الشعبة العامة للمستلزمات الطبية تناقش الإثنين المقبل مشكلات القطاع مع هيئتي الشراء الموحد والدواء المصرية    بعد زيارة السعودية وقطر.. الرئيس الأمريكي يغادر الإمارات مختتما جولة خليجية    وفاة طفل وإصابة اثنين آخرين نتيجة انهيار جزئي لعقار في المنيا    «كده بقيتي مراتي».. منة القيعي تكشف عن أغرب طلب ل يوسف حشيش وتعليق ساخر من عمرو وهبة    تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء.. تحرير 138 مخالفة لمحلات لم تلتزم بقرار الغلق خلال 24 ساعة    96 جنيهًا بالمزارع.. أسعار الفراخ في أسواق مطروح الجمعة 16 مايو 2025    وزير النقل يتابع تنفيذ خط السكك الحديدية "بئر العبد - العريش"    أسعار البنزين والسولار في مصر اليوم الجمعة.. تعرف على آخر تحديث    موعد بدء إجازة نهاية العام الدراسي لصفوف النقل والشهادة الإعدادية في القليوبية    مصرع 3 بينهم رجلى إطفاء بحريق ضخم فى قاعدة جوية بريطانية سابقة    وزير الداخلية الألماني: تغيير سياستنا بدأ عند الحدود    غزل المحلة يستضيف الجونة للهروب من صراع الهبوط في الدوري    كاف يكشف عن تصميم جديد لكأس لدوري أبطال إفريقيا    بث مباشر.. نقل شعائر صلاة الجمعة من الجامع الأزهر    ضبط قضايا اتجار غير مشروع في النقد الأجنبي ب5 ملايين جنيه    التفاصيل الكاملة لمقتل شخص علي يد شقيقين والجنايات تسدل الستار بالإعدام المتهمان    وزير التعليم العالي يبحث تعزيز التعاون مع السفير الألماني بالقاهرة    عبدالناصر فى «تجليات» الغيطانى    بسنت شوقي تكشف عن حلم حياتها الذي تتمنى تحقيقه    رامي جمال بعد الانتهاء من ألبومه: محتار في الاسم وعايز رأيكم    مفاجأة بشأن آخر تحديث لسعر الدولار بعد انهياره أمس    تحذيرات صحية من آسيا: موجة جديدة من «كوفيد» تثير المخاوف حول عودة الفيروس    فحص 1259 مواطنا في قافلة طبية ببني سويف    رئيس غرفة القاهرة التجارية يشارك في تفقد "سوق المزارعين" بالإسكندرية ويعلن عن بدء التحضيرات لإطلاق نسخة مطورة من "سوق اليوم الواحد للمزارعين" في القاهرة    ترامب فى ختام جولته بالشرق الأوسط: أغادر بطائرة عمرها 42 عاما.. الجديدة قادة    مقتل عامل طعنا على يد تاجر مواشي في منطقة أبو النمرس    حال الاستئناف، 3 سيناريوهات تنتظر نجل الفنان محمد رمضان بعد الحكم بإيداعه في دار رعاية    مواصفات امتحان اللغة العربية للصف الأول الإعدادي الترم الثاني 2025    أسعار الفاكهة اليوم الجمعة 16 مايو 2025 في أسواق الأقصر    الإسكان: قرارات إزالة لتعديات ومخالفات بناء بالساحل الشمالي وملوي الجديدة    جماهير برشلونة تحتل الشوارع احتفالا بلقب الليجا    عدوان متواصل على سلفيت.. الاحتلال والمستوطنون يحرقون منازل ومركبات ويعتقلون السكان    بعد استثنائها من الدخول المجاني.. أسعار تذاكر زيارة متاحف «التحرير والكبير والحضارة»    مفتى الجمهورية: الحج دون تصريح رسمي مخالفة شرعية ومن يفعل ذلك "آثم شرعا"    أنجلينا إيخهورست: نثمن جهود مصر فى الحفاظ على الاستقرار ودعم القضية الفلسطينية    الصحة الفلسطينية: إسرائيل تنفذ تطهيرا عرقيا فى غزة.. 250 شهيدا فى غارات على القطاع    حبس متهم بالتعدى على طفلة فى مدينة نصر    الصحة: خبير من جامعة جنيف يُحاضر أطباء العيون برمد أسيوط    طريقة عمل السمك السنجاري فى البيت، أحلى وأوفر من الجاهز    هل يجوز تخصيص يوم الجمعة بزيارة المقابر؟ «الإفتاء» تُجيب    بكلمات مؤثرة.. خالد الذهبي يحتفل بعيد ميلاد والدته أصالة    مصطفى عسل يتأهل إلى نصف نهائي بطولة العالم للاسكواش بأمريكا    ميسي يعود لقيادة الأرجنتين.. وسكالوني يفك أسر مهاجمه    راشفورد لن يواجه مانشستر يونايتد    رئيس رابطة محترفات التنس يحدد موعد تقاعده    لاعب المغرب: نسعى لكتابة التاريخ والتتويج بأمم إفريقيا للشباب    4 أبراج «لا ترحم» في موسم الامتحانات وتطالب أبناءها بالمركز الأول فقط    البلشي: 40% من نقابة الصحفيين "سيدات".. وسنقر مدونة سلوك    بالأسماء.. جثة و21 مصابًا في انقلاب سيارة عمالة زراعية بالبحيرة    د. محروس بريك يكتب: منازل الصبر    توقفوا فورا.. طلب عاجل من السعودية إلى إسرائيل (تفاصيل)    أبو شقة: لدينا قوانين سقيمة لا تناسب ما يؤسس له الرئيس السيسي من دولة حديثة    نشرة التوك شو| حجم خسائر قناة السويس خلال عام ونصف وتحذير من موجة شديدة الحرارة    هل الصلاة على النبي تحقق المعجزات..دار الإفتاء توضح    مسابقة معلمين بالحصة 2025.. قرار جديد من وزير التربية والتعليم وإعلان الموعد رسميًا    هل يمكن للذكاء الاصطناعي إلغاء دور الأب والأم والمدرسة؟    25 صورة من عقد قران منة عدلي القيعي ويوسف حشيش    دعمًا للمبادرة الرئاسية.. «حماة الوطن» بالمنيا يشارك في حملة التبرع بالدم| صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خفايا وألغاز في قمة شرم الشيخ، هل أجبر عرفات على الحضور رغم عمق مخاوفه؟
نشر في التغيير يوم 26 - 12 - 2004


\r\n
بحيث ان هذه القوى تستخدم ضد رماة الأحجار» (10 اكتوبر) وما كان مثيراً للصدمة في هذه العبارة يتمثل في جملة بحيث إن المؤيدين لباراك ولو كان باراك جاء من معسكر المتشددين لكان هذا التأكيد مفهوماً ولكن باراك كان من المعتدلين، أي من الحمائم.
\r\n
\r\n
والمرء لا يدري ما الخطأ الذي ارتكبته المراسلة في قولها، بحيث ان المؤيدين لباراك فالتصريح لوزير إسرائيلي في حكومة باراك، ومن المفترض انه مؤيد له، وقصة المتشددين والمعتدلين ليست لها علاقة تامة بالليكود أو العمل، فالأمر ليس سوى مجرد نوع من التصنيف، بمعنى انه كون باراك من العمل لا يعطيه صك براءة من إمكانية وصف سياسته بالمتشددة، فالأمر يتوقف على السياسة والمواقف المعتمدة، وليس على الحزب الذي ينتمي إليه.
\r\n
\r\n
ويضيف المؤلف: «لم يكن واضحاً لمن تشير أمانبور باستثناء مشاعرها وأحاسيسها، لكنها لو كانت تعني ان هناك بعض أو معظم الحمائم الاسرائيليين الذين ينتقدون استخدام باراك للقوة (عدد قليل في حقيقة الأمر يرى ذلك) فإنه مع ذلك تظل هذه الجملة غير مفهومة حيث لم يكن هناك شيء مميز في موقفهم».
\r\n
\r\n
الغريب هنا أن المؤلف غير قادر على انكار ان هناك من ينتقد سياسة باراك، وهو ما يوفر المصداقية لتغطية مراسلة ال «سي.ان.ان» غير ان النتيجة التي يصل إليها المؤلف لا تتوافق مع هذه المقدمة. بعد ذلك، وفي البث نفسه ذكرت بعض الممارسات العنيفة لليهود والتي وقعت داخل اسرائيل ضد عرب 1948 «ظهر بعد جديد وقبيح هنا حيث تحول المستوطنون اليهود ضد مواطنين اسرائيليين تصادف أنهم عرب».
