\r\n وقال اليمني سالم احمد حمدان، 35 سنة، انه حاول الهروب من افغانستان عندما اندلعت الحرب هناك بعد هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001، الا انه وقع في الاسر وارسل الى قاعدة غوانتانامو حيث تعرض للضرب من قبل الجنود الاميركيين. وقال انه وضع لعدة اشهر تحت الحجز الانفرادي وهدد بمزيد من الاذى اذا لم يعترف بأنه ارتكب جرائم حرب. \r\n لكن الاتهامات الموجهة اليه، والمضمنة في وثائق المحكمة، تشير الى ان علاقته بابن لادن كانت قريبة جدا، باعتباره سائقه الخاص. وقد مكنه هذا القرب من معرفة ان بن لادن كان وراء الهجمات على السفارتين الاميركيتين في شرق افريقيا عام 1998، والهجوم على المدمرة كول عام 2000، وهجمات 11 سبتمبر على نيويورك وواشنطن. يضاف الى ذلك ان السلطات العسكرية تقول ان حمدان كان يقوم بصورة روتينية بتسليم الاسلحة والذخائر وغير ذلك من الامدادات الى اعضاء «القاعدة» وانه تلقى تدريبا عسكريا في احد معسكرات «القاعدة» بأفغانستان، كما رافق بن لادن في زيارات كان يدعو فيها الى «عمليات استشهادية». \r\n ووردت هذه الوثائق الجديدة ضمن دعوى قدمها محامو حمدان يطلبون فيها من المحكمة العليا الاميركية، ان تأمر بايقاف المحاكم العسكرية في غوانتانامو بشكل دائم. \r\n ويطالب فريق الدفاع بأن يحاكم المتهمون امام محاكم عسكرية حقيقية او محاكم مدنية فيدرالية، حتى يمكن حماية حقوقهم القانونية بصورة افضل. \r\n وحمدان هو واحد من اربعة متهمين تستعد السلطات لمحاكمتهم عسكرياً، وكان قال انه وعد بجنسية اميركية في حال تعاونه وان عناصر امن عربية شاركت في التحقيق معه. \r\n وتحوي الوثائق لاول مرة ادلة الحكومة اضافة الى دفاعه هو. وقال محاميه العسكري، القومندان البحري تشارلز سويفت، في مقابلة اجريت معه اول من امس: «حمدان يريد المحاكمة. لكنه لا يريد محاكمة بدون قاض مستقل، وبدون ان يتمكن من مواجهة الادلة التي تقدم ضده. هل يمكن ان تسمى هذه محاكمة؟». \r\n ويقضي قانون اللجان العسكرية ان يكون الادعاء والدفاع في ايدي محامين عسكريين، وامام قاض ومحلفين يرتدون الزي العسكري الاميركي. \r\n وكان مفترضاً ان تتواصل جلسات الاستماع تمهيداً لبدء المحاكمات العسكرية في ديسمبر (كانون الاول) او يناير (كانون الثاني) المقبلين، لولا ان القاضي جيمس روبرتسون، بواشنطن، اصدر حكما يوم 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري يقضي بعدم قانونية هذه اللجان سواء بالنسبة للقانون الاميركي او الدولي. وبعد ايام فقط اعلنت وزارة الدفاع (البنتاغون) تعليق محاكمات غوانتانامو التي يحتجز فيها نحو 550 معتقلا الى اجل غير مسمى. \r\n وقدمت الحكومة استئنافا امام محكمة الاستئناف بدائرة كولومبيا، وهو استئناف يمكن ان يستغرق الفصل فيه حوالي العامين. ويحاول محامو حمدان الاسراع بهذه العملية بمخاطبة المحكمة العليا بصورة مباشرة. وفي الطلب الذي قدمه الى المحكمة العليا ارفق سويفت