\r\n هناك الكثير من الأسباب المشروعة للشعور بالغضب تجاه قادة الصين، لكن النجاح التجاري وسياسة التبادل التجاري لا تعتبر من ضمن أسباب الغضب. فليست الصين هي التي تقف وراء حالة الاضطراب الاقتصادي في العالم، وإنما أميركا. فالتهور الذي تتميز به السياسة المالية الأميركية، مشكلة عالمية حقا، فيما يعود إلقاء اللوم على بكين بسبب صنعها للأحذية بطريقة بارعة، إلى سياسة الحماية الهجومية على نظام التبادل التجاري العالمي. \r\n \r\n ويمكن القول إن معدل التبادل التجاري، الذي حققته الصين جلب قدرا من الاستقرار لآسيا، فيما أخرج الازدهار الاقتصادي الصيني طوكيو من حالة الكساد الاقتصادي. وخلال السنوات الأخيرة، شاركت الصين بثلث النمو الذي تحقق للاقتصاد العالم مقارنة ب13%، مما تحقق من قبل لأميركا. \r\n \r\n والأكثر من ذلك، فلدى واشنطن تاريخ في تقديم نصائح للاقتصاد الآسيوي، أثبتت التجارب أنها سيئة جدا. إذ ساعد الضغط الأميركي على التضخم الاقتصادي في اليابان، والذي قاد لأزمة مالية آسيوية حادة خلال عامي 1997 و1998. ولذلك فحينما يحث المسؤولون الأميركيون على تعديل معدل قيمة اليوان، فإن على الصينيين أن يضعوا أيديهم فوق محافظ نقودهم حماية لها. \r\n \r\n وفي المقابل، فقد أنجز الرئيس بوش خلال السنوات الخمس الماضية مهمة ممتازة في ادارة العلاقات مع الصين. ويعتبر ذلك واحدا من نجاحاته القليلة في السياسة الخارجية. ولكنه في الفترة الأخيرة انشغل بمبدأ الحماية، فأعاد فرض رسوم على أنسجة صينية معينة، فيما حذرت وزارة الخزانة، الصين من أنه من الأفضل لها أن تكيف سعر التبادل، وإلا فإنها ستواجه إجراءات أخرى. \r\n \r\n كما أن الأميركيين غير منصفين في اتهام الصين بعدم ايقاف برنامج كوريا الشمالية النووي. لأن حقيقة الأمر تكمن في أن الكوريين الشماليين، لا يصغون الى الصينيين في أي شيء، دعك عن نظر كثيرين في كل طرف نظرة ازدراء الى الطرف الآخر. وفي السر يعتبر بعض الصينيين الكوريين الشماليين من الكوريين المنعزلين. أما الكوريون الشماليون فينظرون الى الصينيين كسعاة لجمع المال وأناس بلا ضمير. ومن هنا فكلما التقيت بكوريين شماليين أحيطهم بأن الحكومة الصينية لا تحبني، تتعزز مكانتي لديهم. \r\n \r\n وظلت الصين تمارس ضغوطا شديدة خلال العامين الأخيرين من أجل حل سلمي عبر المفاوضات لأزمة كوريا الشمالية، ولديها، على الأقل، سياسة متماسكة بشأن كوريا الشمالية، وهذا من المسائل الجديرة بأن تقال لإدارة بوش. \r\n \r\n وتتمثل إحدى أكبر المخاطر التي تواجه العلاقات الأميركية الصينية في احتمال أن يأمر الرئيس بوش بتوجيه ضربة عسكرية لمجمع كوريا الشمالية النووي. ويقول معظم الخبراء ان الاشعاع المتسرب عن ذلك، قد لا يلحق أضرارا بالدول المجاورة، وفي كل الأحوال ستواجه كوريا الجنوبية واليابان خطرا أكبر مما تواجهه الصين. ولكن أي تلميح من أن الاشعاع يمكن أن يصل الى الساحل الصيني، يمكن ان يثير غضبا ضد أميركا في الصين. \r\n \r\n والشاهد أنه قد حان الوقت الذي يتوجب فيه على واشنطن، أن تأخذ نفسا عميقا، لأن التجارة المسمومة مع الصين، يمكن أن تسمم الأفق بمخاطر كثيرة، وتقوي من قبضة الجناح المتشدد في داخل الصين، تاركة جموع الصينيين بمشاعر تقول إن الأميركيين قد تحولوا الى جلادين للصين، ومن أسف أن لديهم نقطة في هذا الاتجاه. \r\n \r\n *خدمة نيويورك تايمز \r\n \r\n