\r\n
\r\n
لقد كان هذا تشوش ذهني آخر ولم يكن المستوطنون في أراض اسرائيلية، لكنهم كانوا في مناطق الحكم الذاتي، والعرب هناك لم يكونوا مواطنين اسرائيليين، وقد يكون ما يذكره المؤلف هنا حقيقياً، ويعتمد الأمر على مراجعة دقيقة لما قالته المراسلة، غير انه في كل الاحوال يمكن اعتباره ضمن حدود خطأ مهني.
\r\n
\r\n
وهو الأمر الذي أشرنا اليه سابقاً بخصوص ملاحظات مماثلة من قبل المؤلف. ولعل هذه النقاط حال صحتها، بغض النظر عن موقفنا نحن كعرب منها، تكون الاضافة الوحيدة الايجابية لمساهمة المؤلف في تغطية الانتفاضة كإبراز لبعض الاخطاء التي يمكن أن تقع فيها وسائل الإعلام في تغطيتها للأحداث.
\r\n
\r\n
يختتم المؤلف حديثه في هذا الصدد قائلاً: «على الرغم من أن أمانبور أبدت رأياً قوياً بشأن الصراع، إلا أنها أظهرت عدم كفاءة غير عادية فيما يتعلق بخلفيات المعلومات حول هذا الصراع وعناصرها.
\r\n
\r\n
في قمة شرم الشيخ
\r\n
\r\n
من بين اللحظات الأساسية التي يتناولها المؤلف في تناوله لأحداث تغطية الانتفاضة قمة شرم الشيخ، فيشير إلى أنه في 16 و17 أكتوبر عام 2000 اجتمع قادة اسرائيل والأردن ومصر والولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية في مدينة شرم الشيخ بمصر، في إطار قمة دعا إليها الرئيس الأميركي بيل كلينتون، على أمل وقف العنف في الشرق الأوسط وانقاذ عملية السلام.
\r\n
\r\n
افقت إسرائيل على حد قوله على المطالب الفلسطينية الرئيسية، وهو ما يجعلنا نتوقع أن يلقي باللائمة بالتالي على الجانب الفلسطيني فيما سيلي من تحليل، ومن هذه المطالب التي يشير إليها تشكيل بعثة تقصي حقائق دولية على الرغم من إصرار إسرائيل على أن تكون تحت إشراف أميركي.
\r\n
\r\n
وقد عرفت اللجنة بعد ذلك باسم لجنة ميتشيل (بعدما تولى رئاستها السناتور السابق جورج ميتشيل) ووافق ايضاً على التزام الطرفين بوقف العنف في وقت واحد، بعدما كانت تصر على عدم سحب القوات الإسرائيلية، إلا بعد رؤية استجابة السلطة الفلسطينية أولاً. وعلى الرغم من ذلك لم يصدر عرفات أي نداء لوقف العنف، ونقلت «واشنطن بوست» بعد ساعة واحدة من انتهاء القمة أن مروان البرغوثي الكادر القيادي في حركة فتح أعلن «سوف نستمر فيما نفعل».
\r\n
\r\n
وقد ظهر جلياً عزم الفلسطينيين على مواصلة انتفاضتهم في تقرير لهوكستارد أكثر مما في أي رواية أخرى بأي مصدر اخباري مما تعرضت له هذه الدراسة. وعلى الرغم من ذلك فقد واصل هوكستارد الاشارة لهذه الانتفاضة باعتبارها «ثورة ضد الاحتلال الاسرائيلي المتواصل لمعظم مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة».
\r\n
\r\n
وعلى الرغم مما ذكرنا سابقاً من أن الأصلح هو اعتبار هذه الثورة ضد وجود اسرائيل نفسه. وهنا يواصل المؤلف المغالطات ذاتها فمن الذي قال إن الهدف الفلسطيني هو نفي اسرائيل من الوجود؟
\r\n
\r\n
\r\n
وفي سياق استعراضه يواصل المؤلف انتقاد كريستيان أمانبور بشأن تقريرها على ال «سي.ان.ان» واصفاً إياه بأنه كان أكثر التقارير غموضاً وجهلاً عن هذه القمة في 16 اكتوبر حيث فسرت الاحتجاجات الفلسطينية ضد القمة قائلة: «لقد شعروا أن عرفات أجبر على الحضور الى هنا وانه سيعود خالي الوفاض كما ذهب. لقد شعروا ايضاً انها قريبة جداً من عمليات القتل ومن الضحايا. ويعتقدون انه كان من الواجب الانتظار لفترة كافية قبل عقد القمة».
