\r\n من الواضح ان الجمهورية الاسلامية «متخندقة» بصورة جيدة وليست تلك البلاد التي تقف على حافة الثورة كما يتهيأ للبعض‚ فالقوى الملتزمة بالمحافظة على النظام الحالي القائم تسيطر بقوة على الاوضاع‚ وهي السلطات الوحيدة التي يمكن الالتقاء معها واجراء حوار مسؤول معها حول العديد من القضايا‚ ومن الضروري ان تبدأ الولاياتالمتحدة في اجراء الاتصالات وفتح الحوارات مع ايران بدل الانتظار لحين سقوط النظام وهو امر مشكوك في حدوثه‚ هذا التقرير الذي يورد هذه الحقائق شارك في اعداده مستشار الامن القومي السابق زبيغنيو بريجنسكي والمدير السابق لل «سي‚ آي‚ ايه» روبرت كيتس‚ والكثير من الخبراء أصحاب الخبرات والخلفيات الفنية والمتنوعة‚ \r\n \r\n ويقر واضعو التقرير ان الجهود الماضية للتواصل مع النظام الاسلامي في ايران قد فشلت‚ واذا ما استمرت الولاياتالمتحدة في التعاطي مع ايران بنفس الاسلوب الحالي فإن اي مفاتحات لعلاقات افضل بين البلدين سيكون محكوما عليها بالفشل‚ \r\n \r\n هناك تطوران حدثا مؤخرا يبرزان الأولويات الملحة في السياسات الاميركية تجاه ايران وهما التحقيقات الجارية التي تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيما يتعلق ببرنامج ايران النووي وتطور الاوضاع في العراق وايران وهذا يبرز مدى اهمية ايران في السياسة الخارجية الاميركية‚ \r\n \r\n وتتوصل الوثيقة الى رأي يقول ان ايران تشهد الآن عملية تغيير داخلية تدريجية وهذه العملية سينتج عنها ظهور حكومة اكثر تحملا للمسؤولية تجاه مواطنيها وتجاه المجتمع الدولي‚ واذا ما نظرنا الى طبيعة الاحداث الجارية فإن الضرورة تحتم على الولاياتالمتحدة التعامل مع النظام الحالي بدل انتظار سقوطه‚ ان عملية اجراء حوار ليس بالامر السهل بل هي عملية تتطلب الاعداد لها بشكل جيد بحيث يسبقها اجراء خطوات لبناء الثقة بين البلدين والانخراط التدريجي المتزايد القائم على اسس انتقائية من اجل تعزيز الاستقرار الاقليمي واقناع ايران بالتخلي عن برنامجها النووي وتقليل مخاطر الارهاب‚ \r\n \r\n ومن الممكن للولايات المتحدة‚ التعامل مع ايران بنفس الاسلوب الذي سبق وان تعاملت به مع الصين والاتحاد السوفياتي القائم على اقامة علاقات بناءة معها‚ وفي نفس الوقت معارضتها بقوة في بعض المجالات المتعلقة بسياساتها الداخلية والخارجية‚ فعلى واشنطن ان تقترب وتتواصل مع ايران مع وجود الاستعداد لديها لاستكشاف مجالات المصالح المشتركة‚ والاستمرار ايضا في سياسة ابداء الاعتراضات على بعض القضايا التي لا يوجد اتفاق بشأنها‚ ليس من الضروري التوصل الى «مساومة كبرى» مع ايران تسوي النزاعات المعلقة معها دفعة واحدة بل من الممكن ان يتم الانخراط معها بشأن القضايا التي تلتقي فيها المصالح الاميركية مع المصالح الايرانية‚ وهذا يعني القليل من العصي والكثير من الجزر‚ \r\n \r\n ان اعتماد الولاياتالمتحدة على فرض عقوبات احادية الجانب لم ينجح في تغيير السلوك الايراني وحرم واشنطن من الكثير من المنافع وخاصة الاقتصادية منها‚ \r\n \r\n ان على الولاياتالمتحدة ان تأخذ بسياسة تعزيز الديمقراطية وليس السعي لتغيير النظام في ايران لأن هذا الاسلوب يؤدي الى اثارة المشاعر القومية ويدفع الكثيرين للدفاع عن النظام الحالي حتى بالنسبة لمن يعارض النظام‚ ان على اميركا ان تركز بدل ذلك على دفع النظام الايراني للتطور سياسيا بحيث يتم ايجاد مؤسسات ديمقراطية اقوى ويشجع ايران على اقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية اكثر قوة وحصانة مع العالم الخارجي‚ \r\n \r\n ومن التوصيات التي خرج بها فريق العمل ما يلي: \r\n \r\n 1 - ان تعرض الولاياتالمتحدة على ايران اقامة حوار مباشر حول بعض القضايا المحددة ذات الطابع الاقليمي بتشجيع الانخراط الايراني البناء في العراق وافغانستان‚ \r\n \r\n 2 - ممارسة الضغوط على ايران للافصاح عن وضع اعضاء القاعدة الذين تحتجزهم مع جعل الحوار مشروطا على اساس عدم تشجيع ايران للعنف ضد الحكومتين العراقية والافغانية‚ وفي نفس الوقت العمل مع الحكومة العراقية لحل حركة مجاهدين خلق اكبر الجماعات المعارضة للجمهورية الاسلامية في ايران‚ \r\n \r\n 3 - ان على ايران ان تفهم بوضوح انها اذا لم تتعاون بصورة حقيقية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية فإنها ستواجه فرض عقوبات دولية عليها تقرر من قبل مجلس الامن الدولي‚ ومن الممكن التعاون مع الحلفاء الاوروبيين وروسيا لدفع ايران لأخذ موقف اكثر تعاونا في المجال النووي‚ \r\n \r\n 4 - الانخراط بصورة اكبر في عملية السلام في الشرق الاوسط بحيث تبذل واشنطن جهودا جدية من أجل التوصل الى تسوية سلمية للصراع العربي - الاسرائيلي‚ \r\n \r\n 5 - اقامة روابط سياسية وثقافية واقتصادية بين الشعب الايراني والعالم الخارجي والسماح للمنظمات غير الحكومية بالعمل في ايران والسماح لايران بتقديم طلب للانضمام لمنظمة التجارة العالمية‚ فالعزلة الايرانية تعوق الشعب الايراني عن المطالبة بحكومة اكثر ديمقراطية ويقوي في نفس الوقت من سطوة المتشددين الذين لديهم الاستعداد لمواجهة بقية العالم وبأي تكلفة كانت‚ \r\n