وفي حديث له بث في البرامج الإخبارية التلفزيونية قال نائب الرئيس ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد ان رجل الدين الشيعي الأبرز في العراق آية الله العظمى علي السيستاني عارض مشاركة رجال الدين المباشرة في شؤون الحكم اليومية وان معظم العراقيين يرفضون دولة دينية على النمط الايراني. \r\n وقال تشيني على «فوكس نيوز» يوم أول من أمس انه «لدينا ثقة كبيرة في الوجهة التي يسيرون فيها. ولا أعتقد ان هناك، في المرحلة الحالية، مبررا للقلق من جانب الأميركيين من ان العراقيين سيحققون نتيجة لن نرضى بها». وأضاف ان «العراقيين قد رأوا الايرانيين يعملون لسنوات وأقاموا حكما دينيا شكل اخفاقا محزنا من منطلق حقوق الأفراد». \r\n وفي مقابلة معه تحدث تشيني بتفصيل، للمرة الأولى، حول معنى تحدي الرئيس بوش للشعب الايراني من أجل النهوض ضد رجال الدين الحاكمين. ففي خطابه عن حالة الاتحاد قال بوش انه «عندما تقفون الى جانب حريتكم فان أميركا تقف معكم». \r\n وعندما طلب منه أن يقول على وجه التحديد ما الذي يمكن أن تفعله الولاياتالمتحدة، قال تشيني انه وبوش «أرادا تشجيع الجهود التي رأيناها سابقا في ايران من أجل الحرية والديمقراطية». \r\n وقال ان التصريح كان يهدف الى «تشجيع الاصلاحيين داخل ايران على العمل من أجل اقامة نظام ديمقراطي حقيقي.. نظام لا يمنح سلطة هائلة، كما يفعل النظام الحالي، لرجال الدين غير المنتخبين الذين يشكلون حسب اعتقادنا تهديدا للسلام والاستقرار في المنطقة». \r\n وتحدث كل من تشيني ورامسفيلد عن طموحات ايران النووية، حيث قال رامسفيلد في مقابلة اجرتها معه «سي بي إس نيوز» انه يعتقد أن ايران «يمكن أن تكون على بعد سنوات» من انتاج فعلي لسلاح نووي. وقال كلا الرجلين انه ما يزال هناك متسع من الوقت لاستخدام الدبلوماسية لنزع سلاح ايران، على الرغم من أن تشيني قال انه اذا ما انهارت المحادثات الراهنة فان الادارة ستسعى الى فرض عقوبات من جانب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. \r\n غير ان العراق والسؤال الهام حول من سيتولى السلطة في البلاد هو الذي هيمن على تعليقات الرجلين. وبينما تستعد الأحزاب الدينية الشيعية للاستيلاء على السلطة في الجمعية الوطنية الجديدة فان كبار رجال الدين الشيعة يجادلون حجم ما يمكن ادخاله من الدين الإسلامي في دستور العراق الجديد الذي ستصوغه الجمعية. إذ ان دستورا قائما على الشريعة الإسلامية يمكن أن يكون بعيدا الى حد كبير عن الدستور الانتقالي الذي سنه الأميركيون. \r\n وفي واحد من أربعة عروض تلفزيونية ظهر خلالها رامسفيلد يوم الأحد الماضي ردد اصداء تحذيرات تشيني. وقال رامسفيلد في برنامج «لقاء الصحافة» من محطة إن بي سي نيوز «الشيعة في العراق عراقيون. انهم ليسوا ايرانيين. وان فكرة انهم سينتهون الى اقامة حكومة مثل ايران حيث يهيمن حفنة من رجال الدين على الكثير من البلاد فكرة مستبعدة في اعتقادي». \r\n ولكنه حذر من أنه سيكون من «الخطأ الفادح» اذا ما تبنت الجمعية الجديدة دستورا يحرم «نصف السكان، أي النساء، من فرصة المشاركة الكاملة». واعترف مسؤولو الادارة بأن نفوذهم أقل كثيرا على حكومة عراقية انتقالية تختارها الجمعية المنتخبة أخيرا، ولكنهم يعتمدون على موقف آية الله السيستاني لإبعاد العراق عن حكومة يقودها رجال الدين. \r\n وقال تشيني انه «اذا نظرتم الى التوجيه في اطار العلاقة المحتملة بين الدين الإسلامي والجانب العلماني من المجلس، أي الحكومة، فإنكم بحاجة في الواقع الى النظر الى رجل الدين الأبرز السيستاني. وقد كان أيضا في غاية الوضوح منذ البداية من أنه لا يريد أن يلعب دورا مباشرا ولا يعتقد أن على رجال الدين أن يلعبوا دورا مباشرا في الشؤون اليومية للحكومة». \r\n وبينما يراقب المسؤولون هنا نتائج الانتخابات رفض رامسفيلد أن يحدد أي جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية البالغ عددها 150 ألفا. وقال ان استراتيجية خروج ستعتمد على الظروف على الأرض، بما في ذلك حجم التمرد، والمساعدة السورية والايرانية في مقاومته، وما اذا كان العراقيون المقاطعون سيشاركون في العملية السياسية، بدلا من اعتمادها على موعد محدد. \r\n كما عبر رامسفيلد بتفصيل أكبر من السابق عن قابليات قوات الشرطة والجيش العراقي البالغ عددهم 136 ألفا ممن قالت وزارة الدفاع انهم يتلقون تدريبا وتأهيلا. فحتى الفترة الأخيرة لم يقدم المسؤولون في وزارة الدفاع الكثير من التفاصيل حول قدرات الوحدات العراقية. وفي الأسبوع الماضي قال الجنرال ريتشارد مايرز رئيس هيئة الأركان، ان 40 ألفا من أفراد القوات العراقية قادرون على انجاز المهمات الأكثر تحديا. \r\n ولكن رامسفيلد قال يوم أول من أمس ان ذلك لا يعني ان بقية قوات الأمن ضعيفة الاستعداد. وقال في محطة «سي إن إن» إن «بعضهم يتدربون على أن يكونوا شرطة، والشرطي الآن ليس من قوات الشرطة الخاصة أو قوات مكافحة الارهاب. وهناك ما يقرب من 7 الى 8 أو 10 من الأصناف المختلفة التي يجري تدريبها للقيام بمهمات مختلفة تماما». \r\n وعندما سئل عن الخطط الأميركية لتدريب القوات العراقية وتقديم المشورة لها، قال رامسفيلد ان «الشيء الذي يتعين أن نراه هو أننا لا نخلق نزعة اتكالية، بل اننا نشجعهم على أن يتولوا تلك المسؤولية». \r\n وكرر تشيني، ولكن هذه المرة بلهجة حاسمة ومرحة، عزمه على عدم السعي الى ترشيح الحزب الجمهوري لمنصب الرئاسة. وبعد الإلحاح عليه من جانب كريس والاس مقدم برنامج «فوكس نيوز صنداي» قال تشيني «لا أدري ما اذا كنت تريد مني أن العب دور شيرمان»، في اشارة الى جنرال الحرب الأهلية ويليام تيكومسي شيرمان الذي اعلن انه «اذا ما رشحت فلن أدير حملتي واذا ما انتخبت فلن أخدم في منصبي». \r\n وأضاف «لقد أعددت خططي»، واصفا الأنهار التي لم يمارس فيها صيد الأسماك بعد والوقت الذي يريد قضاءه مع أحفاده، مشيرا الى «انني سأعمل في خدمة هذا الرئيس للسنوات الأربع المقبلة، ثم سأخرج من هذا المكان». \r\n * خدمة «نيويورك تايمز»