\r\n
\r\n
وقد كان من غير الواضح من أين استمدت أمانبور تفسيرها للدوافع الفلسطينية إلا إذا كان ذلك رأيها. ولا ندري نحن هل من المفترض في العمل الإعلامي أن يكشف الاعلامي عن المصدر الذي استقى منه الأخبار أو تحليله، حتى ولو كان في سياق تقرير إخباري، ثم ان السؤال الذي يطرح نفسه، ويدخل في صلب القضية التي من المفترض أن مورافتشيك قام بإعداد دراسته من أجلها ما هي مهمة المراسل إن لم ينقل انطباعاته من الموقع الموفد اليه؟
\r\n
\r\n
ان ما ذكرته أمانبور لا يتجاوز سوى انطباعات لمستها من خلال وجودها في موقع عملها كمراسلة وهنا يبدو من الغريب أن يحاسبها المؤلف على انطباعاتها وهو الأمر الذي نراه يصل الى حد المصادرة على حرية العمل الاعلامي وفرض قيود تعرقل الأداء المهني للصحفي وهو ما يعد أمرا بالغ الغرابة.
\r\n
\r\n
ويثير الدهشة، ويجعلنا نعيد التأكيد على أن هذه الدراسة تعد نموذجية في تدليلها على انتفاء الصفة الموضوعية عن الكثير من غيرها من الدراسات والباحثين كذلك الذين يرتدون رداء الموضوعية وهم بعيدون عنها.
\r\n
\r\n
ومرة أخرى - يواصل المؤلف - كان أكثر شكل من أشكال التأييد للفلسطينيين يبدو واضحاً على شاشة ال «أيه بي سي»، وكانت التوقعات في اليوم الأول من القمة ترجح ان عرفات سيرفض الدعوة لوقف العنف وهنا قفز جينينجز لموقف دفاعي استباقي عن عرفات قائلا: «لا تستطيع حكومة اسرائيلية أن تأمر مواطنيها المتطرفين بوقف المعاملة السيئة للفلسطينيين وفي الوقت الذي يقول الإسرائيليون ان عرفات يمكنه أن يأمر كل الفلسطينيين، بما يجب أن يفعلوا فإن ا لدلائل ترجح أنه لن يستطيع فعل ذلك» (16 اكتوبر) .
\r\n
\r\n
ولكن القضية لم تكن حول ما اذا كان كل الفلسطينيون سيطيعون الأوامر الصادرة لهم من عرفات بوقف العنف، ولكن كانت في رفض عرفات الواضح لإصدار مثل هذه الأوامر. وكان الحديث عن المتطرفين اليهود الذين يسيئون معاملة الفلسطينيين غير مبرر ويعد انحيازا لطرف ضد مصلحة الأخر.
\r\n
\r\n
أما تقرير جيليان فندلي الملئ بالتلميحات فقد تبنى طريقة جينينجز نفسها، حيث راح يؤكد على أنه: «يصر الإسرائيليون على أن عرفات يستطيع وقف كل هذا العنف وأنه يمكن أن يستخدم الشرطة التابعة له لإخلاء الشوارع من رماة الحجارة، ويمكنه أن يغلق الراديو والتليفزيون الفلسطيني اللذين تقول اسرائيل أنهما يثيران الحشود.
\r\n
\r\n
ويمكنه أن يأمر حركة فتح - الميليشيات التابعة لها - بعدم فتح النيران أبدا ولا حتى للدفاع عن النفس. يمكن له أن يعطى كل هذه الأوامر، إلا أن القادة الفلسطينيين يقولون انها لن تشكل أي فارق.
\r\n
\r\n
وفي تعليقه على هذا التقرير يقول ان هذه القصة لم تكن سوى طلقة على البالون الهوائي الذي أوجده جينينجز، فلم نكن لنعرف حجم الفارق الذي ستحدثه أوامر عرفات، إلا اذا أصدر هذه الأوامر بالفعل، لكنه لم يكن يريد ذلك. أما الصياغة التي تحدث فيها عن مطالبة رجاله بعدم إطلاق أسلحتهم ولو للدفاع عن النفس فقد كانت منحازة. وعلى الرغم من سقوط العدد الأكبر من الضحايا من الفلسطينيين بالفعل، إلا أنهم هم الذين بدأوا بالعنف، وحتى مصطلحاتهم تعترف بذلك، حيث يقولون إنهم في حالة «انتفاضة».