نسخة من شهادة موثقة وقعها حمدان في فبراير (شباط) الماضي وقال فيها انه لا يعمل في شبكة بن لادن وانه توجه من اليمن الى افغانستان للعمل كسائق لاعالة اسرته. ويقول حمدان: «لم اكن مطلقا عضوا في القاعدة ولست ارهابيا». وقال انه التقى صديقا في افغانستان، اخذه الى زعيم «القاعدة» عام 1996. وتابع: «عرض علي اسامة بن لادن وظيفة سائق في مزرعة كان يملكها. واوكل لي مهمة احضار عمال من قرية مجاورة ليعملوا في المزرعة ثم اعيدهم في المساء. وبعد حوالي سبعة اشهر، صار بن لادن يطلب مني ان انقله الى اماكن مختلفة». \r\n وقال انه ظل يعمل سائقا لابن لادن حتى اكتوبر (تشرين الاول) 2001 عندما بدأت القوات الاميركية هجومها على افغانستان وان «آخر مرة كنت فيها مع بن لادن كانت في كابل». وقد حضرت زوجة حمدان وابنته الى باكستان. وقال انه بقي في افغانستان حتى يبيع سيارته ويعود ليعمل سائق سيارة اجرة في اليمن، الا انه وقع في اسر جنود محليين كانوا «يبحثون عن عرب ليبيعوهم الى الاميركيين». وقال انه «بيع» بمبلغ 5000 دولار. وقال: «رغم انني تعاونت مع الاميركيين، فقد تعرضت الى الأذى الجسدي». واضاف انه سافر بشاحنة «اضطررت فيها لاوضاع سببت لي كثيرا من الاذى الجسدي وخاصة في ظهري» كما كنت ارتدي ملابس «تصل درجة الحرارة فيها الى ما تحت الصفر. كنت اشعر ببرد فظيع». وتابع حمدان: «عندما لا اعرف الاجابات على الاسئلة التي يوجهها لي المحققون، كان الجنود يسددون لكمات الى وجهي، وضربات بأحذيتهم. وعندما آخذهم الى مكان كنت توجهت اليه مع اسامة بن لادن، كانوا يهددونني بالموت، او التعذيب او السجن، لانني لم اعرف الاجابة على الاسئلة. كان احد اساليبهم في التهديد وضعهم مسدسا على الطاولة امامي مباشرة ويشيرون اليه ويقولون: ما رأيك في هذا؟». \r\n وقال سويفت انه لم ير أي آثار لجراح على جسم موكله، لكنه اضاف: «استجوبت اشخاصا يمكن ان يثبتوا هذه الاقوال». وقال حمدان انه حمل جوا الى غوانتانامو في يونيو (حزيران) 2002. واوضح انه تعرض للاستجواب مرات عديدة من قبل المباحث الاميركية وبعض قوات الامن العربية. وقال انه سمح له بالاتصال بزوجته مرتين «من اجل تهدئتها». \r\n وقال ان المحققين قالوا له انه اذا ادلى بشهادة ضد سجناء آخرين فانه سيطلق سراحه ويعامل حتى ذلك الوقت معاملة كريمة وربما يمنح جنسية اميركية. وعرضت عليه كذلك وثيقة تثبت انه ارتكب جرائم حرب، وعندما رفض التوقيع عليها اخذوه الى الحبس الانفرادي في زنزانة داخل السجن في ديسمبر 2003. \r\n وقال سويفت انه زار اسرة حمدان في اليمن، بما في ذلك ابنته الثانية التي لم يلتق حمدان بها حتى الآن. واوضح ان حمدان زوج وفي وأب جيد، وانه «مسلم وليس متطرفا». لكن المحكمة تراه على غير هذه الصورة، اذ تقول وثائق الاتهام ان «حمدان عضو مدرب في منظمة «القاعدة»، وقد تدرب على استعمال البنادق العادية واليدوية والآلية». \r\n \r\n * خدمة «لوس انجليس تايمز» خاص ب «الشرق الاوسط»