نقابة المحامين تدعو الجمعية العمومية لمناقشة تعديل المعاشات واعتماد الميزانيات    لاجارد تترأس مجموعتين ببنك التسويات الدولية خلفا ل جيروم باول    13.439 مليار جنيه صافي أرباح بنك التعمير والإسكان حتى نهاية سبتمبر 2025    سعر كرتونه البيض الأحمر والأبيض للمستهلك اليوم الأربعاء 12نوفمبر2025 فى المنيا    رسميًا.. ستاندرد بنك يفتتح مكتبًا في مصر لتعزيز الاستثمارات بين إفريقيا والشرق الأوسط    جوتيريش يجدد مطالبة إسرائيل بالانسحاب ووقف الاعتداءات على لبنان    منتخب إيطاليا يفقد ثنائيا بارزا في تصفيات مونديال 2026    بث مباشر.. تونس تواجه موريتانيا وديًا اليوم ضمن استعدادات كأس الأمم الإفريقية 2025    توخيل يحمّل لاعبي إنجلترا مسؤولية إشعال أجواء ملعب ويمبلي    كرة يد - بعثة سموحة تصل الإمارات مكتملة تحضيرا لمواجهة الأهلي في السوبر    انتشال جثة شاب من تحت أنقاض عقار الجمرك المنهار بالإسكندرية    ضبط مصنع حلويات بدون ترخيص في بني سويف    ما عدد التأشيرات المخصصة لحج الجمعيات الأهلية هذا العام؟.. وزارة التضامن تجيب    تعليم دمياط تعقد اجتماعا استعدادا لانتخابات مجلس النواب 2025    للمرة الثانية.. حجز الفنان محمد صبحي في الرعاية المركزة    محمود الليثى باكيا من عزاء إسماعيل الليثى: مع السلامة يا طيب    أسماء جلال ترد بطريقتها الخاصة على شائعات ارتباطها بعمرو دياب    المتحف المصري الكبير ينظم الدخول ويخصص حصة للسائحين لضمان تجربة زيارة متكاملة    انطلاق اختبارات «مدرسة التلاوة المصرية» بالأزهر لاكتشاف جيل جديد من قراء القرآن    استشاري مناعة يوجه رسالة تحذيرية عن لقاح الإنفلونزا (فيديو)    طريقة عمل فتة الشاورما، أحلى وأوفر من الجاهزة    هبة التميمي: المفوضية تؤكد نجاح الانتخابات التشريعية العراقية بمشاركة 55%    البابا تواضروس الثاني يستقبل سفيرة المجر    بعد افتتاح المتحف المصري الكبير.. آثارنا تتلألأ على الشاشة بعبق التاريخ    جنوب سيناء.. تخصيص 186 فدانا لزيادة مساحة الغابة الشجرية في مدينة دهب    بحماية الجيش.. المستوطنون يحرقون أرزاق الفلسطينيين في نابلس    19 ألف زائر يوميًا.. طفرة في أعداد الزائرين للمتحف المصري الكبير    ذكرى رحيل الساحر الفنان محمود عبد العزيز فى كاريكاتير اليوم السابع    الرئيس السيسي يصدق على قانون الإجراءات الجنائية الجديد    نجم مانشستر يونايتد يقترب من الرحيل    الغرفة التجارية بمطروح: الموافقة على إنشاء مكتب توثيق وزارة الخارجية داخل مقر الغرفة    رئيس الوزراء يتفقد أحدث الابتكارات الصحية بمعرض التحول الرقمي    عاجل- محمود عباس: زيارتي لفرنسا ترسخ الاعتراف بدولة فلسطين وتفتح آفاقًا جديدة لسلام عادل    «المغرب بالإسكندرية 5:03».. جدول مواقيت الصلاة في مدن الجمهورية غدًا الخميس 13 نوفمبر 2025    بتروجت يواجه النجوم وديا استعدادا لحرس الحدود    الرقابة المالية تتيح لشركات التأمين الاستثمار في الذهب لأول مرة في مصر    «عندهم حسن نية دايما».. ما الأبراج الطيبة «نقية القلب»؟    