\r\n \r\n فعلى الجانب الأمني، لابد لنا من بدء ذلك بتحقيق زيادة فورية وكبيرة في مستويات قواتنا. ولذا ينبغي تحقيق زيادة حادة في عدد القوات، بما فيها قوات المارينز وقوات العمليات الخاصة، كما ينبغي رفع أعداد الأنواع الأخرى من القوات بما في ذلك المترجمون والمتخصصون في اللغات وضباط الاستخبارات ومسؤولو الشؤون المدنية. فالاعتماد الحصري على القوات الاحتياطية وعناصر الحراسة سيعني أن أعداد القوات وفترات تناوبها المطوّلة لن تكون كافية لسد الفجوة الأمنية. ولذا ينبغي على البنتاغون أن يمعن التفكير في إعادة نشر أعداد كبيرة من القوات باستدعائها من قواعدنا الموجودة في الولاياتالمتحدة، وأوروبا واليابان والبلدان الأخرى. ونحن نحتاج إلى هذه القوات الإضافية على المدى القصير والمتوسط لإحلال الاستقرار في المناطق الرئيسية، ولتحويل المدّ وجعله ضد المتمردين، وكذلك لإعادة الإحساس بالسلطة إلى هذا البلد. \r\n \r\n وسنواصل رؤية تزايد انعدام الاستقرار ما دمنا نطلق التعهدات الأمنية دون الوفاء بها. فانسحابنا من الفلوجة أدى إلى تجريء المتمردين علينا وإلى إقناع بعض العراقيين بأن أميركا تفتقر إلى الإرادة أو الوسائل اللازمة لفرض مطالبها. وعلى رغم أنه من الصعب انتقاد القرارات التكتيكية من واشنطن، يجب على جنودنا وأفرادنا في العراق إظهار العزم على الوفاء بوعودنا. ويمكن لقواتنا أن تُظهر كل العزيمة والتصميم، وذلك فقط بممارستها العمل العسكري الضروري لدعم كلمات السلطات السياسية. ويجب أن يكون معنى جزء من هذه العزيمة وضع نهاية سريعة لكل الميليشيات المستقلة في العراق. فهذا البلد لن ينعم أبداً بالاستقرار ما دامت جماعات المقاتلين المسلحين تجوب البلاد. ولذا ينبغي على سلطات الائتلاف أن تُدخل إلى الجيش العراقي الجديد أعضاء بعض الميلشيات بعد إخضاعهم للتدقيق الشديد. أمّا باقي الميليشيات فلابد من مواجهتها بأحد خيارين وهما حل نفسها ورمي السلاح أو إرغامها على فعل ذلك. \r\n \r\n وعلى رغم تنفيذنا لاستراتيجية أمنية معدّلة، فإننا سنحتاج أيضاً إلى التعامل مع الوضع السياسي في العراق. فباعتبار أنه لم يتم إلى الآن تحديد هوية الشخص الذي سيقود العراق بعد نقل السيادة، وبالنظر إلى وجود تساؤلات وشكوك تحيط حتى بموعد تسليم السلطة، نشأ فراغ سياسي خطير. وأدى ذلك إلى الشك وانعدام اليقين والاستقرار، وإلى زيادة إحساس العراقيين بوجود تضاد وتنافس تعبّر عنه عبارة \"نحن في مقابلهم\"، أي في مقابل سلطة الائتلاف. ولذلك نحتاج إلى تقليص مقدار الشك بأقصى سرعة وذلك بأن نعلن الآن وعلى نحو واضح خطتنا المعنية بأحداث ما بعد 30 يونيو، لتكون بداية ذلك بالالتزام بموعد نقل السيادة. وإذا كان مقدّراً لنا أن نتخذ الآن قراراً بأن الولاياتالمتحدة ستواصل احتلال العراق في ما بعد 30 يونيو، فمن شأن ذلك أن يغذي شكوك كل الذين يعتقدون بأننا موجودون في العراق من أجل الفتح والإخضاع وليس من أجل التحرير. \r\n \r\n ولابد من أن يكون لموعد نقل السيادة في 30 يونيو معنى أكبر من مجرد نقل سلطة صنع السياسة من مقر سلطة الائتلاف المؤقتة إلى السفارة الأميركية الجديدة. ولابد من أن يكون معنى ذلك أكبر من عملية نقل الصلاحيات والسلطة- على الوزارات الحكومية والقوات العسكرية- من جديد إلى البعثيين، وهي السلطة التي انتزعناها منهم بوجه حق قبل سنة من الآن. بل ينبغي أن تمثل العملية الانتقالية نقلاً قصير الأمد للسيادة إلى حكومة تتولى شؤون العراق وتسارع إلى تعبيد الطريق المؤدية إلى الانتخابات. ولا يمكن لأية حكومة عراقية أن تستمد الشرعية فقط من خلال قيام الولاياتالمتحدة أو الأممالمتحدة باختيار أعضائها. فالشرعية الحقيقية لا تُستمد إلاّ من الاختيار الحر الذي يقوم به الشعب العراقي. \r\n \r\n ولهذا السبب ينبغي علينا أن نمعن التفكير في تقريب موعد الانتخابات المقررة بحيث تتم في خريف العام الحالي بدلاً من يناير 2005. ذلك لأن لدى العراقيين الآن فرصة ضئيلة لتحويل رغباتهم السياسية إلى قرارات حكومية، وكذلك لأن كل العراقيين الشيعة والسّنة والأكراد يخافون من الخسارة في العملية السياسية التي يهيمن عليها الأجانب الدخلاء. ففي هذا الجو، تحوّل البعض إلى العنف، ومن الممكن أن يلحق بهم المزيد. ولذا ينبغي أن يتمحور تركيز الاهتمام السياسي حول إجراء الانتخابات والفوز فيها، وليس حول مناوأة الأممالمتحدةوالولاياتالمتحدة أو التملق لكسب رضاهما. ووفقاً لذلك، ينبغي على الولاياتالمتحدةوالأممالمتحدة أن تتحركا إلى الأمام بأقصى سرعة ممكنة بتقديم خطة كاملة معنية بالانتخابات الديمقراطية وتحرص على أن الليبراليين العراقيين قادرون على الدخول في منافسة شريفة في الدوائر الانتخابية المحلية مع الإسلاميين المنظمين على نطاق البلاد كلها. \r\n \r\n في العراق تلتقي مصالح أمننا القومي مع مصالحنا القومية. فالعراق هو اختبار لهذا الجيل في ما يتعلق بأميركا وبدورنا في العالم. وسنتحمل النكسات، وهو ما أظهرته الأسابيع الماضية بطريقة مؤلمة. لكن تركيزنا يجب أن يبقى منصبّاً على هدفنا النهائي وهو المساعدة في تشكيل حكومة عراقية نيابية مسؤولة وتتمتع بالشرعية في نظر العراقيين والعالم كله. فنحن لا نتمتع برفاهية وفرة الوقت. \r\n \r\n جون ماكين \r\n \r\n سيناتور جمهوري من ولاية أريزونا \r\n \r\n جو ليبرمان \r\n \r\n \r\n سيناتور ديمقراطي من ولاية كونيكتيكت \r\n \r\n \r\n يُنشر بترتيب خاص مع خدمة \"لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست\" \r\n