قال الدكتور يحي إسماعيل الأستاذ بجامعة الأزهر ورئيس جبهة علماء الأزهر إن المقاومة حققت انتصار عظيما في معركتها الحالية مع الكيان الصهيوني وأعطت دروسا في الثبات علي المبادئ والقيم والإيمان بالحق والدفاع عنه وليس المسالة بتحرير الأرض بقدر ما هي الإيمان بالحق والدفاع عنه مهما كانت الإمكانيات وهذا ما استطاعت المقاومة أن تؤكده علي ارض الواقع فبإمكانيات محدودة استطاعت أن تملك أدوات ردع أمام ترسانة أسلحة غير عادية وقال في حواره ل "الشرق.تي في" أن من يخذل المقاومة سوف يخذله الله وسوف يعاقبه الله بنفس الطريقة وان الجزاء من جنس العمل وان هؤلاء سوف يواجهون مواقف أصعب وسوف ينصرف عنهم الجميع ولن ينصرهم احد وسيكونوا عبرة لأنهم والوا أعداء الإسلام والمسلمين مشيرا الي تلك المبادرة التي صيغت لضمان امن أعداء الله والوطن والدين علي إخوة الدين والعروبة مؤكدا انه مهما كانت التحديات فالنصر لأصحاب الحق وأهل الثبات والقيم والمبادئ وحول الأوضاع الداخلية في مصر ومصير الانقلاب العسكري أكد رئيس جبهة علماء الأزهر علي ان هذا الانقلاب سينتهي عاجلا أم أجلا وان ما يجري من تلاحم بين أبناء الشعب مؤخرا تجاه ممارسات الانقلاب سواء فيما يخص الموقف من غزة او رفع الأسعار وغيرها من الممارسات الانقلابية المرفوضة كل هذا يؤكد أن الأمور لن تستمر طويلا علي ماهي عليه وان الحراك الثوري قويا . واستنكر الفتاوي المحرضة علي قتل المسلمين والتمييز بينهم او تلك التي تدعو الي التخلي عن اخوة لنا في الدين قائلا ..مثل هذا ليس فتوى،إنه بحكم الأعراف المستقيمة، والقوانين الصالحة، فضلا عن شريعة ربنا هي مشاركة في الجريمة بالتحريض عليها مطالبا بعودة الازهر الي سيرته الأولي قائدا وموجها وليس العكس كما تناول الحوار عدة نقاط اخري . والي تفاصيل الحوار.... .كيف تري العدوان الصهيوني علي غزة ؟ هذا عدوان غاشم ترفضه كل القيم والشرائع الدينية لأنه يطال مدنيين ومن مغتصب ضد أصحاب حق وارض ولو تحقق لليهود- لاقدر الله- غرضهم في غزة لأخذوا من فورهم سيناء ثم القاهرة لأننا كما نعلم أن غزة مدخل إلي الأمن القومي المصري وجغرافيا هي ملاصقة للحدود المصرية ومن ثم تسهل عملية الوصول إلي الأراضي المصرية كما أشرت . وكيف تقيم أداء المقاومة في التصدي لهذا العدوان حتي الان ؟ منذ أن علمت أن إخوتنا في غزة يخرجون في كل إجازة صيفية عشرين ألفا من حفظة القرآن الكريم وانا مستبشر خيرا بنصر الله ( إن تنتصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) ونصر الله يعني نصر دينه وشرعه ( كتب الله لأغلبن أنا ورسلي) وبالتالي كان هذا الثبات نتيجة طبيعية لما قدموه من عمل وجهد سواء في ميدان العزة والدين والحفاظ علي كتاب الله أو في الجانب الميداني والعسكري . وماذا عن ردود الأفعال العربية والإسلامية الرسمية وهل ترقي لمستوي الحدث؟ ردود الأفعال العربية والرسمية باستثناء الموقف التركي المشرف مزرية بالحق، منسجمة مع أغراض "سايكس بيكو" ملبية لمطامع شياطين الإنس في شهر رمضان الذي تسلسل فيه مردة الجن . وهل كانت الشعوب عند حسن الظن بها في اطار المسموح به؟ الشعوب كما يقال في الأمثال" ألسنة الناس أقلام الحق" والشعوب عبرت عن موقفها لهذه الاعتداءات في حدود المسموح لها به لكن تبقي القوة والردع والقرارات في أيدي الحكام في النهاية ماذا عن المتواطئين ضد أهلنا في غزة وتقديم المبادرات لصالح العدو ؟ يقول جل جلاله ( يا أيها الذين آمنوا لاتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم) فهل بعد هذا البيان بيان؟ لعل ما جاء في الآية الكريمة يوضح موقف الشرع من هؤلاء وان من يتولى هؤلاء يكون منهم وكل التصرفات والتحركات من جانب صانعي هذه المبادرة تؤكد أنهم يعملون لصالح اليهود والصهاينة المغتصبين لدولة إسلامية . بوضوح اكثر كيف تري الدور الذي تلعبه سلطة الانقلاب من غلق معابر ومنع قوافل الإغاثة ؟ ليس بعد قول الله قول ،كلهم يصدر عن قوس واحدة ( فإنه منهم) وبالتالي يمكن القول أن غلق المعابر والتضييق علي المقاومة ومنع دخول الأطباء وقواغل الإغاثة كل هذا يؤكد التخلي عن أبناء ديننا وعروبتنا والولاء للآخرين . ماهو حكم الشرع تجاه من قام بخنق المسلمين لصالح العدو؟ مجرد الخنق جريمة مؤذنة بالكفر ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما) فعقوبة الخلود في نار جهنم هي للكفر ولمن قتل مؤمنا متعمدا ، فكيف بتلك الجريمة إذا كانت لحساب أعداء الله هذا ذنب عظيم وسيدفع الذي يقوم به الثمن في الدنيا والآخرة . وما الذنب الذي يقع علي من تخاذل عن نصرة المسلمين في مواجهة عدوهم؟ يقول صلى الله عليه وسلم" من خذل مسلما في موقف يجب فيه نصرته خذله الله في موقف يرجو فيه نصرته" والجزاء من جنس العمل( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) والحديث يوضح ذلك بجلاء وان شاء الله سيضعون هؤلاء في اشد صعوبة وسيتخلى عنهم الجميع ولن ينصرهم احد ما هو الواجب الشرعي والديني علي الشعوب العربية تجاه ما يحدث لإخواننا في غزة؟ لا يتم لمسلم إيمان ما لم يكن أخا لجميع المسلمين في السراء والضراء" المسلم أخو المسلم لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يسلمه، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم" ، فلعنة الله على الخاذلين، والمتخاذلين خاصة شيوخ الضلالة وخطباء العار ممن سالت لحاهم بالسوء حتى قال قائلهم في شان صواريخ حماس" إنها لا تحرق ستارا ولا تخرق جدارا" هتك الله عنه ستره وجميع إخوانه، وفضحهم فضيحة لم يفضحها لأحد من العملاء من قبل . ماذا عن وجوب نصرة المسلمين الذين يقاتلهم العدو من الناحية الشرعية؟ المسلمون الذين يقاتلهم العدو هو يقاتلهم لدينهم لا لأجسادهم، فخاذلهم خاذل لدينه، مضيع لكرامته، ولاعذر لمسلم في الصمت عن تلك الجريمة ،فأساليب القتال والمواجهة في عصر التكنولوجيا وثورة الاتصالات لا حصر لها، والقاعد عن نصرة الحق شيطان أخرس، فكيف إذا كان هذا الحق هو الدين المستهدف، والحياة المسترخصة؟ إنه الظلم البين الذي لايقبل الله تعالى له عذرا ( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالو ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فألئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا) في المجمل إلي أين تسير هذه المعركة وهل المقاومة ستخرج منتصرة أو علي الأقل غير مهزومة أمام الة عسكرية جهنمية؟ - المقاومة بهذا الإصرار وذلك الثبات قد حققت نصرا عظيما ، يكفيها شرفا أنها جسدت آيات الجهاد في صور عملية ناطقة (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) ، فالنصر ليس تحرير أرض بقلوب غفل ،النصر ثبات مواقف ووضوح رؤية وقوة عزيمة( ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الأدبار ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا) ، (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد) ومن لم ير نصر الله في سواعد هؤلاء المجاهدين، ورسوخ أقدامهم، وقوة إقبالهم على الشهادة فهو من الذين (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة) . هل الموقف المصري تجاه إخواننا في غزة يأتي في سياق سياسة الانقلاب تجاه الإخوان وحماس ؟ نعم والإخوان والحمد لله صاروا الآن أكبر وأعظم من أن يكونوا تنظيما لجمعية،أو شكلا لجماعة، لقد صار المسلمون جميعا بتلك الشدائد إخوانا على ما أراد الله تعالى وجاهد لها المجاهدون( واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا) . وكيف تري هذا النظام الانقلابي بعد مرور أكثر من عام عليه؟ (لكل أجل كتاب) و( إن الله بالغ أمره) و( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) .. كيف يتحقق الصبر بغير أذي؟ وبم يتمايز الخبيث من الطيب إذا لم تكن خيانة وكانت فتنة ؟( ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون وكان الله عليما حكيما) . واستمع إلى الآيات التي بعدها وهي من سورة النساء( إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولاتكن للخائنين خصيما ، واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما . ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما. يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا. ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أمن يكون عليهم وكيلا) إلى آخر الآيات . هل تلمس توحد شعبي الي حد ما تجاه ممارسات الانقلاب بعد رفع الأسعار والموقف من غزة؟ الذي نرجوه من الناس أن يجعلوا الحياة الكريمة هي أكبر همهم، ولن تكون كريمة بغير شرع الله الذي يمقته كل الفجرة والمجرمين . هل لازالت الثورة والحراك علي قوته في مواجهة الانقلاب وهل يسير بوتيرة مقبولة؟ - الحمد لله لا يزال الدين في أعماق الأمة بخير، وسيظل هو الدافع والحافز حتى يقتلع جذور الظلم والظالمين .. هل كنت تتوقع أن ترى مسيرات في الأحياء هادرة تصيح منشدة" مصر إسلامية"؟ ، أو كنت تطمع ان تسمع شعارات الجهاد الداوية في الطرقات والأزقة" في سبيل الله قمنا نبتغي رفع اللواء، لالحزب قد عملنا نحن للدين فداء"؟ من منا كان يتوقع ان يسمع أناشيد وأهازيج سيد قطب،وهاشم الرفاعي، والباقوري تصدح على الشاشات ووسائل الاتصالات" أخي أنت حر بتلك القيودأخي أنت حر وراء السدود ؟ . إذا كنت بالله مستعصما فماذا يضيرك كيد العبيد لقد كانت تلك الأناشيد لا تقال إلا داخل الزنازين همسا،هذه الزنازين التي كان الشيخ يوسف القرضاوي يكتب فيها نونيته ويرسلها للمعتقلين بيتا بيت، ومن كان يضبط معه قصاصة فيها شيء من تلك النونية يعذب عذابا عظيا،فأضحت أهازيج القرضاوي يترنم بها الحداة والشداة اليوم في كل موقع! برايك هل يمكن التنبؤ بسقوط الانقلاب في حدود سقف زمني محدد أم أننا في معركة النفس الطويل؟ يقول جل جلاله في سورة الأحقاف (ولا تستعجل لهم) ويقول في سورة الزخرف:( فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون . أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون. فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم) ، فمجرد الاستمساك بالحق والثبات عليه ظفر عظيم ،ونصر مبين ( قل رب إما تريني ما يوعدون. رب فلا تجعلني مع القوم الظالمين. وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون) الآيات من سورة المؤمنون . فالاستمساك مع اليقين خير من الدنيا وما فيها، وبعدها والله كما قال تعالى( ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء) من يشاء هو وحده لا أحد غيره كيف تري ممارسات الانقلاب ضد رافضيه من قتل واعتقال واغتصاب من الناحية الشرعية؟ - الظلم كما قال صلى الله عليه وسلم "ظلمات يوم القيامة" وفي الحديث " خاب وخسر من ظلم من لم يجد له غير الله نصيرا" موقف المؤسسة الدينية تجاه ما يحدث لأهلنا في غزة .. هل هو علي المستوي المطلوب؟ إذا كنا بحق مسلمين فكل مؤسساتنا دينية، أما أن يكون للدين بعض المؤسسات والبعض الآخر ليست له فليس هذا هو الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض) . هل عدنا مرة أخري الي تأميم المؤسسات الدينية لتخدم علي السلطة الحاكمة؟ ليس تأميما ولكنه مصادرة إذا استقامت الأوضاع كان الأزهر الشريف حاكما وليس محكوما كيف تري ما يصدر من فتوي هنا او هناك تحرض علي قتل او حصار لشعب مسلم وغيره من فتاوي غريبة ؟ - مثل هذا ليس فتوى، إنه بحكم الأعراف المستقيمة، والقوانين الصالحة، فضلا عن شريعة ربنا هي مشاركة في الجريمة بالتحريض عليها ماذا عن دور علماء الدين ورجال الدعوة الأحرار في الذود عن المظلمين والمستضعفين؟ نسأل الله لهم التثبيت والثبات والعود الحميد القريب إنشاء الله إلى منابرهم، وديارهم، وأحبابهم وماذا عن موقف الجبهة تجاه ما يحدث في المؤسسات الدينية وعلي رأسها الأزهر؟ بالتأكيد الجبهة ترفض ما يجري من ممارسات بهذه المؤسسة العريقة ودورها في الذود عن الإسلام والمسلمين ونسال الله أن يعود الأزهر الي سيرته الأولي قائدا وموجها لا منقادا ومأمورا كيف تري الجبهة ما جري من تنكيل بعلماء وأساتذة وطلاب بالأزهر ؟ أهان الله من أهان الأزهر، وأكرم الله من أكرمه...وسوف يدفع كل من مارس هذه الممارسات تجاه الشرفاء ثمن فعلته عاجلا ام اجلا.