موعد مباراة مصر وأوزبكستان الودية.. والقنوات الناقلة    عاجل- رئيس الوزراء يشهد توقيع مذكرة تفاهم بين مصر ولاتفيا لتعزيز التعاون فى مجالات الرعاية الصحية    اليابان تتعاون مع بريطانيا وكندا في مجالي الأمن والاقتصاد    وزير دفاع إسرائيل يغلق محطة راديو عسكرية عمرها 75 عاما.. ومجلس الصحافة يهاجمه    «العمل»: التفتيش على 257 منشأة في القاهرة والجيزة خلال يوم    إطلاق قافلة زاد العزة ال71 بحمولة 8 آلاف طن مساعدات غذائية إلى غزة    نهلة الصعيدي: الأزهر ظل عبر تاريخه الطويل منارة للعلم وموئلا للطلاب من شتى بقاع الأرض    الحبيب الجفرى: مسائل التوسل والتبرك والأضرحة ليست من الأولويات التى تشغل المسلمين    دار الإفتاء توضح حكم القتل الرحيم    الأهلي يضع تجديد عقد ديانج في صدارة أولوياته.. والشحات يطلب تمديدًا لعامين    المشدد 15 و10 سنوات للمهتمين بقتل طفلة بالشرقية    القليوبية تشن حملات تموينية وتضبط 131 مخالفة وسلع فاسدة    قصر العينى يحتفل بيوم السكر العالمى بخدمات طبية وتوعوية مجانية للمرضى    «لو الطلاق بائن».. «من حقك تعرف» هل يحق للرجل إرث زوجته حال وفاتها في فترة العدة؟    وزير الخارجية يعلن انعقاد المنتدى الاقتصادي المصري – التركي خلال 2026    الداخلية تضبط 316 كيلو مخدرات و55 قطعة سلاح ناري خلال يوم    «وزير التنعليم»: بناء نحو 150 ألف فصل خلال السنوات ال10 الماضية    رئيس هيئة الرقابة المالية يبحث مع الأكاديمية الوطنية للتدريب تطوير كفاءات القطاع غير المصرفي    المصرية جمانا نجم الدين تحصد لقب أفضل قنصل لعام 2025 في المملكة المتحدة    اليوم.. محاكمة 6 متهمين ب "داعش أكتوبر"    دعاء الفجر | اللهم ارزق كل مهموم بالفرج واشفِ مرضانا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حصيلة حرب العراق التعيسة
نشر في التغيير يوم 03 - 07 - 2004


\r\n
\r\n
كذلك الأمر بالنسبة الى صدام حسين، ف «الجريمة» التي ارتكبها في نظر أميركا وبريطانيا لم تكن في سجله البائس في انتهاك حقوق الإنسان بل في تحديه للسيطرة الأميركية السياسية والعسكرية على منطقة الخليج الاستراتيجية التي تحوي ثلثي الاحتياطي النفطي في العالم، يضاف إلى ذلك أن الاحتياطي في العراق نفسه يعتبر الثاني في العالم بعد السعودية. ولذا فإن مجرد فكرة أن يسيطر صدام تماما على حنفية النفط كانت أمراً لا يحتمل بالنسبة الى الخبراء الاستراتيجيين الغربيين.
\r\n
لذلك فإن حرب العراق عام 2003 لم تكن مفاجئة بل هي تتويج لمسار طويل يعود إلى الحرب العالمية الأولى ويهدف إلى حماية توريد النفط إلى الغرب. ولعل أبرز المحطات في هذا المسار كانت الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات (حين كانت السياسة الغربية اللا أخلاقية ترمي إلى إطالة هذه الحرب قدر الإمكان بحيث تؤدي إلى إنهاك الطرفين). وكانت المحطة الثانية هي سياسة »الاحتواء المزدوج« الأميركية التي كانت ترمي إلى تحييد إيران والعراق معا في الوقت الذي أخذت أميركا تبني حضوراً عسكرياً ساحقاً في الخليج.
