فان كان \"معظم الايرانيين يعتبرون ان قطع هذه العلاقات هو مصدر كل مشكلاتهم\" مثلما اوضح احد المحللين \"وانهم اول ما سيعهدون به الى الرئيس المقبل سيكون مهمة استئنافها\"، فان مثل هذا الموقف العلني كلف عباس عبدي سنتين ونصف السنة في السجن. \r\n فقد اعتقل الاصلاحي بتهمة المشاركة في تنظيم استطلاع للرأي اظهر ان 74.7% من الايرانيين يؤيدون اقامة حوار مع الولاياتالمتحدة، واودع السجن في 4 تشرين الثاني/نوفمبر في يوم ذكرى عملية احتجاز 52 دبلوماسيا رهائن في السفارة الاميركية في طهران. \r\n وكان عبدي بين الطلاب الذين خطفوا الرهائن في بداية الثمانينات. \r\n غير ان الامور تبدلت منذ العام 2002 ولم تعد العلاقات بين البلدين من المحرمات بل باتت من مواضيع الحملة الجوهرية. \r\n ويؤكد محمد باقر قاليباف احد المرشحين الاربعة المحافظين المتشددين ان \"العديد من الناس يعتقدون على ما يبدو ان جزءا كبيرا من مشكلاتنا ناتج عن وضع علاقاتنا مع الولاياتالمتحدة\". \r\n وهو نفسه لا يسعه الا ان يتطرق الى الموضوع. ويؤكد قاليباف \"طالما انهم يهددوننا فسوف يظلون يمثلون الشيطان الاكبر مثلما وصفهم الامام الخميني\". \r\n ولكن لا يمكنه ان يستبعد بشكل قاطع معاودة العلاقات، فيقول \"يجب ان يكون الرئيس قادرا على حل مشكلات البلاد. وان كان الناس يعتقدون ان هذه المسألة مهمة...\" \r\n وتعاني ايران من عبء العقوبات الاميركية المفروضة عليها منذ العام 1980 والمترافقة مع ضغوط سياسية متواصلة. \r\n وقال دبلوماسي اوروبي معلقا على المفاوضات حول الملف النووي الايراني انه \"لكأن الاميركيين جالسين باستمرار الى الطاولة\"، مشيرا بذلك الى سعي الايرانيين المستمر لاشراكهم في المحادثات. \r\n وقد اكد اخيرا دبلوماسي ايراني \"لسنا مهتمين بالاوروبيين بل بالاميركيين\". \r\n والرئيس السابق اكبر هاشمي رفسنجاني كان من بادر الى طرح المسألة الاميركية في الحملة الانتخابية، ويعتقد ان هذا الامر كانت له المساهمة الكبرى في تقدمه على المرشحين الاخرين في استطلاعات الرأي. وقد فرض فكرة ان خبرته ونهجه البراغماتي يؤهلانه اكثر من سواه لتطبيع العلاقات بين البلدين. \r\n غير ان السؤال المطروح يتعلق بالجهة التي عليها ان تقوم بالخطوة الاولى. \r\n ويعتبر رفسنجاني ان على واشنطن ان تبادر برفع اجراءات تجميد الاموال الايرانية في الولاياتالمتحدة، و\"عندها يكون في وسعنا وضع حد للعداء\" بين البلدين. \r\n وفي صفوف المتشددين، يعتمد علي لاريجاني موقفا اكثر تصلبا معتبرا ان على الولاياتالمتحدة ان \"تبدل موقفها\" بصورة عامة و\"تتوقف عن نسف قوة الجمهورية الاسلامية ومصالحها\". \r\n اما في اليسار، فيدعو الاصلاحي مصطفى معين الى تطبيع تدريجي للعلاقات. \r\n غير ان القرار لا يتوقف على رفسنجاني وحده، وهو ما يشكل صعوبة بالنسبة له. فالمرشد الاعلى آية الله علي خامنئي سيعارض بشكل قاطع تطبيع العلاقات. \r\n غير ان دبلوماسيا اوروبيا ذكر ان رفسنجاني \"سبق ان تمكن من اقناع المرشد حول مسائل استراتيجية مثل الملف النووي\". \r\n واشار الى ان ارادة التطبيع ليست غائبة تماما من الجانب الاميركي، فهم \"قد يوافقون مثلا على تحويل حزب الله اللبناني المدعوم من الايرانيين الى منظمة سياسية. وقد عرضوا بعد زلزال بم ارسال بعثة من مجلس الشيوخ\". \r\n غير ان دبلوماسيا آخر شدد على \"الموقف اللامنطقي الذي يتبناه قسم من الادارة الاميركية والذي لا يغفر عملية احتجاز الرهائن المهينة (في السفارة الاميركية في طهران) وفشل عملية الانقاذ التي تلتها وفضيحة بيع الاسلحة\"، فيما ان الايرانيين انفسهم لا يغفرون للاميركيين انقلاب العام 1953 الذي دبرته وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه). \r\n وتابع \"قد يكون رفسنجاني قادرا على حل مشكلات الايرانيين الداخلية. لكنه بنظر الاميركيين كان موجودا عند وقوع عملية احتجاز الرهائن، ولو انه نأى بنفسه عنها فيما بعد. انه من رجال النظام. وهو ايضا الذي اعاد العمل بالبرنامج النووي\".