قالت صحيفة الوطن الجزائرية الناطقة بالفرنسية في عددها الصادر يوم أمس، أن هناك تنسيق يجري فعلًا بين الجزائر ومصر من أجل تدخّل وشيك في ليبيا بهدف محاربة "الجماعات الإرهابية" ، وأشارت إلي استعداد جزائري مصري لتدخل وشيك في ليبيا لمواجهة إمكانية ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق و الشام (داعش)، خاصّة بعد هزيمة الحليف حفتر وهروبه إلى مصر واحتلال مواقع لموالين للواء المتقاعد . ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية أن هناك تنسيق استخباراتي بين الجزائر ومصر من أجل التدخل في ليبيا من أجل مواجهة أي احتمال لظهور تنظيم "داعش" في ليبيا، وهو ما "يهدد أمن واستقرار البلدين"، مشيرة لتكوين لجنة أمنية استخباراتية مكونة من ضباط استخبارات من الجزائر ومصر ينسقون للتعامل مع أي تهديد أمني مع ضرورة العمل على تهدئة الأوضاع غير المستقرة في ليبيا والتي تشهد فوضى الجماعات المسلحة في كلّ من طرابلس وبنغازي بالخصوص حتى لا يتحول الأمر إلى حرب أهلية بين الفرقاء في ليبيا. وقالت : "انتقل أخيرًا عددا من ضباط الاستخبارات الجزائريين إلى مصر بأمر شخصي من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من أجل التنسيق بين البلدين لتعاون استراتيجيّ أمنيّ حول الملف الليبيّ" ، مشيره لأن ضباط المخابرات الذين تحولوا إلى الجزائر من بين الخبراء في تعقب العناصر الجهادية المغاربية والناشطة في سورياوالعراق وخبراء آخرين في التهريب وتجارة الأسلحة . وقالت الصحيفة الجزائرية أن هناك "ضغوط كبيرة لتدخّل سريع في ليبيا لمواجهة الجماعات المسلحة " ، وان كلٌّ من الجزائر ومصر تعملان أساسًا على إجهاض أيّ محاولة من قبل المجموعات الإرهابية لإقامة إمارة إسلامية في ليبيا . ونتيجة الوضع الجديد في ليبيا، وبالتحديد في إمارة بنغازي، تحركت الجزائر ومصر من أجل تسريع التدخل العسكري في ليبيا، خاصّة وأن الجزائر تتواجد بقوة في ليبيا على المستوى الاستخباراتي من خلال ضبّاط استخبارات يتابعون تحركات أمراء تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي . وسقط الثلاثاء الماضي المعسكر الرئيسي للقوات الخاصة والصاعقة، أهمّ قاعدة عسكرية في بنغازي، في أيدي الميليشيات الإسلامية، بعد معارك دامت نحو أسبوع وخلفت حوالي 60 قتيلًا، كما أفادت مصادر عسكرية وإسلامية . وأكد مصدر في "مجلس شورى ثوار بنغازي" أن المجلس استولى على المعسكر الرئيسي للقوات الخاصة والصاعقة بعد معارك دامت نحو أسبوع وتم الاستيلاء خلالها على عدة معسكرات هامة للجيش ، وقال: إن "مقاتلينا يتواجدون الآن داخل المعسكر وسينتقلون للسيطرة على المعسكرات الأخرى التي تدعم ما يعرف بعملية الكرامة"، التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر . وفي سياق متصل، أعلن محمد الزهاوي، المسؤول الشرعي ل"أنصار الشريعة"، عبر (راديو التوحيد) التابع للتنظيم في بنغازي أن : "بنغازي إمارة إسلامية من الآن" . وقالت جريدة الخبر الجزائرية اليوم إنّ الجيش التونسي تحصّل على دفعة من المساعدات العسكرية الجزائرية، شملت طائرات قديمة وصواريخ أرض جو روسية، وتجهيزات عسكرية وذخائر في إطار مساعدة عاجلة في اليومين الأخيرين، وذلك في إطار التعاون والتنسيق الأمني والعسكري بين البلدين لمواجهة زيادة قوة ونفوذ الجماعات الإرهابية في الشريط الحدودي بين البلدين . كما قررت الجزائر، وفق الصحيفة، تسليم عدد من طائرات سلاح الجو الجزائري القديمة نسبيًّا لتونس من أجل مساعدتها في مكافحة الإرهاب، وتقرّر أيضًا تدريب الأطقم التونسية على هذه الطائرات الروسية في مدارس جزائرية في دورات خاصة.