\r\n
ثم جاء اجتياح صدام المتهور للكويت والذي وفر الذريعة لعملية «عاصفة الصحراء» عام .1991 فهزم العراق وأخرج من الكويت وجرى تقسيمه إلى مناطق حظر جوي، ثم تم إذلاله خلال 12 سنة بواسطة العقوبات الدولية الصارمة ليعود فيواجه منذ 15 شهراً حرباً ثانية سميت «عملية الحرية للعراق» التي أدت إلى تدمير متعمد لدولة العراق ومؤسساتها كافة. فقد نهبت 17 وزارة من أصل 23، كما نهب المتحف الوطني والمكتبة الوطنية والمستشفيات والجامعات وكل إدارة عامة يمكن أن يصل إليها اللصوص تحت سمع القوات الأمريكية وبصرها. وكانت الوزارة الوحيدة التي حظيت بحماية أميركا هي وزارة النفط.
\r\n
فهل يمكن القول بعد هذا كله أن الحرب كانت من أجل النفط؟ أجل إنها كانت كذلك. لا من أجل نفط العراق وحده بل من أجل ضمان الهيمنة الأميركية على منابع هذه الموارد الحيوية. فالاقتصاد الأميركي يعتمد على استمرار تدفق النفط الرخيص من الشرق الأوسط. ولذا فلا يسمح لأي حاكم محلي أو أي نظام بتحدي هذا «الواقع» الذي فرضته القوة الأميركية.
\r\n
المؤامرة
\r\n
على أن ما سبق ليس كل الحكاية فأهداف أميركا في الهيمنة الاقتصادية الشاملة جرى تطعيمها بمجموعة أهداف أخرى خاصة بإسرائيل. فلقد استطاعت مجموعة من الصهاينة الأميركيين من أنصار ليكود التسلل إلى الحكومة الأميركية والوصول إلى احتلال مراكز رئيسية في وزارة الدفاع وفي مكتب نائب رئيس الجمهورية ومجلس الأمن القومي.
\r\n
وإذ كانت إدارة بوش تجهد للرد على هجمات القاعدة المدمرة في 11 سبتمبر، اغتنم بعض أعضاء هذه المجموعة الصهيونية وعلى رأسها بول ولفوفيتز، نائب وزير الدفاع، ليفرضوا الأجندة الخاصة بهم. وكان الهدف السياسي الرئيسي في هذه الأجندة قلب نظام صدام الذي اعتبروه مصدر تهديد خطير لإسرائيل بعد أن استطاع الاستمرار في الحرب على إيران طوال ثماني سنوات. ولكي يدعموا حجتهم في الحرب على العراق عام 2003، اخترعوا نظرية مفادها أن «تغيير النظام» وفرض «الديموقراطية» سيؤديان كما في لعبة الدومينو إلى انهيار أنظمة الحكم في سوريا وإيران وإلى ترويض السعودية ومصر. وهكذا ينقلب ميزان القوى في المنطقة بأسرها لصالح إسرائيل وأميركا، ويتم الحفاظ على احتكار إسرائيل لأسلحة الدمار الشامل نهائياً، ويتاح لشارون أن يدمر الفلسطينيين وآمالهم الوطنية ويستولي على ما تبقى من الضفة الغربية.
\r\n
أما مسيرة السلام العربي الإسرائيلي، فيتم في هذه الأثناء وضعها على الرف ريثما يتاح لإسرائيل وما تملكه من قوة وجبروت أن تفرض شروطها الجائرة على عالم عربي مهزوم.
