\r\n هذا القرار لم يأت مفاجأة لأحد‚ فرفسنجاني هو احد الشخصيات الاكثر نفوذا وطموحا في ايران ونادرا ما ابتعد عن مركز القوة والسلطة منذ ان ساعد آية الله الخميني في الاطاحة بالشاه في ثورة اندلعت قبل 25 عاما‚ \r\n \r\n وبالرغم من ان خاتمي سيواجه تحديا من قبل متنافسين اصغر سنا وأكثر راديكالية موالين لآية الله علي خامئني الا ان رفسنجاني ينظر اليه على انه المرشح الاكثر تفضيلا منذ بداية السباق الرئاسي‚ \r\n \r\n الزعيم الجديد سيتوجب عليه التعامل مع مواجهة تلوح في الافق مع الاسرة الدولية حول برنامج ايران النووي‚ كذلك سيتوجب عليه ان يقرر ما اذا كانت بلاده ما تزال تريد العمل على تعزيز الثورة الاسلامية في الشرق الأوسط الذي يشهد تغيرا كبيرا يتم فيه التحرك بعيدا عن الرصاص باتجاه صندوق الاقتراع‚ \r\n \r\n ربما تكون ملامح رفسنجاني قد هرمت بعض الشيء حيث ابيض شعر رأسه وأصبحت كثافته أقل ولكن الذين يعرفونه يؤكدون انه ما يزال حاد الذاكرة كما كان عليه حاله خلال شغله منصب الرئيس في السابق‚ \r\n \r\n وخلال وجوده الممتد على مدار 30 عاما في قلب النظام الايراني اثبت دائما انه قاس لا يرحم وفي نفس الوقت مرن‚ فهو قائد حرب وصانع سلام وفوق كل ذلك فهو براغماتي على استعداد لإبرام صفقة مع اي احد عندما يناسب ذلك مصلحته‚ \r\n \r\n اللقب الذي يطلقه عليه الايرانيون هو «كوشيه» ويعني «سمك القرش» في اشارة الى ملامحه الناعمة وسمعته القاسية‚ \r\n \r\n كان رفسنجاني يلقي خطبة الجمعة في جامعة طهران وهو يحمل بيده الكلاشنكوف في الوقت الذي كانت تسود الكراهية العمياء للغرب وكانت الجماهير تهتف «الموت لأميركا»‚ وخلال الحرب العراقية الايرانية كان رفسنجاني يتحمل مسؤولية العمليات العسكرية اليومية على الجبهة حيث قتل مئات الألوف من الايرانيين في خنادقهم‚ وكان طرفا فيما اصبح يعرف بفضيحة «ايران غيت» والتي كشف خلالها عن مفاوضات سرية مع ادارة ريغان في 1985 من أجل مبادلة الرهائن الغربيين في لبنان بعودة شحنات الاسلحة الى ايران‚ \r\n \r\n كذلك لعب رفسنجاني دورا مهما في اقناع آية الله الخميني بوضع نهاية للحرب العراقية الايرانية‚ وتحت قيادته بذلت الكثير من الجهود لاستعادة العلاقات بين بلاده وبريطانيا التي كان يطلق عليها رسميا «الشيطان الاصغر» في الوقت الذي كانت توصف اميركا بأنها «الشيطان الاكبر»‚ \r\n \r\n يعرف عن رفسنجاني انه بفضل النمط الصيني في الاصلاح بحيث يتم تحرير الاقتصاد الايراني واعطاء حريات شخصية أكبر للافراد ولكن مع الاحتفاظ بالنظام الاسلامي وعدم المساومة على سيطرته‚ \r\n \r\n ان براغماتية رفسنجاني تعزز الآمال في الغرب بامكانية ان يتم العمل على حل الخلاف القائم مع اميركا منذ 26 عاما‚ ويصنف الرئيس الاميركي بوش ايران على انها احدى دول «محور الشر» الثلاث‚ ويتوقع ان تسعى اميركا لتجديد جهودها لعزل طهران هذا العام اذا ما اصر الايرانيون على المضي قدما في تطوير برنامجهم النووي‚ وتقول ايران من جهتها ان برنامجها سلمي ولكن واشنطن لا تصدق مثل هذه الأقوال وتؤكد ان طهران تسعى لامتلاك قنبلة نووية‚ \r\n \r\n ان الصدام بين ايران والولايات المتحدة ليس حتميا وعلينا ان ندرك جيدا ان هناك حكومة شيعية في العراق لها روابط قوية مع ايران تعتمد على المساعدة والدعم الاميركي لها في بقائها في السلطة‚ \r\n \r\n وسيبقى رفسنجاني المرشح الأوحد الذي لديه الخبرة والعضلات السياسية‚ \r\n