\r\n
\r\n
ويبدو المؤلف هنا وكأنه يبرر للحكومة الإسرائيلية سياستها التي تتسم بالقبضة الحديدية، فما دام الفلسطينيون هم الذين بدأوا مواجهة اسرائيل فعليهم أن يتحملوا عواقب فعلهم بغض النظر عن عدالة القضية التي انتفضوا من أجلها، وهو ما يجعل من اراء المؤلف بالغة الإيغال في التحيز، الأمر الذي ينفي عن تناوله أية صفة موضوعية.
\r\n
\r\n
ويصل مورافتشيك بعد ذلك الى حد اتهام فندلي صراحة بتأييد موقف «حماس»، مشيراً الى أنه بعد جزء من مقابلة مع مع حنان عشراوي واصلت فندلي قائلة أن سبع سنوات من الحوار مع اسرائيل اسفرت عن لا شئ وهو بالضبط ما قالت الجماعات لعرفات أنه سيحدث.
\r\n
\r\n
وقد بدت هذه الجملة وكأنها توحي بان عدم قيام عرفات بالرضوخ لتسوية في شرم الشيخ ليس فقط مفهوما ولكنه كان سيكون مخطئا لو قبل هذه التسوية وربما حتى مخطئا بالذهاب الى هناك من الأساس. ويبدو أن فندلي كانت مؤيدة لموقف «حماس».
\r\n
\r\n
ويتعقب مورافتشيك فندلي فيما قدمته من تغطية فيقول انه في الليلة التالية واصلت المراسلة من دون تمهيد ملحوظ قائلة أن «المشكلة الأساسية هي أن الفلسطينيين في الشوارع لا يشعرون أنهم مضطرون للتوقف. ويصرون على أن العنف بدأ من قبل الجانب الإسرائيلي ولذا يحق لهم الاعتراض وأنهم سوف يواصلون ما بدأوه» (17 أكتوبر).
\r\n
\r\n
الأمر نفسه ينطبق على جينينجز فمع اكتمال القمة بدا جينينجز - حسب المؤلف - وكأنه يأخذ جانب الفلسطينيين على طول الخط قائلا ان المحتجين يشتكون من أن الاتفاقية التي اعلنها كلينتون تنحاز الى اسرائيل للغاية، ويضيف «إن الفلسطينيين سيحاولون منع العنف وربما تسحب اسرائيل قواتها من بعض المناطق الفلسطينية اذا كانت تعتقد أن انتفاضة الفلسطينيين الأخيرة قد انتهت».
\r\n
\r\n
ونطق جينينجز هذه الجملة مشدداً على حروف «ربما» وهذا التأكيد لم يشكل فقط انتهاكا للمصداقية الصحافية ولكنه كان زائفاً. وقد التزمت اسرائيل كما اعلنت مصادر اخبارية أخرى بسحب قواتها من المناطق السكنية الفلسطينية، لو توقف العنف في هذه المناطق لمدة 48 ساعة.
\r\n
\r\n
الشارع الفلسطيني وعرفات
\r\n
\r\n
يلتفت المؤلف الى مراسلة ال «سي إن إن» ولكنها رولا أمين هذه المره فينتقد تقريرها أيضا قائلاً إنها في تقرير بعثت به من غزة عقب انتهاء القمة قالت« مرة أخرى النمط الشائع نفسه، الفلسطينيون يلقون بالحجارة. الإسرائيليون يردون عليهم بقنابل الغاز والرصاصات المطاطية والذخيرة الحية» (16 اكتوبر).
\r\n
\r\n
ولكن ما قالته من وجهة نظر المؤلف كان زائفا، أو على الأقل غير مكتمل، وكما نشرت وسائل الإعلام - لا ندري أي وسائل في ضوء التكذيب والهجوم الحاد الذي يشنه المؤلف على كل هذه الوسائل على نطاق واسع، فإن النمط الشائع الذي تتحدث عنه (والذي يتبعه المتظاهرون في غزة أيضا) لا يقتصر على إلقاء الحجارة فقط.