\r\n
إلى جانب ذلك قامت مجموعة يمينية من تيار المحافظين الجدد بالسيطرة على مجلس الأمن القومي في إدارة بوش واستطاعت من خلال حرب مريرة أن تسكت أصوات الانتقاد في وزارة الخارجية وفي الوكالة المركزية للاستخبارات. وأسماء هؤلاء معروفة في العالم بأسره: بول ولفوفيتز، وريتشارد بيرل، ودوغلاس فايث، ولويس ليبي، ودافيد ورمزر، ووليام لوتي، وآخرون كثيرون أقل شهرة. ويؤمن المنظرون من هؤلاء المحافظين الجدد أن مصالح أميركا وإسرائيل متشابهة ومتطابقة.
\r\n
أسباب الفشل
\r\n
ولكي يدعموا وجهة نظرهم في ضرورة الحرب على العراق كان على المتآمرين أن يثبتوا بأن صدام يمتلك أسلحة دمار شامل وأنه على صلة بإرهابيي 11 ايلول وأنه يشكل خطراً وشيكاً. وقد تتطلب ذلك فبركة معلومات كاذبة ونشرها على أوسع نطاق. وقد عهد بمهمة إفساد المخابرات الأميركية إلى «مكتب الخطط الخاصة» الذي حصيلة حرب العراق التعيسة- باتريك سيل
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
سواء ثبت أن تسليم السيادة كان إنجازاً أو على الأرجح فشلاً، فإنه يتيح الفرصة لإلقاء نظرة على كشف الحساب النهائي للحرب الأنغلو أميركية في العراق.
\r\n
لا شك أن الاجتياح الوحشي لاحتلال العراق في آذار 2003 كان مشروعاً استعمارياً بحتاً. بل هو تكرار أكثر عنفاً للمغامرة التي أقدمت عليها كلا الدولتين منذ خمسين عاماً حين قلبت نظام الدكتور محمد مصدق في إيران عام 1953 .فلقد كانت «جريمة» مصدق هي تأميم شركة النفط الأنغلو إيرانية التي كانت بريطانيا تملك فيها حصة الأسد، وهي عملية تهدد النفوذ البريطاني في أنحاء الشرق الأوسط كافة. ففي الحملة التي سميت وقتئذ عملية أجاكس، لجأ عملاء بريطانيا وأميركا إلى افتعال تظاهرات في طهران - هرب خلالها الشاه المرعوب إلى بغداد - في حين تم إعدام العديد من الضباط المناهضين للشاه وتوقيف البطل الوطني مصدق وإيداعه السجن. وكانت النقمة الكامنة في صفوف الشعب لدى عودة الشاه كدمية أميركية هي التي مهدت السبيل للثورة الإسلامية عام 1979 .
\r\n
كذلك الأمر بالنسبة الى صدام حسين، ف «الجريمة» التي ارتكبها في نظر أميركا وبريطانيا لم تكن في سجله البائس في انتهاك حقوق الإنسان بل في تحديه للسيطرة الأميركية السياسية والعسكرية على منطقة الخليج الاستراتيجية التي تحوي ثلثي الاحتياطي النفطي في العالم، يضاف إلى ذلك أن الاحتياطي في العراق نفسه يعتبر الثاني في العالم بعد السعودية. ولذا فإن مجرد فكرة أن يسيطر صدام تماما على حنفية النفط كانت أمراً لا يحتمل بالنسبة الى الخبراء الاستراتيجيين الغربيين.
\r\n
لذلك فإن حرب العراق عام 2003 لم تكن مفاجئة بل هي تتويج لمسار طويل يعود إلى الحرب العالمية الأولى ويهدف إلى حماية توريد النفط إلى الغرب. ولعل أبرز المحطات في هذا المسار كانت الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات (حين كانت السياسة الغربية اللا أخلاقية ترمي إلى إطالة هذه الحرب قدر الإمكان بحيث تؤدي إلى إنهاك الطرفين). وكانت المحطة الثانية هي سياسة »الاحتواء المزدوج« الأميركية التي كانت ترمي إلى تحييد إيران والعراق معا في الوقت الذي أخذت أميركا تبني حضوراً عسكرياً ساحقاً في الخليج.
