد الإرهاب الدولي ولم يكن أبدا حليفا ملتزما‚ \r\n \r\n واشنطن كانت بدورها مترددة في دفعه لإظهار المزيد من التعاون حيث أنها لا تريد خسارة المساعدة التي يقدمها‚ \r\n \r\n إن سلبية باكستان تجاه طالبان تشكل عنصر خطر حقيقيا بالنسبة لواشنطن‚ فهجمات طالبان الأخيرة بدأت في الوصول الى الجنود الأميركيين والتسبب بقتلهم حيث قتل منذ بداية العام الحالي حتى الآن «38» جنديا أميركيا اضافة الى مئات الجنوب الأفغان‚ \r\n \r\n هذه الهجمات كذلك تشكل مصدر خطر على الانتخابات البرلمانية التي ستنظم في الشهر المقبل‚ إن وجود انتخابات ناجحة أمر مهم لمد النفوذ الجغرافي للمؤسسات الوطنية الجديدة في أفغانستان‚ \r\n \r\n كما ان هذه الانتخابات ستوفر النفوذ السياسي الذي يحتاجه الرئيس حميد قرضاي‚ ستصبح أفغانستان ديمقراطية فقط عندما يصبح بإمكان المواطنين حمل شكاواهم ضد الحكومة المركزية الى ممثليهم المحليين المنتخبين بدل اللجوء إلى امراء الحرب المحليين المسلحين‚ \r\n \r\n في أوائل هذا العام ساد التفاؤل بمستقبل أفغانستان‚ فالانتخابات الرئاسية تمت بصورة سلسة وعدم حدوث هجمات كبرى على أماكن الاقتراع لأن باكستان استجابت لطلبات واشنطن لكبح جماح طالبان في تلك الفترة الحرجة‚ \r\n \r\n بدأ حميد قرضاي بالتخلص من أمراء الحرب الموجودين في مجلس وزرائه وفي الحكومات الإقليمية الأخرى‚ المزيد من الأموال تم ضخها لدعم الجهود التي تبذل للوقوف في وجه تجارة المخدرات‚ ولكن بمجرد أن بدأ الثلج يذوب في مارس بدأ مقاتلو طالبان في الظهور بأعداد أكبر وبأسلحة أكثر تطورا في الأقاليم المجاورة للحدود مع باكستان‚ الضباط العسكريون ورجال الاستخبارات من الأفغان مقتنعون بأن هذه الأعداد وصلت الى بلادهم من مراكز التدريب الموجودة في باكستان‚ \r\n \r\n يقول مشرف انه أرسل عشرات الآلاف من الجنود لحراسة مناطق الحدود ومع ذلك لا يزال مقاتلو طالبان جيدي الإعداد والتسليح يخوضون معارك مع القوات الأميركية في أفغانستان‚ \r\n \r\n يصر مشرف على القول ان مراكز التدريب التي كانت تابعة لطالبان لا تزال مغلقة وانه ملتزم بملاحقة طالبان‚ ولكنه يقول انه يتوجب عليه السير بحذر حتى لا يثير غضب الجماعات المتشددة في بلاده‚ \r\n \r\n عندما سئل مشرف لماذا يصر على عدم الوفاء بعهوده لاستعادة الديمقراطية المدنية‚ قال انه يجب أن يحتفظ بالسلطة لأن باكستان بحاجة الى يد قوية وفعالة‚ \r\n \r\n إن على واشنطن أن تسأل مشرف لماذا لا يستخدم تلك اليد القوية ضد طالبان‚ \r\n