\r\n هذه الايام الفظيعة للمجتمع الاسرائيلي، حيث فقد المؤمنون ايمانهم بالمستقبل، ايام فظيعة حيث خلاصة اليهودية اصبحت خرقة مضرجة بالدماء، ايام فظيعة يشمت فيها الناس بجيرانهم الذين سيخسرون بيتهم، وآخرون يسارعون الى حمل السلاح في وجه اخوانهم، ايام تحول فيها السبت من يوم راحة الى يوم عمل وفرحة العيد فرحة صدقة، الايام الفظيعة للمجتمع الاسرائيلي حيث يعمل الناس ولا يرون ثمرة عملهم، ايام فيها رجال العمل لا يجدون عملا. \r\n \r\n هذه ايام فظيعة لمجتمع فقد طريقه وانطلاقا من تلك القناعة الداخلية العميقة بان مستقبلا له ولاسرائيل يخيل ان القيم الاساس التي ربطتنا ببعض قد ضاعت: العمل كان قيمة تقدر صاحبها؛ التكافل كان اكثر من صدقات العيد؛ الاطفال كانوا ينهضون في الباصات حينما يصعد اليه شخص كبير، «احترام السن» لم يكن مجرد شعار بل نمط حياة. \r\n \r\n هذه ايامنا العصيبة، اذ ان معظمنا كفوا عن ان يتطلعوا الى المستقبل، والمصاعب اليومية اصبحت لا تطاق، هذه ايام فظيعة تشبه الليالي الطويلة المظلمة والمليئة بالكوابيس وعندما يكون اليوم المقبل غير مرغوب فيه، اذ لا يوجد أمل فيه، نحن مفعمون بالاحساس بانه لا يمكن التغيير ولا يمكن الاصلاح، وان ادوات الاصلاح اللازمة مفقودة، وبشكل عام بان هذه من مسئوليتنا. \r\n \r\n هذه الايام الفظيعة التي لا يوجد فيها مسؤولون، بل مذنبون. ايام فظيعة خُمس ابناء البلاد مميز ضدهم فقط لانهم ابناء دين آخر، هذه ايام فظيعة فيها الفساد، السرقة، التعيينات السياسية، الرشوات اصبحت جزءا من الطريقة، الايام الفظيعة التي يطارد فيها العمال من البلدان الاجنبية ويطردون يكللهم العار بعد ان أُستغلوا وأُهينوا، الايام الفظيعة التي باتت فيها البادرة الانسانية والاجتماعية الطيبة الوحيدة القادرون نحن عليها هي فتح المحفظة، هذه الايام الفظيعة للمجتمع الاسرائيلي التي يخيل فيها اننا فقدنا صوت الصرخة، الامل والقدرة على المطالبة بالعدل، الصحيح والمناسب. \r\n \r\n ولكن في نهاية الايام الفظيعة يصل حساب النفس ربط وحصر خطايانا، اذا ما قمنا بالحساب كما ينبغي سيجعلنا نصل الى النتيجة الحقيقية الواحدة الممكنة: الاعتراف اننا جميعا في نهاية المطاف رفاق ليس اخوة واخوات، ليس عائلة متنازعة في ايام العمل والعيد، بل رفاق في الحلم وفي الطريق ومثل الرفاق علينا ان نمد يدنا الواحد للاخر وبقبضة شجاعة نبدأ باصلاح مفاسدنا الكثيرة حساب النفس هذا يملي مجتمعا يدار كسلسلة بشرية تخلق مجتمعا عادلا وانسانيا، تماما مثلما حلمنا، اذ فقط المستقبل الذي يوجد فيه مكان لنا جميعا، هو المستقبل الممكن. \r\n \r\n \r\n عضو في منتدى الاجماع الاجتماعي \r\n \r\n