\r\n
ثم جاء اجتياح صدام المتهور للكويت والذي وفر الذريعة لعملية «عاصفة الصحراء» عام .1991 فهزم العراق وأخرج من الكويت وجرى تقسيمه إلى مناطق حظر جوي، ثم تم إذلاله خلال 12 سنة بواسطة العقوبات الدولية الصارمة ليعود فيواجه منذ 15 شهراً حرباً ثانية سميت «عملية الحرية للعراق» التي أدت إلى تدمير متعمد لدولة العراق ومؤسساتها كافة. فقد نهبت 17 وزارة من أصل 23، كما نهب المتحف الوطني والمكتبة الوطنية والمستشفيات والجامعات وكل إدارة عامة يمكن أن يصل إليها اللصوص تحت سمع القوات الأمريكية وبصرها. وكانت الوزارة الوحيدة التي حظيت بحماية أميركا هي وزارة النفط.
\r\n
فهل يمكن القول بعد هذا كله أن الحرب كانت من أجل النفط؟ أجل إنها كانت كذلك. لا من أجل نفط العراق وحده بل من أجل ضمان الهيمنة الأميركية على منابع هذه الموارد الحيوية. فالاقتصاد الأميركي يعتمد على استمرار تدفق النفط الرخيص من الشرق الأوسط. ولذا فلا يسمح لأي حاكم محلي أو أي نظام بتحدي هذا «الواقع» الذي فرضته القوة الأميركية.
\r\n
المؤامرة
\r\n
على أن ما سبق ليس كل الحكاية فأهداف أميركا في الهيمنة الاقتصادية الشاملة جرى تطعيمها بمجموعة أهداف أخرى خاصة بإسرائيل. فلقد استطاعت مجموعة من الصهاينة الأميركيين من أنصار ليكود التسلل إلى الحكومة الأميركية والوصول إلى احتلال مراكز رئيسية في وزارة الدفاع وفي مكتب نائب رئيس الجمهورية ومجلس الأمن القومي.
\r\n
وإذ كانت إدارة بوش تجهد للرد على هجمات القاعدة المدمرة في 11 سبتمبر، اغتنم بعض أعضاء هذه المجموعة الصهيونية وعلى رأسها بول ولفوفيتز، نائب وزير الدفاع، ليفرضوا الأجندة الخاصة بهم. وكان الهدف السياسي الرئيسي في هذه الأجندة قلب نظام صدام الذي اعتبروه مصدر تهديد خطير لإسرائيل بعد أن استطاع الاستمرار في الحرب على إيران طوال ثماني سنوات. ولكي يدعموا حجتهم في الحرب على العراق عام 2003، اخترعوا نظرية مفادها أن «تغيير النظام» وفرض «الديموقراطية» سيؤديان كما في لعبة الدومينو إلى انهيار أنظمة الحكم في سوريا وإيران وإلى ترويض السعودية ومصر. وهكذا ينقلب ميزان القوى في المنطقة بأسرها لصالح إسرائيل وأميركا، ويتم الحفاظ على احتكار إسرائيل لأسلحة الدمار الشامل نهائياً، ويتاح لشارون أن يدمر الفلسطينيين وآمالهم الوطنية ويستولي على ما تبقى من الضفة الغربية.
\r\n
أما مسيرة السلام العربي الإسرائيلي، فيتم في هذه الأثناء وضعها على الرف ريثما يتاح لإسرائيل وما تملكه من قوة وجبروت أن تفرض شروطها الجائرة على عالم عربي مهزوم.
