\r\n حلم كان قد استمر لمدة 11 عاما لغاية ان تم الحاق الهزيمة باورتيغا وانتصار فيولتا كامورو. كما ناءت بنظمها تلك الانقسامات التي حلت بالساندينيين بالاضافة الى تفكك التحالفات الاصلية, وكان الانهيار قد بدأ وقت ان شرع بتنفيذ عمليات مصادرة الاراضي, وتصاعد اوار الحرب التي شنتها عصابات الكونتراس, المكونة من طوابير المرتزقة الموالين للولايات المتحدة. \r\n \r\n وكانت كثيرة هي الوفود التي نزلت في ذلك الصباح الباكر من طائرة DC10 الاسبوعية, المملوكة لشركة ايبيريا, لقد كان يوم 13 تموز .1981 وقد شعرت للمرة الاولى بالنشوة العطرية الاستوائية, والاجواء الخاصة التي تسود في تلك البلاد وكنت مدعوا من قبل البيرتو تريدينتي, كممثل لنقابة الصناعات المعدنية الالية »FLM«. وذلك بمناسبة حلول الذكرى الثانية لانتصار الثورة الساندينية الشعبية. \r\n \r\n وكان في انتظارنا الراهب الفرادسيسكاني اورييل مولينا, الذي يشغل منصب مدير المركز التجاري فالديفييزو, المرتبط بلاهوتية الثورة. \r\n \r\n واشار اورييل عند باب الخروج الى نمط من الكهنة الذي كان يقف في حالة ترقب وانضباط: انه السفير البابوي اندريا كورديرو لانتزا من مونثيزيمولو: فمن المؤكد انه كان بانتظار وصول الحقيبة البلوماسية التي تحتوي على اخر التعليمات من حاضرة الفاتيكان. \r\n \r\n القساوسة الوزراء: وبمرور نصف ساعة بالكاد كنا جالسين بمكتب اورييل بمعية الاسقف الاحمر سيرجو مينديس ارشيو من كويرنافاكا »المكسيك«, ووزير الرفاه العائلي, القس ادغار براليس, وكنا مرتاحين ونحن نتبادل اخر ما وصل من روما بشأن القضية الشائكة المتعلقة بالقساوسة - الوزراء, الاربعة, الذي كان وزير خارجية الفاتيكان كازارولي قد سمح بمهلة تقضي ببقائهم في صفوف الحكومة الساندينية شريطة عدم ترأسهم للقداس واقامة الصلوات, وكان البابا يوتيلا معارضا لذلك الى حد الخصام. كما عمد اورييل في اليوم نفسه الى اطلاعنا على صحيفة الجبهة الساندينية »باريكادا« الصادرة قبل ذلك بعدة ايام, حيث كان يعلن القائد الاسطوري زيرو ايدين باستورا قائد المليشيات الشعبية, عن مغادرته نيكاراغوا والذهاب للقتال من اجل تحرير شعب مضطهد اخر في بقعة ما من هذا الكون. \r\n \r\n ولم يكن ذلك سوى واحد من الايام التي انقضت مزدحمة بالاحداث بالنسبة لكافة اعوام الثمانينات وما بعدها, وكنت خلال ساعات قليلة, واعتمادا على مجهودي الشخصي, كنت قد غصت الى اعماق تجربة ثورية, بمستويات خارقة من المشاركة الشعبية, والتي كانت قد احيت الكثير من التوقعات في كافة انحاء العالم: فانطلقت في حملة وطنية لمحو الامية, ترافقت مع حملة للتطعيم المكثف ادت على سبيل المثال, الى القضاء على مرض شلل الاطفال, توازيها مشاريع مفيدة من التعددية السياسية, الاقتصاد المختلط, والعمل بسياسة عدم الانحياز وذلك سعيا وراء بناء اجيال جديدة تحت شعار »ليس من تناقض بين المسيحية والثورة« ولم يمض وقت طويل حتى وقع الصدام بين البابا البولندي والساندينيين. \r\n \r\n ومن بين الاحداث البعيدة على التصديق التي شهدتها تلك الاعوام, هو ما وقع في شهر اذار 1983 بساحة بلازا 19 دي يوليو, عندما صرخ الحبر الاعظم وقد احمرت وجنتاه من الغيظ بالنساء اللواتي كن يتوسلن عبثا بشأن اقامة الصلاة من اجل اثني عشر صبيا, كانوا قد قتلوا للتو على يد مجموعة من الكونتراس. \r\n \r\n وكان مما قال: »ان الكنسية هي الاولى في السعي الى احلال السلام« علما بانه تم ايقاف اولئك القساوسة - الوزراء عن ممارسة ما يترتب عليهم من الواجبات اللاهوتية في الوقت الذي ابعد فيه الراهب اورييل عن وظيفته كخوري في كنسية باريو ريغويرو, وذلك بناء على اوامر الاسقف ميغويل اوباندو واي برافو الذي كان يتلقى الاموال من جهاز المخابرات المركزية الامريكية »سي. آي. ايه«. \r\n \r\n وكان يوتيلا وخلال فترة معادة الدولة الساندينية الصغيرة قد عمد الى توثيق علاقاته مع النموذج القبيح الاخر, الاقوى فوق سطح الارض في تلك اللحظة: الا وهو رئيس الولاياتالمتحدة لولايتين, رونالد ريغان. \r\n \r\n فكانت ثمانية اعوام قاسية من الحرب العدوانية: بدءا من انطلاقة الكونتراس, التي كان يمولها عن طريق تهريب المخدرات وبيع الاسلحة لايران بطريقة سرية, وانتهاء بعملية زرع الالغام في الموانئ النيكاراغوية »والتي كلفته ادانة فظيعة صدرت عن محكمة العدل الدولية في لاهاي بتهمة ممارسة ارهاب الدولة, وشعرنا في لحظات كثيرة بمداهمة خطر تدخل المارينز, تماما كما كان الحال عليه عشية غزو الولاياتالمتحدة لجزيرة غرينادا في شهر تشرين اول عام 1983 وقت ان عمد قادة الثورة التسعة, علاوة على تحريك مظاهرة حاشدة على غير العادة الى تعبئة الجماهير من اجل اعداد الملاجئ ضد غارات الطيران بحيث تكون قريبة من البيوت. \r\n \r\n هذا في الوقت الذي شهدت فيه نهاية يوم عمل, حضور الاف الاشخاص من كافة الاعمار والاجناس في مراكز تدريب بالعاصمة, والذين تمكنوا خلال اسابيع قليلة من بث الروح بكتائب الاحتياط. فشعب مسلح كان قد مثل الرادع الحقيقي لخيار القوة الذي كان قد جهز له البيت الابيض. \r\n \r\n وعلى كل حال, فلم يكن ايدين باستورا قد غادر البلاد مقتفيا اثر تشي غيفارا, فقد اعلن في شهر اذار 81 انه سيواجه بنادقه الى رفاقه السابقين من الجبهة الساندينية للتحرر الوطني »Fsin« المجرّمين نتيجة تنكرهم لافكار ساندينو من خلال عملهم على »فرض الديكتاتورية الشيوعية«, وبالامكان القول ان ايدين لم ينضم بالكامل الى صفوف الكونتراس الذين يتلقون التمويل من واشنطن. \r\n \r\n وهو يفتقر اليوم الى النقود, ومجرد من هالة القائد, واصبح بامكان اي كان مقابلته كمرشح غير محتمل للعاصمة ماناغوا.0 \r\n