ويقود هذه المفرزة الصغيرة المتمركزة بشكل دائم في عاصمة فيتنام المقدم في الجيش لنتفورت ميتشل من القوات الخاصة، والذي كان يعمل في أميركا اللاتينية قبل نقله إلى هنا قبل ثمانية أشهر.وتظل المفرزة الثانية على اتصال مع الحكومة الفيتنامية. وتساعد في تنظيم وتنفيذ عمليات البحث التي تجري بعد انحسار الامطار الموسمية كل سنة. \r\n \r\n \r\n ويتم القيام بالاعمال الرئيسية الأولية بين فبراير، ومنتصف ديسمبر، ولقد بدأ الآن وصول التجهيزات اللازمة لعمليات هذا الصيف، والتي ستركز على المنطقة الشرقية الوسطى مما كان يعرف سابقاً بفيتنام الجنوبية.وتحتفظ مفرزة الكولونيل ميتشل بملف عن كل فرد من المفقودين الأميركيين. \r\n \r\n \r\n وهذه الملفات مقسمة إلى مجموعتين: الأولى تضم 667 من بينهم 468 فرداً فقدوا في المحيط وليس هناك أي معلومات تذكر عن مصيرهم المحتمل، والثانية تضم ملفات 732 فرداً يعتبرون مفقودين يحتمل العثور عليهم، من بينهم 500 تتوفر عنهم معلومات أو أدلة حتى وان كانت معلومات مبدئية غير مؤكدة. \r\n \r\n \r\n وحتى الآن تم معاينة 52 موقعاً على الارض مقترنة ب 70 مفقوداً وتم تحديدها كأهداف لعمليات حفر تقوم بها فرق أميركية وفيتنامية مشتركة. ونظراً لمرور سنوات طويلة على الاحداث التي فقد فيها هؤلاء الأميركيون، فإن عمليات البحث تجري بأسلوب منهجي دقيق وبطيء، تماماً كما في حفريات المواقع الأثرية. \r\n \r\n \r\n وكثيراً ما تتم اعاقة التقدم بسبب الظروف الرهيبة في المناطق الجبلية النائية حيث يتعين قطع الأشجار وتسوية الارض لهبوط الطائرات المروحية قبل البدء في عمليات الحفر.وحتى عمليات البحث نفسها لاتخلو من المخاطر. وهناك نصب تذكاري بسيط في الحديقة الامامية لمقر المفرزة الثانية. \r\n \r\n \r\n نقشت عليه اسماء سبعة أميركيين في هذه المفرزه وتسعة من نظرائهم الفيتناميين الذين قتلوا في حادث تحطم مروحية روسية الصنع قبل أربعة أعوام خلال مهمة للبحث عن المفقودين الأميركيين.وحالما يتم انتشال بقايا جيث بشرية وعادة ما تكون عبارة عن بضعة أشلاء عظمية وسناً أو سنين . \r\n \r\n \r\n يبقى هناك الكثير من العمل العمل المضني الملقى على عاتق العلماء في مختبر جباك المركزي في هاواي للتأكد أولاً من ان البقايا تعود لبشر فعلا وأنها تعود لأشخاص غربيين لا آسيويين، ثم بعد ذلك البدء في عملية مطابقة العينات الوراثية من البقايا المعثور عليها مع عينات «دي إن إيه» مأخوذة من عائلة المفقود الذي يشتبه أنه فقد في هذا الموقع. \r\n \r\n \r\n ونظراً لوجود قيود على عدد الموظفين الحكوميين الاميركيين الموجودين بشكل دائم في فيتنام، فإن «جباك» التي يقع مقرها في هونولولو ترسل 95 موظفاً مدنياً وعسكرياً للمشاركة في عمليات البحث والحفر خلال النشاطات الميدانية الاربعة التي تجري كل سنة وينضم اليهم عشرون مسؤولاً فيتنامياً وحوالي 600 عامل فيتنامي محلي. \r\n \r\n \r\n بعض اعضاء الفريق يتتبع خيوط أي دلائل مهما كانت ضئيلة مثل ذكريات حطّاب فيتنامي يتذكر رؤية حطام طائرة مروحية اسقطت في الحرب على سفح جبل ناء، أو دلائل ملموسة مقدمة حديثاً من قبل احد جامعي المعادن، الذين جمعوا الخردة المعدنية من 17 موقعاً لتحطم طائرات في وسط ما كان يعرف بفيتنام الجنوبية. \r\n \r\n \r\n وقال الكولونيل ميتشل ان جباك ستقوم هذه السنة أيضاً بإجراء مسح ثان تحت الماء لموقع تحطم محتمل وذلك لأنه لا أحد يريد التخلي عن الأمل بالعثور على أية بقايا لل 468 أميركياً الذين فقدوا في البحر. وليس هناك معلومات موثوقة تذكر حول مواقع فقدان هؤلاء سواء في حوادث تحطم طائرات في البحر أو في حوادث على متن السفر والزوارق الحربية. \r\n \r\n \r\n ومنذ نهاية الحرب، ظلت قضية البحث عن الأميركيين المفقودين على قائمة أولويات الادارات الاميركية المتعاقبة. وحتى في أوقات الميزانيات المضغوطة، بقيت هذه المساعي محصنة ضد تقليص الاعتمادات المالية مع ان تكلفتها ليست قليلة، وتقدر تكلفة العثور على بقايا أميركي واحد والتعرف على هويته وإعادته إلى الوطن بأكثر من مليون دولار. \r\n \r\n \r\n لكن هذا الجهد الاستثنائي يستحق العناء المبذول من اجله بالنسبة للعوائل التي انتظرت وأملت طويلاً في سماع اخبار بأن الابن أو الزوج أو الاب أو الشقيق المفقود سيعود أخيراً إلى الوطن.والأمر يستحق كل العناء والأموال المبذولة من أجله بالنسبة لأولئك الجنود الذين يخدمون الوطن ويؤمنون بعقيدة اساسية مفادها اننا اميركيون ولانترك احداً وراءنا في ساحة المعركة. \r\n \r\n \r\n وافضل ما يعبر عن هذا العقد التفاهمي الضمني هي كلمات الجنرال وليام تكوميش شيرمان في رسالة كتبها لصديقه الجنرال يوليسي غرانت في نهاية الحرب الأهلية الاميركية: «كنت اعلم انك تفكر بي اينما كنت، وانني اذا وقعت في مأزق» فسوف تهب لنجدتي طالما أنك حي «ترزق». \r\n \r\n