\r\n
إلى جانب ذلك قامت مجموعة يمينية من تيار المحافظين الجدد بالسيطرة على مجلس الأمن القومي في إدارة بوش واستطاعت من خلال حرب مريرة أن تسكت أصوات الانتقاد في وزارة الخارجية وفي الوكالة المركزية للاستخبارات. وأسماء هؤلاء معروفة في العالم بأسره: بول ولفوفيتز، وريتشارد بيرل، ودوغلاس فايث، ولويس ليبي، ودافيد ورمزر، ووليام لوتي، وآخرون كثيرون أقل شهرة. ويؤمن المنظرون من هؤلاء المحافظين الجدد أن مصالح أميركا وإسرائيل متشابهة ومتطابقة.
\r\n
أسباب الفشل
\r\n
ولكي يدعموا وجهة نظرهم في ضرورة الحرب على العراق كان على المتآمرين أن يثبتوا بأن صدام يمتلك أسلحة دمار شامل وأنه على صلة بإرهابيي 11 ايلول وأنه يشكل خطراً وشيكاً. وقد تتطلب ذلك فبركة معلومات كاذبة ونشرها على أوسع نطاق. وقد عهد بمهمة إفساد المخابرات الأميركية إلى «مكتب الخطط الخاصة» الذي يرأسه أبراهام شولسكي. وهذا المكتب الذي هو عبارة عن وحدة خاصة بالاستخبارات في وزارة الدفاع أنشأه دوغلاس فايث، وكيل الوزارة للسياسة الدفاعية، وهو يعتمد على المعلومات الكاذبة التي يغذيه بها عراقيو المهجر، ويوردها أحمد الجلبي وحزب المؤتمر الوطني العراقي الذي يتزعمه. وكان الجلبي هو الذي وقع عليه الاختيار من قبل المحافظين الجدد ليرأس الحكومة بعد قلب نظام صدام.
\r\n
وفي سعيهم المحموم من أجل الحرب، زعم المحافظون الجدد بأن القوات الأميركية ستستقبل بالورود كونها جاءت لتحرير البلاد. ونتيجة لذلك جرى اعتماد قوات غير كافية للانتشار في العراق وأهمل كل تخطيط لما يجب فعله بعد الحرب. وتبع ذلك عدد كبير من الأخطاء الفادحة كان أهمها وأخطرها قرار بول بريمر الحاكم الأمريكي بحل الجيش العراقي وطرد جميع البعثيين من وظائف الدولة وتحويل نحو 450 ألف شخص إلى عاطلين عن العمل.
\r\n
ومع تصاعد المقاومة الشعبية، تصاعدت عمليات القمع الأميركية وأبرزها الغارات المروعة على الفلوجة والمعارك الضارية ضد جيش المهدي الذي يتزعمه مقتضى الصدر والتوقيف العشوائي لنحو 12 ألف عراقي، والاعتداء على السجناء وتعذيبهم في أبو غريب وغيره من سجون العراق.
\r\n
أما ثمن كل ذلك فقد كان باهظاً جداً: ما لا يقل عن 17500 قتيل عراقي مدنيين وعسكريين، و40 ألف جريح، وما يقرب من ألف قتيل أميركي و10 آلاف جريح. أما التكاليف المالية، فقد بلغت حتى الآن 150 بليون دولار بالإضافة إلى ما ستدعو الحاجة إليه من أموال في العام المقبل.
\r\n
\r\n
وأما التكاليف الأخرى فيصعب حسابها ولكنها حتماً باهظة: ما لحق بمصداقية أميركا من ضرر وبمكانتها في العالم، وما أصاب معنويات قواتها المسلحة وأصاب علاقاتها مع أوروبا والوحدة الأوروبية التي أضعفها ارتداد توني بلير وانضمامه إلى أميركا. وقد يحتاج الأمر سنوات، بل عشرات السنين كي يتم دفع فاتورة التكاليف الكاملة.
\r\n
إلى جانب ذلك كله تسببت الحرب في تعبئة جيش كبير من المجاهدين المستعدين والحريصين على ضرب أمريكا وحلفائها حيث ما أمكنهم وفي أي وقت كان. وستستمر بلاد كثيرة من اندونيسيا الى أسبانيا، ومن تركيا الى السعودية، في دفع ثمن الأخطاء الأميركية الباهظ. وأما الأمن العالمي، لم يكن يوما أكثر هشاشة منه الآن.