\r\n
\r\n
ولكن أيضا يشمل قنابل المولوتوف وطلقات البنادق، وقد احتوى تقرير أمين على جزء أخر مهم لم تستطع هي ولا أي صحافي أخر الوصول الى الاستنتاج الواضح من خلاله، فقد قالت رولا أمين: «كانت كل الفصائل الفلسطينية حاضرة، من الشيوعيين الى الأصوليين الإسلاميين، الى مناصري عرفات.
\r\n
\r\n
وحّدهم جميعا هدف واحد، وهو ألا يقدم رئيسهم تنازلات بشأن الحقوق الفلسطينية الرئيسية» ولكن اذا كانت هذه الفصائل تخرج في مظاهرات، فإنها لا تفعل ذلك إلا لأن عرفات يريده مما يوحي بأن ما كان يتردد عن الضغوط الفلسطينية على عرفات إنما كان تكتيكاً كان عرفات نفسه ضالعاً فيه.
\r\n
\r\n
ويبدو تحليل المؤلف هنا بالغ الغرابة، حيث انه يفترض أن الشارع الفلسطيني فقد إرادته واصبح مجرد أداة في يد عرفات، لا ننكر طبعا تأثير عرفات في تحريك الشارع الفلسطيني غير أن الأمر لا يمكن أن يصل الى حد أن المواطن الفلسطيني لا يستطيع الخروج في مظاهرة إلا بناء على طلب من عرفات.
\r\n
\r\n
واذا كان هذا الأمر يصدق على المثل الذي أشار اليه سابقا، بخصوص الوضع في العراق في ظل حكم صدام حسين، فإنه من الصعب تماماً أن ينطبق على الشارع الفلسطيني ولا ندري ما هي المشكلة في أن يعترف المؤلف بعجز عرفات الفعلي عن السيطرة على الشارع.
\r\n
\r\n
وأنه فقد هذا التحكم في ضوء ما تذهب اليه بعض الفصائل الأخرى بالفعل، والتي لها حضور في الشارع من أنه حاد عن الحقوق الفلسطينية، وهو الأمر الذي نتصور أن المؤلف يمكن أن يتقبله، اذا ضربنا بمفهوم المخالفة الوضع الحاصل حاليا في اسرائيل بشأن الإنسحاب أحادي الجانب فعلى الرغم من أن شارون يعتبر من المتشددين إلا أنه لا يمكن انكار جديته في الانسحاب من غزة.
\r\n
\r\n
وفق وضع معين ولترتيبات يراها في صالح اسرائيل، غير أن كونه من المتشددين لا يسمح بافتراض أنه هو الذي يحرك مظاهرات المستوطنين ضده، مثلا، وإلا يكون ذلك إيغالا في نظرية المؤامرة غير مقبول، وهو الأمر نفسه الذي نأخذه على المؤلف في تحليله لموقف عرفات .
\r\n
\r\n
وبالمنطق نفسه في الرؤية يعرض المؤلف لتغطية أخرى على شاشة «السي إن إن» أيضا، مشيراً الى تقرير لأندريه كوبل، والذي راح حسب المؤلف يقدم تفسيرا غامضا لذلك الأسبوع من القلاقل، قائلاً: عندما انتهت قمة كامب ديفيد من دون التوصل لاتفاق، أدى اليأس الفلسطيني في النهاية الى تفجر العنف» (16 اكتوبر) .
\r\n
\r\n
وقد يكون هذا الافتراض صحيحا لكن كما أشار الرئيس الأميركي بيل كلينتون فإن الفلسطينيين هم الذين رفضوا إكمال التفاوض في كامب ديفيد.
\r\n
\r\n
ويضيف في السياق نفسه أن جينينجز لم يكن هو الوحيد الذي اتخذ موقفا معاديا من اسرائيل خلال هذا الأسبوع الذي شهد القمة ففي قسم «مراجعة الأسبوع» بجريدة نيويورك تايمز كتب ديفيد شيبلر مراقبا لأسباب عملية السلام «لقد تهدمت الثقة عندما قامت حكومة نتانياهو اليمينية ببناء المزيد من المستوطنات اليهودية.
\r\n
\r\n
وواصلت محاولاتها لالتهام الأراضي الفلسطينية»(15 أكتوبر) إلا أن الثقة تشبه شارع ذا اتجاهين وقد التزم شيبلر بالصمت فيما يتعلق بالانتهاكات الفلسطينية لعملية السلام مثل عدم قيامهم بتعديل الميثاق الفلسطيني من أجل قبول حق اسرائيل في الوجود، أو خطب عرفات أمام الجماهير العربية التي يوحى فيها بأن الاتفاق إنما هو تكتيك من أجل السيطرة على الأراضي في النهاية.
