\r\n ومحق وزير المالية، طبعا، إذ لا يضع نصب عينيه إلا مصلحة اسرائيل ويرغب في إحداث انقلاب اقتصادي يحمل اسمه ويُدخله الى سجل القادة الوطنيين العظام. ومحق - وكيف لا - سكرتير الهستدروت الذي تدفعه نظرات الجياع تحت نافذته الى التململ في كرسيه الوثير. \r\n \r\n كلهم على حق وكلهم ذوو نوايا طيبة، وقد قال القدماء عن ذلك ذات يوم ان «الطريق الى جهنم مرصوفة بالنوايا الحسنة»، نحن سننهار رويدا رويدا أو بسرعة، إلا انهم محقون في قولهم أننا سننهار. \r\n \r\n أمامنا ظاهرة مميزة لنا وحدنا: لدينا دولة «آخذة في التعفن» والفساد، حكومة، وهستدروت ومواطنين - دولة كاملة تخرج عن الصراط القويم. نحن لم نخرج بعد الحاويات التي تراكمت في الإضراب السابق في الموانيء، أرباب الصناعة ما زالوا يلعقون جراحهم الموجعة. الموتى أمامنا ولا يقوم أحد بدفنهم. المستوطنون في الضفة الغربية وغزة يُعدون أعنة الجياد ورجال الشرطة والجنود يتدربون في السر على كيفية اخلاء المستوطنين العصاة والرافضين من فوق الأسطح. \r\n \r\n وانتحاريون يُعدون أحزمتهم الناسفة حتى يفجروا انفسهم في باحات وشوارع القدس. وفوق ذلك كله تسمح اسرائيل لنفسها بالإضراب عن كل عمل أو مهنة. صاحبا الذات المريضة، بنيامين نتانياهو وعمير بيرتس، يضربان بعضهما البعض وشعب اسرائيل؟ شعب اسرائيل كيف حاله؟ أيها المجانين إنزلوا عن السطح. \r\n \r\n الملايين في اسرائيل، وربما في الجاليات اليهودية في الشتات، قاموا بشد أكتافهم استغراباً ومروا مر الكرام عن النبأ الذي نشر في وسائل الاعلام مؤخراً: النازيون الجدد يزيدون من قوتهم في ألمانيا. حقا. فهل هذا ما يعنينا الآن؟. \r\n \r\n نحن مشغولون بأنفسنا ومشكلاتنا الصعبة في مجال الأمن والاقتصاد والمجتمع الى حد كبير. لدينا مشكلات كثيرة جدا - ولليهود خاصة في الجاليات الاوروبية مشكلاتهم الخاصة بهم. وماذا إن حصل النازيون الجدد في دولة هامشية مثل ألمانيا على انجازات مهمة؟! \r\n \r\n نحن لا نُخرج أنوفنا خارج النافذة الشرق اوسطية. نحن قلقون جدا من مشكلاتنا الصعبة بحيث لم يعد لدينا اهتمام بما يحدث على مسافة عدة آلاف من الأميال عنا. في السنوات الأخيرة ازدادت كراهية اليهود في أرجاء العالم، وهناك جاليات في اوروبا بدأ الخوف يطل من عيونها. من السهل جدا حل هذه المسألة من خلال القول: «حسنا، فقد كان هناك دائما لاساميون في اوساط الشعوب غير اليهودية». \r\n \r\n ولكن من الأجدر ان نذكر دائما اولئك اللاساميين الذين مدوا أياديهم في الأوقات العصيبة لاسرائيل، لا بل وأسهموا في إقامتها وتأسيسها. سيكون هناك من يقولون ان هذه مشكلة داخلية ألمانية، وان هذا ليس من شأننا نحن وان على المستشار الالماني شرويدر ان يحل مشكلاتهم لأن لدينا فائض من مشكلاتنا الخاصة. \r\n \r\n ليس صحيحا! بالتأكيد هذا الامر ليس صحيحا! صعود النازيين الجدد في ألمانيا هو مسألة خاصة بنا وخاصة جدا. نحن ونحن الذين يتوجب علينا ان نفكر وان نتحرك حتى لا تتحول الدافعية والطاقة اللاسامية النازية الى نار مستعرة كبرى. على «العقل اليهودي» ان يفكر وان يقدم المشورة وان يتحرك الى الأمام. \r\n \r\n وها قد سأل السائل سابقا: أين هو شعب اسرائيل؟ \r\n \r\n \r\n رئيس ديوان رابين سابقا \r\n \r\n