لكن اتفاقية الترويكا الأوروبية اغفلت مناقشة ما العمل إذا انتهكت ايران تلك الاتفاقية‚ كما ان هذه الاتفاقية مهددة بالتخريب ليس فقط من قبل ايران وانما من قبل الولاياتالمتحدة ايضا وكلاهما عبر عن شكوكه في أعقاب التوصل الى الاتفاقية‚ فإيران سارعت الى انتاج غاز هكسا فلورايد اليورانيوم الذي يمكن تخصيبه الى وقود قنبلة نووية قبل ان تبدأ بالالتزام بتعليق ذلك النشاط مؤقتا وعبر كل من الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش ووزير خارجيته المستقيل كولن باول عن شكوكه بان ايران ستواصل مساعيها لبناء اسلحة نووية تحت ستار الصفقة مع الترويكا الأوروبية‚ \r\n \r\n يضغط صقور إدارة بوش حاليا من اجل مواجهة نظام الملالي في مجلس الأمن الدولي حيث يمكن التفكير بفرض عقوبات اقتصادية وأما الدعوة الى استعمال القوة وتغيير النظام في ايران فمن المرجح ان تصدر لاحقا‚ \r\n \r\n لكن العمل العسكري غير منصوح به في هذه المرحلة بسبب الافتقار الى معلومات استخبارية موثوقة والطبيعة السرية والتوزيع الجغرافي للمواقع النووية الايرانية فإذا وصلت المشكلة الى مجلس الأمن الدولي مع استمرار ابتعاد الولاياتالمتحدة وأوروبا عن بعضهما البعض وسيرهما في طريقين مختلفين فعندئذ سوف تكون حالة الاستعصاء الناجمة بمثابة لطمة قاسية وأخيرة للأمن الدولي‚ ولذلك يجب تحصين الاتفاقية لإجبار الايرانيين على الالتزام بها وبقاء الأوروبيين في حالة تعامل فعال مع ايران ولجم جماح الصقور الأميركيين‚ \r\n \r\n هذا يمكن تحقيقه من خلال اتفاقية أوروبية أميركية تحدد فيها آليات فعالة معينة تملي على ايران عواقب معينة في حالة انتهاكها لقيود معينة‚ على سبيل المثال إذا رفضت السماح للمفتشين الدوليين بممارسة مهامهم بموجب البروتوكول الاضافي لمعاهدة الحد من انتشار التسلح النووي الذي تلتزم به ايران مؤقتا انتظارا للمصادقة عليه‚ او في حالة استئنافها لنشاطات تخصيب اليورانيوم وبناء غرابيل طاردة عن المركز فانها يمكن ان تواجه عقوبات اقتصادية مشددة وإدانة من قبل مجلس الأمن الدولي «يتطلب بالضرورة تعاونا من روسيا والصين» أو في حالة تحول المواجهة الى اشتباكات مسلحة فيجب ان يكون الرد قويا‚ \r\n \r\n لا نعرف حتى الآن ما إذا كانت طهران ستلتزم بصدق بالقواعد ولكن النظام برع في فن سوء التصرف وبعد ذلك في السعي للحصول على جوائز مقابل عودته الى الانضباط للقواعد‚ وحتى هذه اللحظة لعب الأوروبون كما يريد الايرانيون بتقديم الجزر مقابل التزام ايران بالاتفاقية دون ان يمتلكوا أي عصي لمعاقبة ايران على انتهاكاتها للاتفاقية‚ \r\n \r\n لذلك فإن الارتياح البائن لإدارة بوش مع الخيار العسكري يمكن ان يخدم كعنصر ردع ضد اي خداع من قبل الايرانيين وبذلك يتم تسليح اتفاقية الترويكا الأوروبية بأسنان لا تملكها دون الأميركيين‚ فايران ترغب في الحصول على حوافز اقتصادية ولكنها ليست بحاجة ماسة لها حاليا ومن دون تهديد جدي اميركي مدعوم بعقوبات تفرض من المجتمع الدولي‚ يستطيع نظام الملالي ببساطة ان يقرر ذات يوم ان القيود لم تعد تستحق ثمنها وبالتالي تفسخ الصفقة كما لو انها مجرد عقد تجاري‚ \r\n \r\n ان قبول الولاياتالمتحدة لتوجه الترويكا الأوروبية القائم على تقديم الجزر «شريطة اضافة بعض المعايير» سوف يبين للعالم ان الولاياتالمتحدة ما زالت تدعم التفاوض الدبلوماسي والتعددية حتى في الحالات التي تلوح فيها التهديدات في الأفق والمشاركة في هذا الاطار سوف تبعث رسالة الى ايران مفادها ان الولاياتالمتحدة لا تستبعد تجديد العلاقات معها كما ان وقع هذا التوجه سيجد اصداء له في اوساط الايرانيين الموالين لأميركا والمعارضين للنظام بشدة ويبحثون عن وسائل للتخلص منه‚ \r\n \r\n لكن إذا قامت الولاياتالمتحدة بدلا من ذلك بتقديم نفسها كقوة عازمة على التصرف من جانب واحد فانها بذلك ستضر بمصالحها الخاصة بها والشيء الوحيد الذي يكرهه الايرانيون أكثر مما يكرهه الملالي هو التدخل الخارجي بمشاعرهم القومية العميقة ورغبتهم في تقرير مصيرهم‚ فكلما كان العداء الأميركي لإيران اكثر صراحة كان الملالي اكثر قدرة على استغلال الموقف الأميركي لتأليب الايرانيين ضد «الشيطان الأكبر»‚ \r\n \r\n ان الوسيلة الصائبة لإبقاء النظام الايراني ضمن حدود الالتزام بالقواعد الدولية وبذات الوقت تسرع فيها نهايته هي بضمان وضع معايير وضوابط للاتفاقية النووية وبعد ذلك إعطاء الملالي مما يطلبونه وفق شروط تبيح فرصا متزايدة لوصول ايران الى المؤسسات الدولية مثل منظمة التجارة العالمية‚ \r\n \r\n هذه الجزرات يمكن ان تكون أيضا بمثابة حصان طروادة تتيح للاصلاحيين عمل علاقات عالمية‚ ويجب على أوروبا وأميركا ان تجهزا هذه الخيول للركوب‚ \r\n