\r\n
\r\n
تنازلات إسرائيلية
\r\n
\r\n
ينتقل المؤلف الى زاوية أخرى بشأن قضايا القمة وردت في تقرير كيث ريتشبرج في «الواشنطن بوست» وفيها يقول المراسل: «لقد بدأ باراك بالفعل التفاوض مع المعارضة السياسية اليمينية لتشكيل حكومة طوارئ وطنية..
\r\n
\r\n
وحذر المتشددين الإسرائيليين من أنهم لا ينظرون بعين الرضا الى أي جهود تبدو أنها تسعى من أجل إحياء عملية السلام» (16 اكتوبر). ويعلق المؤلف على ذلك بالقول إن وجهة نظر المتشددين الذين كان باراك يتفاوض معهم أجل حكومة وحدة وطنية لم تكن في الحقيقة معارضة لجهود السلام، ولكنها كانت تعارض ما يرونه تنازلات «كريمة» من حكومة الحمائم بزعامة باراك.
\r\n
\r\n
وربما يبدو هنا بشكل جلي الجانب الذي يتخذه المؤلف، فهو يدافع في هذه الفقرة عن المتشددين من اليمينيين محاولا الإيحاء بأنهم لا يعارضون السلام، وإنما التنازلات «الكريمة» ولا نشك في أن هذا التوصيف للتنازلات من عنده!
\r\n
\r\n
وفي تقرير آخر في اليوم نفسه كتب ريتشبرج عن قيام الجيش الإسرائيلي بإطلاق النيران في الخليل، والذي أعلن الجيش نفسه وبوضوح أنه يستهدف من خلاله إصطياد قناصة فلسطينيين، لكن ريتشبرج استضاف مالك أحد البيوت التي إمتلأت بالثقوب الناتجة عن طلقات الرصاص، قائلا: «انه لم يحدث إطلاقا ان فتح أحد النيران على الإسرائيليين من هذا المنزل».
\r\n
\r\n
ومن بين ما يذكره ايضا انتقاد جديد لمراسل «الأيه بي سي» فعندما أعلنت اسرائيل عن اعتقال مجموعة من سكان رام الله والذين قالت أن لهم صلة بحادث القتل في مركز الشرطة وصف ديفيد هوكينز على شاشة «الإيه بي سي» الموقف قائلا: «لقد تطلب الإعتقال بالتأكيد اقتحام قوات كوماندوز اسرائيلية لأراض فلسطينية وهذا وحده كاف لإشعال الغضب الفلسطيني»(18 أكتوبر).
\r\n
\r\n
لا يتوانى المؤلف عن أن يطرح أفكاره المؤيدة لاسرائيل بوضوح حتى يخيل للقارئ أن كتابه مخصص للقارئ اليهودي، وليس لأي قارئ آخر، فيقول لقد ظهرت أمثلة عدة من نوعية هذه التغطية المعادية والتي تساوي بشكل غير عادل بين الجانبين. وقد كتبت جين بيرلتز في صحيفة «نيويورك تايمز» تقول لقد شكلت زيارة شارون الاستفزازية للموقع الإسلامي المقدس وهدم قبر النبي يوسف وإحراق معبد قديم تحديا حقيقيا لمسألة السيادة على المواقع الدينية»(15 أكتوبر).
\r\n
\r\n
ومن الغريب هنا أن المؤلف وفي سياق حديثه عن زيارة شارون للحرم القدسي الشريف يرى أنه مما يقلل من أهمية هذه الزيارة أن شارون لم يدخل الحرم فضلا عن أن زيارته ل «جبل الهيكل» وهنا يحاول أن يضفي مشروعية على الزيارة وليس الحرم ذاته لا تتساوى مع تدمير الموقعين اليهوديين.
\r\n
\r\n
وهما قبر النبي يوسف وإحراق معبد قديم، وهو ما يعني أن الكاتب يرى في النهاية أن الطرف المدان إنما هو الجانب الفلسطيني، الذي يمثل وفق هذه الرؤية الطرف المعتدي، وهو ما يمثل نوعا من تزييف الحقائق لم نره حتى من قبل جهات صهيونية تعلن التزامها بصهيونيتها صراحةّ.
