\r\n ويغامر الاجتماع الذي تمت الدعوة اليه لاجل تخصيص الاموال اللازمة لاعادة الاعمار في الضفة الغربية وقطاع غزة, في ان يشهد اختتامه توجيه ضربة جديدة لآمال الفلسطينيين المتعلقة باقامة دولة خاصة بهم, مستقلة حقاً, في كل من الضفة الغربيةوغزة, وعاصمتها القدسالشرقية. والخطر داهم فعلاً. ولكن الزعماء الفلسطينيين, والرئيس عرفات, ورئيس الحكومة احمد قريع, على وجة الخصوص, مستمرون في افتعال المعارك, عاملون بذلك على اضعاف السلطة اكثر, فاكثر, علماً بان الخلاف كان قد تفجر في الوقت الذي يستمر فيه سقوط المزيد من الضحايا في غزة, وعودة وزير الخارجية الاسرائيلية سلان شالوم الى تهديد عرفات »على المفتوح«, من خلال التأكيد على ان مسألة ابعاده قد باتت قاب قوسين او ادنى. علاوة ما ينفذه الجيش الاسرائيلي من عمليات اجتياح للقطاع على اوسع نطاق بحجة القول بان ذلك انما يهدف الى الحيلولة دون اطلاق صواريخ القسام باتجاه بلدة سديروت, والمستوطنات اليهودية المقامة في الاراضي المحتلة. \r\n \r\n وتبعاً لما رشح من معلومات خلال الايام القليلة الماضية, فان اجتماع الدول المانحة لن يتم على اساس خارطة الطريق (التي تمثل المخطط الذي تبنته الرباعية المكونة من الولاياتالمتحدةالامريكية, روسيا, الاتحاد الاوروبي, ومنظمة الاممالمتحدة, والذي من الواضح, وان كان يصب في مصلحة اسرائيل, فهو يعمل على تحديد مسار مفعم بالالتزامات, والاستحقاقات, سواء بالنسبة لرئيس الحكومة الاسرائيلية, او بالنسبة للفلسطينيين), بل سيعقد وفقاً للمخطط احادي الجانب الذي تبناه رئيس الوزراء الاسرائىلي, ومن المقرر ان يتم بموجبه تحقيق الانسحاب من غزة قبل نهاية العام المقبل, بحيث يتم التعويض بشأنه من خلال ضم مساحات واسعة من الضفة الغربية الى اسرائيل, خاصة تلك التي تتكثف فيها المستوطنات الاستعمارية غير القانونية بالنسبة للقرارات والاتفاقيات الدولية. \r\n \r\n وكان قد جرى تبني مخطط فك الارتباط الذي ابتدعه شارون, بصورة واقعية, من قبل ادارة بوش, وذلك في شهر نيسان الماضي, وقت ان سلم الرئيس الامريكي رسالة ضمانات لرئيس الحكومة الاسرائيلية, يعترف من خلالها باستحالة عودة الدولة العبرية الى ما قبل حدود ,1949 السابقة على الاحتلال الذي حدث في عام .1967 وقد تبع هذه الضربة التي وجهت للشرعية الدولية, ضربات اخرى, مثل تلك التي تمثلت في الاعتراف الامريكي, قريب العهد, بما يعرف »بالنمو الطبيعي«, او توسعة المستوطنات الاسرائىلية. اما ما هو ات منها, فمن المحتمل ان يصل في نهاية الشهر, حيث كانت صحيفة هآرتس الاسرائيلية قد اشارت يوم الاحد قبل الماضي الى اعتزام حكومة شارون, التقدم بطلب الى الدول المانحة يقضي بتخصيص اموال من اجل شق طرق للفلسطينيين كذلك. ثم اضافت هآرتس الى ذلك القول بان مثل هذا الطلب الجدير بالرعاية والاهتمام انما يهدف في واقع الامر الى تحقيق امرين ضروريين: انشاء شبكة طرق فلسطينية بديلة لتلك التي دمرت جراء الجدار الذي تواصل اسرائيل بناءه في الضفة الغربية, تشييد شبكة طرق مختلفة عن تلك الاصلية, التي من المقرر ان يقتصر استعمال جزء منها على المستوطنين. ومن الواضح ان هذا المشروع يفترض سلفاً حصول اعتراف دولي بالحقائق القائمة على الارض, بفعل بناء الجدار, الذي تم قبل شهرين بالضبط الاعلان عن عدم قانونيته من قبل محكمة العدل العليا في لاهاي. وليس هذا فقط, بل يؤدي كذلك الى خلق انظمة حياة مختلفة في الضفة الغربيةالمحتلة, فيما يخص المستوطنين الاسرائيليين, الذين يبلغ عددهم ما يقارب 400 الف ( بمن فيهم اولئك الذين يقيمون في القدسالشرقية), وكذلك بالنسبة الى 3 ملايين فلسطيني, الذين يذكرون الى عهد قريب مواطني جنوب افريقيا العنصرية. هذا مع العلم بان للمستوطنين طرقاً ممنوعة على الفلسطينيين. \r\n \r\n ونظراً لاحتشاده خلف متاريس وحراب »الحرب على الارهاب«, وتركيزه على العمليات الدموية التي تحدث في العراق, فان المجتمع الدولي يتطلع من غير اكتراث, لذلك الذي يحدث بالاراضي المحتلة. ولاجل احداث هزة بالنسبة لهذا الاطار المحبط للعزائم, ولهدف توضيح خيبة الامل الفلسطينية, كان ابو علاء قد ارتآى عدم ارسال ممثلين عن السلطة الفلسطينية لحضور اجتماع الدول المانحة. في حين ان عرفات يؤمن باهمية المشاركة, حتى مع وجود اوضاع غير مواتية. وعلى الرغم من كونه معزولاً في رام الله منذ ما يقارب الثلاثة اعوام, فما زال الرئيس الفلسطيني مستمراً في ابداء مرونة تجاه واشنطن, على امل استعادته لدور يكون معترفا به على المسرح الديبلوماسي. ولكنه لم يفهم بان بوش وشارون لن يقدما على فعل ذلك ابداً. وتبعاً لحصيلة لمجمل الاحداث الاخيرة, عمدت الى جمعها صحيفة الجروزاليم بوست فان عرفات كان قد عمد قبل بضعة ايام الى تذكير »ابو علاء« ان من يقود هو الرئيس, وليس رئيس الوزراء. فما كان من احمد قريع الا ان هدد بالاستقالة. ثم, وكما حدث لاربع مرات متتالية في السنة الاخيرة, ما لبث وان عدل عن ذلك. هذا, ويدور الحديث في الفترة الاخيرة عن امكانية حدوث تغيير وزاري في المستقبل القريب. كما يدور الحديث بأن رئيس الوزراء الجديد, هو ناصر القدوة, المندوب الفلسطيني لدى الاممالمتحدة, وابن اخت الرئيس.0 \r\n \r\n عن: المانيفيستو الايطالية