\r\n لابد من السماح للاسلام السياسي ان يلعب دورا مركزيا في الاصلاح الجديد وفي استراتيجية السلام في الشرق الاوسط‚\r\n ان هذا ينطبق ايضا على الوضع الفلسطيني - الاسرائيلي وعليه فانه لأمر مؤسف ان يلقى اقتراح حماس بتشكيل لجنة وطنية تضم في عضويتها جميع القوى السياسية في قطاع غزة من اجل الاشراف على الانسحاب الاسرائيلي وتأمين وجود حكم فعال للقطاع الرفض من قبل محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية ونفس الاسف يمكن ان يعرب عنه كذلك لان هذا الاقتراح لم ينظر اليه بصورة جدية كما يجب من قبل الرباعية المسؤولة عن تنفيذ خريطة الطريق‚ \r\n حماس رفضت عرض ابو مازن للانضمام الى حكومة وحدة وطنية لانها تحاول الحفاظ على هويتها ونحن نلاحظ انها تقف الآن وسط تحول في استراتيجيتها الجهادية والى المشاركة السياسية وهو ما يجب العمل على تشجيعه‚ \r\n فاذا ما رفضت حماس عرض ابو مازن فان ذلك لم يأت من فراغ بل له اسبابه الخاصة بالحركة حيث تشك في ان ذلك العرض يأتي كمؤامرة لتجنب تنظيم انتخابات برلمانية سريعة وهي انتخابات لو تمت لربما شكلت تحديا لا يستهان به لحركة فتح التي ينتمي اليها رئيس السلطة‚ \r\n لقد سبق وان اتخذ ابو مازن قرارا بتأجيل الانتخابات ولا يخفى على احد ان الاسباب التي تقف خلف هذا القرار هو الخوف من نصر انتخابي تحققه حماس على حساب فتح والسلطة ‚ \r\n ان هناك مخاطر جمة تقف امام الغرب واسرائيل اذا ما امتنعوا عن استكشاف طرق جديدة للسلام من خلال السماح بانخراط القوى السياسية الاسلامية التي لا تعتمد على الحكام التقليديين‚ \r\n ان الكثير من الرموز الدينية والمصالح الاجتماعية للكثير من هذه الحركات الاسلامية يوجد ضمن السياق السياسي وهذا واضح في حالة حماس‚ \r\n لقد شنت حماس الكثير من الهجمات الارهابية داخل اسرائيل واوقعت الكثير من الخسائر البشرية والمادية ولكن حماس هي في الاساس حركة اجتماعية لا شبكة واسعة من الخدمات ليست بعيدة عن الحقائق السياسية‚ \r\n حاولت حماس اكثر من مرة في الماضي الانعتاق من الديماغوجية الدينية والمبادئ المقولبة وتبني استراتيجيات سياسية براغماتية بدلا منها‚ \r\n في التسعينيات قبلت حماس مبدأ التسوية المؤقتة مع اسرائيل الى درجة كادت معها ان تذعن لاتفاقيات اوسلو والتخلي عن مواقفها ومطالباتها في حدودها القصوى ودعم قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة مثلها مثل الحركات الاسلامية الرئيسية فان حماس تتصرف كقوة اصلاحية اكثر منها كجماعة ثورية اذا ما سمح لها بالعمل ضمن المساحة السياسية الشرعية‚ \r\n ان مقترح حماس لإقامة سلطة فلسطينية مؤقتة في غزة ليس بالمقترح او الفكرة الجديدة‚ فلقد ظهرت هذه الفكرة الى العلن لأول مرة في مجموعة عمل فلسطينية - اسرائيلية اشرف على تشكيلها مركز توليدو للسلام في اسبانيا‚ \r\n ان وجود فك ارتباط اسرائيلي سلمي مع غزة واقامة حكم مستقر عقب الانسحاب الاسرائيلي يعتبر اساسيا لمستقبل خريطة الطريق للسلام‚ ولكن من الواضح ان السلطة الفلسطينية غير قادرة على احتواء الجماعات التي تلجأ للعنف حتى ضمن حركة فتح نفسها‚ \r\n ان التررد في اكمال اصلاح الاجهزة الامنية وانهيار سلسلة اصدار الاوامر والقيادة في فتح يثير الكثير من التساؤلات حول قدرة السلطة الفلسطينية على ضمان الاستقرار في غزة بعد فك الارتباط ودون تعاون كامل مع حماس‚ \r\n ان اظهار حماس لرغبتها في التخلي عن العنف والمشاركة في تحمل المسؤولية مع الآخرين شيء يجب ان ينظر اليه على انه موضع ترحيب‚ \r\n