\r\n
\r\n
\r\n
اختطاف تننباوم
\r\n
\r\n
ضمن مواصلته رحلة رصد الإنحياز في وسائل الإعلام الأميركية يقدم المؤلف لنا تحيزا جديدا رصده في «التايمز» من خلال ما كتبه جون كيفنر عن اختطاف حزب الله لرجل الأعمال الاسرائيلي ورجال المخابرات السابق الحنان تننباوم وقول المحرر في النهاية: «من المعروف للجميع تقريبا أن هناك عمليات اسرائيلية في جنوب لبنان»(16 اكتوبر).
\r\n
\r\n
وبعد ذكر عدة أمثلة لهذه العمليات قدم تعليقا غير مبرر قائلا: لم يكن الإسرائيليون معصومين دائما من الخطأ فقد قتل بطريق الخطأ نادلاً مغربياً في ليلهامر بالنرويج، وقد كان هذا حقيقيا، حسبما يذكر المؤلف، إلا أن الحادثة وقعت منذ عقود بعيدة، ولم تكن لها أي علاقة باختطاف تننباوم وبدا أنها قد أضيفت الى القصة لهدف واحد فقط.
\r\n
\r\n
وهو تذكير القراء بأن الإسرائيليين أيضا فعلوا أشياء سيئة. والسؤال بعيدا عن هذه القصة هو: ألم يقم الإسرائيليون بالفعل بالإتيان بأفعال سيئة؟ ثم هل إيراد خلفيات للعمل الصحافي تضع المشاهد في الصورة كاملة يعتبر تحيزا؟
\r\n
\r\n
قد يزداد شعورنا بالتعجب، اذا علمنا أن المؤلف يرفض المساواة بين حركة «حماس» وشارون باعتبارهما يمثلان المعارضة الفلسطينية الاولى والإسرائيلية والثاني آنذاك، ويراها ظالمة لهذا الاخير، فهو ينتقد هوكستارد في واشنطن بوست وما ذهب اليه في إطار الحديث عن موقف الطرفين .
\r\n
\r\n
وقوله ان أن كلا من القائدين (عرفات وباراك) فتحا ذراعيها للمنشقين وخصومهما المعارضين، فعلى الجانب الفلسطيني مد عرفات يديه ل «حماس» وعلى الجانب الإسرائيلي دعا باراك شارون للإنضمام الى حكومته. (15 اكتوبر).
\r\n
\r\n
وحسب تعليق المؤلف، فإنه لم يكن من اللائق المساواة بين التصرفين بل إن هذه المساواة كانت بشعة. لقد كان هدف «حماس» هو تدمير اسرائيل وهو الهدف الذي حاولت تحقيقه بلا هوادة عن طريق قتل اكبر عدد ممكن من الإسرائيليين.
\r\n
\r\n
شارون على الجانب الأخر وعلى الرغم انه من الجناح المتشدد، فإنه قال أنه مستعد لتقديم تنازلات من أجل عملية السلام، حتى لو كان العرض الذي قدمه يبدو متواضعا بالنسبة لأحلام الفلسطينيين (أيد شارون على سبيل المثال إجلاء المستوطنين اليهود بالقوة من سيناء من أجل إبرام اتفاقية السلام مع مصرخلال عام 1978). وكتب كيث ريتشبرج متوقعا ما ستؤول اليه القمة قائلا:
\r\n
\r\n
إن كلا من باراك وعرفات سوف يراهنان على قوى لا يملكون أي سيطرة عليها وأناس ذوي مواقف متشددة رغبتهم في صنع السلام أقل من رغبتهم في توجيه اللوم والإنتقام(16 اكتوبر).
\r\n
\r\n
وقد يكون هذا صحيحا بالنسبة للفلسطينيين، الذين كانوا يدعون من أجل أيام للغضب وكانوا مصرين على مواصلة أنتفاضتهم حتى النصر بينما كان الإسرائيليون في حالة من اليأس، بعدما انتهت سنوات الأمل في إحلال السلام الى لا شيء. وعلى هذا فالفلسطينيون، وفقا للمؤلف، متشددون وذوو رغبة أقل في اقرار السلام فيما أن الإسرائيليين حمائم لا يحلمون سوى بالسلام المفقود على نحو ما يصفهم.
\r\n
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.