\r\n وتطرح الدول الأفقر طائفة مختلفة من المسائل المقلقة. ففي اميركا اللاتينية موطن اربعة من كل عشرة كاثوليك في العالم، يقول القساوسة انهم لا يستطيعون التنافس بشكل فعال مع الكنائس الانجيلية والبروتستانتية المنتشرة والمزدهرة. وفي أفريقيا وآسيا غالبا ما يعيش السكان الكاثوليك المتزايدون بصورة غير مريحة بين المسلمين والهندوس والبوذيين. ان الكنيسة الكاثوليكية تعتبر، أكثر من أي وقت مضى، مؤسسة عالمية ذات مشاكل عالمية. وبوجود ما يزيد على مليار من المنتمين اليها، وهو ما يصل الى نصف السكان المسيحيين في العالم و17 في المائة من سكان العالم، تعتبر المؤسسة الدينية والخيرية الأغني في العالم. \r\n ولكن مصادر القلق الأكبر في القرن الجديد الاضطراب في العالم الاسلامي والتحول الانفجاري للقوة الاقتصادية الى الهند والصين لم تثر اهتمام يوحنا بولس. وكما أثبت فان زعيم الكنيسة قادر على تغيير مجرى التاريخ. ولكن يتعين على الكنيسة ان تحدد خياراتها. وقال كريستوفر بليتو المحرر الأكاديمي في (بوليست برس); وهي دار نشر كاثوليكية كبيرة، ان «هناك سؤالا يتعين على الكنيسة ان توجهه لنفسها، وهو هل انها ستستثمر معظم وقتها وأموالها وطاقتها في ما اعتدنا تسميته العالم الثالث، أم انها ستحاول سحب أوروبا وأميركا الشمالية من المادية التي قال يوحنا بولس الثاني انها كانت لعنة الرأسمالية؟». وقد يتجسد الخيار في اختيار بابا جديد. وفي الأسابيع التي تؤدي الى الاجتماع السري الخاص سيناقش الكرادلة بين أنفسهم ليس فقط من ينبغي ان يقود وانما أيضا أولويات الكنيسة. وإذا ما اختاروا مرشحا من أفريقيا أو من أميركا اللاتينية، وهو احتمال أكبر، فان ذلك قد يشير الى ان اهتمامهم الأساسي هو بالكنيسة في النصف الجنوبي من العالم. أو قد يختارون بابا من أوروبا لانه يستطيع أن يتحدث بإقناع الى الغرب حول لامبالاتهم الدينية المتزايدة. \r\n وقال الاسقف جيرالد كيكاناس انه «ككنيسة أعتقد اننا نعاني من نوع من الارهاق واعتقد اننا فقدنا قليلا من ثقتنا». فالكنيسة في الولاياتالمتحدة وفي دول مثل استراليا وايرلندا ما تزال تواجه حالات الكشف عن انتهاكات جنسية من جانب قساوسة. وأعلنت أبرشية السقف كيكاناس الافلاس في وجه الدعاوى القضائية المتزايدة من جانب أشخاص يؤكدون حصول انتهاكات. \r\n ويقول انه يلتقي على نحو متكرر كاثوليكا متعطشين الى تعاليم روحية، ولكنهم متشككون بأن الكنيسة الكاثوليكية تعيش ما تعظ به. وقال ان التحدي الرئيسي هو «التعبير عن رسالة الايمان بطريقة مؤثرة حقا ومقنعة للناس». \r\n وقال الكاردينال تيودور ماكاريك رئيس اساقفة واشنطن ان المشكلة الملحة التي تواجه الكنيسة هي «علمانية مجتمعنا وسلبية الناس في ما يتعلق بالقضايا الالهية». وفي العالم الثالث لا تواجه الكنيسة مشكلة جعل الكنيسة قضية ذات صلة بالمجتمع. فعبر خدمة الفقراء أو اللاجئين او المصابين بالايدز، والكشف عن الفساد وإزالة أشجار الغابات أو تسديد الديون العالمية، تنهمك الكنيسة في حياة الناس. ويتمثل التحدي الحاسم الآخر بالنسبة للبابا المقبل في العلاقات مع الاسلام مع ظهور موجة التطرف. وقد ركزت الكنيسة تحت زعامة يوحنا بولس مبادراتها الرئيسية المرتبطة بالعلاقات بين الأديان في العالم على اصلاح العلاقات مع اليهود والمسيحيين الأرثوذوكس. ولكن الحوار الأكثر إلحاحا الآن يجب ان يكون مع المسلمين، وفقا لما قاله دانيل تومسون استاذ الدراسات الدينية في جامعة فوردهام. وقال انه «توجد دول كثيرة في العالم، حيث يعيش السكان المسيحيون والمسلمون على طرفي نقيض. فجنوب الفلبين تهيمن عليه أغلبية مسلمة بينما الجزء الشمالي كاثوليكي. وتوجد توترات هناك». واضاف ان هناك اختلافات بين اللاهوتيين الكاثوليك حول كيفية التعامل مع المسلمين ومن المسلمين يتعين التعامل معهم. ويريد بعض اللاهوتيين الاعتراف بأن «هناك الكثير من الضرر التاريخي الذي تسبب به اشخاص باسم المسيحية بحق مسلمين»، مشيرا الى ان آخرين يعتقدون بأن التركيز يجب ان يكون على الأخطاء التي ارتكبها متطرفون مسلمون أخيرا. وينبغي على البابا المقبل أن يساعد الكنيسة على تحديد اتجاه واضح. \r\n \r\n * خدمة «نيويورك تايمز»