\r\n من المريح لرجال اليسار ان يرتعدوا من هذه المعطيات وان يعرفوها انها «صعبة» و«مخجلة». من المريح لهم ان يحتجوا على الارتفاع في «مستوى العنصرية»، وان يعزوا انفسهم بنتيجة اخرى من نتائج الاستطلاع نفسه: يؤيد 60% من الجمهور اليهودي في اسرائيل الانسحاب من المناطق في الضفة الغربية وغزة، ويفضل «المتنورون»، بالطبع، ان يكون في هؤلاء ال 60% لا في اولئك ال 64% (على الرغم من أن أجزاء منهم تتطابق بالضرورة). \r\n \r\n ولكن ما الذي يريده ال 60%المؤيدون للانسحاب، اذا لم يكن على وجه الدقة ما يريده ال 64% المريدون للترحيل؟ يفضل أفراد اليسار في الحقيقة ربط تأييدهم للانسحاب بدرجتهم الاخلاقية العالية وبمعارضتهم «الاحتلال»، ولكن في الملخص كثير منهم لا يبحثون إلا عن إخفاء العرب من محيطهم القريب. ان ما يعرفونه ك «معارضة للدولة ثنائية القومية» هو في الواقع محاولة عنيدة للتنكر لمعطيات اسرائيل الجغرافية وتحويلها ضد كل الاحتمالات الى دولة غريبة - أي معزولة تماما عن المحيط العربي الذي توجد فيه. \r\n \r\n هذا ما يؤمنون بأن الانسحاب من الضفة الغربية وغزة سيقود اليه. هذا هو المحرك الحقيقي لوسواسهم لاقتلاع المستوطنات، وكذلك جدار الفصل - مع الإجلال كله لمزاياه الأمنية المختلف فيها - يهدف من ناحيتهم في الأساس الى إخفاء الشعب الآخر الذي يسكن في صهيون عن عيون الشعب الساكن في صهيون. \r\n \r\n يبدو ان كثيراً من الاسرائيليين الذين لا يؤيدون الترحيل المادي لعرب 1948 لم ييأسوا من المحاولة الاسرائيلية الطويلة الأمد لصُنع ما يشبه الترحيل الثقافي لهم: جعلهم أكثر ثقافة، وأكثر تغرُّبا، وأقل عروبة وأكثر ملاءمة للعيش في اسرائيل كأقلية خانعة تتلقى بالقبول رموز الأكثرية اليهودية، وتذوب في داخلها بهدوء. شوشت أحداث العقد الأخير مسيرة أسرلة الفلسطينيين مواطني اسرائيل، أقاموا مصطلح «عرب اسرائيل» في ضوء مثير للسخرية. \r\n \r\n وذكرّوا بأن ليس الحديث عن أقلية عرقية كالنوع الذي يوجد في دول اخرى. الانضمام الطبيعي لكثير من عرب 1948 الى النضال الوطني الذي يقوم به ضدنا أبناء شعبهم ذكّر بأنهم ليسوا أقلية بل جزء عضوى من الأكثرية العربية - المسلمة العظيمة في الشرق الاوسط، الذي نمثل فيه نحن اليهود أقلية ضئيلة قابلة للقضاء عليها. واذن، 55% من الجمهور اليهودي يعتقدون ان المواطنين العرب يعرضون أمن اسرائيل للخطر. \r\n \r\n ولكن لا يزال يهود كثيرون يؤمنون بأننا اذا ما حسنّا قليلا مستوى الحياة في أم الفحم فسيوافق سكانها على النزول عن فلسطينيتهم. ليست فكرة ترحيل عرب 1948، ولو حسب «تشجيع الهجرة»، مقبولة وليست واقعية. ومع ذلك كله يدل استطلاع جامعة حيفا على ارتفاع في احتياج الجمهور اليهودي في اسرائيل الى دولة يهودية آمنة وديمقراطية، وعلى يأسه من الحلول التي اقترحتها عليه حكوماته حتى اليوم. \r\n \r\n \r\n عن «يديعوت احرونوت» \r\n \r\n