\r\n ففي بريطانيا يوجد 1‚1 مليون ناخب مسلم يصوتون تقليديا لحزب العمال‚ ولكن الغضب الناجم بسبب الحرب على العراق قوض ذلك الدعم التقليدي‚ وقد خسر حزب العمال كثيرا نتيجة لهذا الموقف في الانتخابات المحلية والفرعية العام الماضي‚ \r\n \r\n وقال شاب بنغالي يعمل في محل لبيع الهواتف الجوالة في المنطقة انه رغم ان المسلمين من جيل والده قد يصوتون لحزب العمال الا ان جيل الشباب في أوساط المسلمين لن يصوتوا له بسبب الحرب التي شارك فيها توني بلير الى جانب الرئيس الاميركي جورج بوش‚ واضاف: كان السود يشعرون بأنهم منبوذون أما اليوم فأصبح المسلمون هم الذين يشعرون بأنهم منبوذون‚ \r\n \r\n لكن أونا كينغ عضو البرلمان عن منطقة بنثال غرين وواحدة من الموالين لتوني بلير وممن ايدوا الحرب على العراق تقول: من الواضح ان العراق هو القضية الرئيسية التي اثارت سخط الناخبين المسلمين اكثر من غيرهم وتعتبر أونا ثاني امرأة سوداء في البرلمان البريطاني وتواجه تحديا شرسا من جورج غالوي المنشق السابق عن حزب العمال والذي يترشح عن مجموعة «ريسبيكت» المناهضة للحرب‚ \r\n \r\n وتوجد دوائر انتخابية اخرى في وسط انجلترا وجيوب في الشمال الصناعي بكثافة كبيرة من الناخبين المسلمين حيث سيلعب موضوع العراق دورا في الاضرار بشعبية حزب العمال‚ \r\n \r\n ويمكن للمعارضة الواسعة للحرب ان تلعب دورا في تغيير نتائج الانتخابات في المناطق الوسطى من انجلترا حيث تتمركز الانتلجنسيا الليبرالية مثل منطقة اسلينفتون شمال لندن التي كان يعيش فيها رئيس الوزراء ذات يوم‚ وكذلك في اكسفورد وكامبريدج‚ \r\n \r\n لكن برغم وجود جيوب من عدم الرضا عن حزب العمال الا ان الحزب لا يبدو أنه مهدد بخطر خسارة الانتخابات بسبب الحرب على العراق على الاقل‚ فالتحدي الرئيسي الذي يواجهه حزب العمال يتمثل في عدم قدرته على استغلال معارضة الناخبين للحرب لأن حزب العمال دعم الحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة على العراق‚ \r\n \r\n ففي استطلاع للرأي الاسبوع الماضي تبين ان ترتيب العراق كان ال 14 بين 16 قضية انتخابية رئيسية تشغل اذهان الناخبين‚ \r\n \r\n وحتى لو لم تؤد قضية الحرب على العراق الى افقاد حزب العمال الكثير من اصوات الناخبين الا ان الضرر الذي يمكن ان يلحق بتوني بلير جراء الحرب العراق قد حدث فعلا‚ فخلال سنوات حكمه الاولى تمتع بلير بشعبية عالية وكانت نسبة التأييد له في اكتوبر عام 2000 حوالي 46 بالمائة ولكن منذ يناير هذا العام تراجعت شعبيته الى 32 بالمائة‚ \r\n \r\n يقول المشاركون في الاستطلاع ان التراجع الطبيعي في شعبية بلير بدأ قبل الحرب على العراق ولكن الحرب ادت الى تسارع ذلك التراجع‚ وهناك بعض الشكوك تقول إن بلير قاد بريطانيا للحرب بناء على تبريرات مزيفة حول امتلاك العراق لقدرات لاستخدام اسلحة دمار شامل‚ وقد اثبتت التحقيقات الرسمية على اعلى المستويات ان المعلومات الاستخبارية لتبرير الحرب كانت كاذبة‚ \r\n \r\n هكذا سقطت شعبية بلير الذي كانت شخصيته تعتبر رصيدا انتخابيا رئيسيا لحزب العمال وبات يشكل عبئا على حزب العمال لدرجة انه اصبح لا يذكر في الكثير من ادبيات الحملة الانتخابية للحزب واما ظهوره العلني امام الجمهور فيجري تعزيزه حاليا بحضور وزير الخزانة غوردن براون الذي يتمتع بنسبة تأييد عالية من قبل الناخبين والذي ينظر اليه على أنه الخليفة المرتقب لبلير في زعامة الحزب‚ \r\n \r\n يقول مارك فيل رئيس البحوث السياسية في مكتب «موري» لاستطلاعات الرأي العام: ان هذا الوضع يمكن ان يضر بمكانة بلير حتى لو فاز حزبه بالانتخابات‚ فهو في هذه الحالة لا يستطيع ان يزعم بأن الانتصار الانتخابي يعتبر تفويضا شخصيا له ولذلك يمكن ان يكون الانتصار الانتخابي فارغا من اي مضمون شخصي‚ \r\n