\r\n
وبعد فلقد أدى تحالف إدارة بوش مع اليمين الإسرائيلي ومؤيديه الأميركيين إلى أكبر كارثة حلت بالسياسة الخارجية الأميركية في العصر الحديث وجعلت العالم عرضة للخطر الشديد.
\r\n
الحياة
\r\n
يرأسه أبراهام شولسكي. وهذا المكتب الذي هو عبارة عن وحدة خاصة بالاستخبارات في وزارة الدفاع أنشأه دوغلاس فايث، وكيل الوزارة للسياسة الدفاعية، وهو يعتمد على المعلومات الكاذبة التي يغذيه بها عراقيو المهجر، ويوردها أحمد الجلبي وحزب المؤتمر الوطني العراقي الذي يتزعمه. وكان الجلبي هو الذي وقع عليه الاختيار من قبل المحافظين الجدد ليرأس الحكومة بعد قلب نظام صدام.
\r\n
وفي سعيهم المحموم من أجل الحرب، زعم المحافظون الجدد بأن القوات الأميركية ستستقبل بالورود كونها جاءت لتحرير البلاد. ونتيجة لذلك جرى اعتماد قوات غير كافية للانتشار في العراق وأهمل كل تخطيط لما يجب فعله بعد الحرب. وتبع ذلك عدد كبير من الأخطاء الفادحة كان أهمها وأخطرها قرار بول بريمر الحاكم الأمريكي بحل الجيش العراقي وطرد جميع البعثيين من وظائف الدولة وتحويل نحو 450 ألف شخص إلى عاطلين عن العمل.
\r\n
ومع تصاعد المقاومة الشعبية، تصاعدت عمليات القمع الأميركية وأبرزها الغارات المروعة على الفلوجة والمعارك الضارية ضد جيش المهدي الذي يتزعمه مقتضى الصدر والتوقيف العشوائي لنحو 12 ألف عراقي، والاعتداء على السجناء وتعذيبهم في أبو غريب وغيره من سجون العراق.
\r\n
أما ثمن كل ذلك فقد كان باهظاً جداً: ما لا يقل عن 17500 قتيل عراقي مدنيين وعسكريين، و40 ألف جريح، وما يقرب من ألف قتيل أميركي و10 آلاف جريح. أما التكاليف المالية، فقد بلغت حتى الآن 150 بليون دولار بالإضافة إلى ما ستدعو الحاجة إليه من أموال في العام المقبل.
\r\n
\r\n
وأما التكاليف الأخرى فيصعب حسابها ولكنها حتماً باهظة: ما لحق بمصداقية أميركا من ضرر وبمكانتها في العالم، وما أصاب معنويات قواتها المسلحة وأصاب علاقاتها مع أوروبا والوحدة الأوروبية التي أضعفها ارتداد توني بلير وانضمامه إلى أميركا. وقد يحتاج الأمر سنوات، بل عشرات السنين كي يتم دفع فاتورة التكاليف الكاملة.
\r\n
إلى جانب ذلك كله تسببت الحرب في تعبئة جيش كبير من المجاهدين المستعدين والحريصين على ضرب أمريكا وحلفائها حيث ما أمكنهم وفي أي وقت كان. وستستمر بلاد كثيرة من اندونيسيا الى أسبانيا، ومن تركيا الى السعودية، في دفع ثمن الأخطاء الأميركية الباهظ. وأما الأمن العالمي، لم يكن يوما أكثر هشاشة منه الآن.
\r\n
وبعد فلقد أدى تحالف إدارة بوش مع اليمين الإسرائيلي ومؤيديه الأميركيين إلى أكبر كارثة حلت بالسياسة الخارجية الأميركية في العصر الحديث وجعلت العالم عرضة للخطر الشديد.
\r\n
\r\n
الحياة
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.