\r\n فأفغانستان لا تزال تتعثر في خطواتها بل صارت أقرب الى حافة الدولة المنهارة عوضا عن الاستقرار الذي وعدت به قبل مضي ثلاث سنوات منذ تلك الحملة والجماعات المسلحة تبسط سيطرتها بطول البلاد وعرضها وعائدات انتاج الأفيون المزدهر تعمل على دعم الثوار ماليا ودبت الحركة في جسد طالبان فانتعشت حيث لا تزال تشكل خطرا حقيقيا‚ \r\n \r\n ولا تزال الحالة الأمنية المتردية تهدد الجهود التي تبذلها حكومة قرضاي لبسط سيطرتها وتعوق قدرة حكومة الناس على استعادة نمط حياتهم العادية وتدفع عمال المساعدات الانسانية الذين يعيشون حالة من الخوف والرعب الى مغادرة البلاد‚ \r\n \r\n وبالتأكيد فإن هذه الحالة المتردية وغير المقبولة من شأنها تهديد مصداقية العملية الانتخابية اضافة الى استقرار البلاد وازدهارها وأيضا أمن أوروبا والولايات المتحدة‚ \r\n \r\n ويعزى التحول الحادث الى حقيقتين: الأولى ان المجتمع الدولي لم يمنح أفغانستان قط الأولوية اللازمة التي تستحقها‚ ثانيا ان الآليات والخطط التي طبقت في أفغانستان لم تكن متلائمة مع اشاعة الاستقرار والديمقراطية هناك‚ \r\n \r\n ويقف الحديث بالأرقام شاهدا على هذا‚ فحجم المساعدات المالية التي تعهد بها مؤتمر الدول المانحة لأفغانستان في برلين يقل عن نصف المبلغ الذي طالبت به حكومة قرضاي للسبعة أعوام القادمة والبالغ 27 مليار دولار‚ \r\n \r\n لقد اعتمدت القوات الأميركية على الميليشيات المحلية لمساعدتها على تعقب عناصر طالبان وشبكة «القاعدة» مما عزز من قوة قادة تلك الميليشيات وعرض جهود الحكومة للخطر حيث كانت ترمي لكبح او تنظيم هذه الجماعات المسلحة‚ كما رسخت من عُرف الجماعات الاقليمية المتنافسة لأجل كسب المال والسلطة والقاضي بالعمل بقانون «حكم السلاح» ووضع استراتيجية واشنطن الأمنية رهينة الحلفاء محليين ليسوا بالموثوق بهم‚ وقد انتهزت حركة طالبان فرصة الأوضاع الأمنية المتدهورة لمضاعفة هجماتها‚ \r\n \r\n ويبدو ان المجتمع الدولي قد وقع في فخ الاعتقاد بان اجراء الانتخابات يعني تحقيق الديمقراطية في أفغانستان‚ متناسيا ان الديمقراطية الحقيقية لا تترسخ إلا عقب سيادة حكم القانون وان يتمكن الرئيس من بسط سلطته واحكامها في البلاد‚ وهذا الظرف لم يحن بعد فيما تباطأت جهود المجتمع الدولي لنزع أسلحة الميليشيات‚ حيث تمكن 70% من رجال الميليشيات من استعادة اسلحتهم‚ \r\n \r\n يجب على المجتمع الدولي والتحالف الدولي بقيادة واشنطن القيام بما فشلنا في تحقيقه عقب الاطاحة بطالبان‚ وعلينا صياغة وتطبيق استراتيجية متكاملة للانعاش والازدهار هناك لا تبخل بالموارد والعمالة وتأخذ في الاعتبار الإطار الكلي للأخطار المحدقة أكثر من معالجة بعضها على حساب البعض الآخر‚ \r\n \r\n ويعنى هذا الالتزام بالتعهدات وحل القضايا الملحة في اطار الجهود الجارية‚ ولتحقيق هذه الغاية يجب مضاعفة اعداد القوات العسكرية‚ وعلى الناتو ان يكثف من وجوده الأمني بقوة‚ والميليشيات‚ \r\n