كثيرون يسألون ما هو هدف حماس من استمرار القتال ولماذا لم تقبل بالمبادرة المصرية وتنقذ دماء أهل غزة ؟ والحقيقة أن المقاومة لها هدف استراتيجي أخر ، أبعد في النظر وأشمل في الرؤية يتلخص (عسكريا) في محاولة إحداث اختراق في التوازن العسكري مع العدو وخلق ميزان رعب بالصواريخ بحيث يرتدع الصهاينة عن العدوان علي غزة مستقبلا لتوقعه أن غزة تملك السلاح الذي يحيل حياتهم إلي جحيم ، ولا تتكرر بالتالي العربدة العسكرية الصهيونية . ولها هدف (سياسي) أخر أشمل يتمثل في مواجهة الانقلابيين العرب في مصر وغيرها وفضح تأمرهم مع العدو الصهيوني ، وإظهار حقيقتهم كعملاء للعدو أمام شعوبهم وأمام العالم ، ما يعني أنها تدرك أنها هي الأمل الأخير للربيع العربي ، ولهذا يتآمر علي "صهاينة العرب" لضرب قوتها وإنهاء وجودها لأنه خطر عليهم ويظهر عمالتهم للصهاينة الذين يتحدثون عن لقاءات سرية مع القادة العرب ملوا منها ويأملون في تحالف اسرائيلي – عربي معلن بدعوي محاربة "الارهاب" . المقاومة أيضا لها هدف أخر (تربوي) هو أن أهل الحق يجب أن يكونوا دوما متوكلين علي الله لا يرهبهم الباطل .. فلو تدبرت سورة يوسف ستجد أنه على الرغم من أن امرأة العزيز (غلّقت الأبواب) وأخبرته بذلك حين قالت له: (هيت لك) ، إلا أن الله يقول في الآية التي تليها: (واستبقا الباب) . فإذا ما سألنا: ما الذي يجعل يوسف يجري ناحية باب يعلم يقينا أنه (مغلّق)؟؟ ربما كانت الإجابة واضحة ..إنه التوكل..ولكن ، ما الذي يجعل امرأة العزيز تسابقه إلى الباب الذي تعلم يقينا أنه (مغلق) وحراسها عليه؟؟ إنها الفزعة التي تصيب أهل الباطل حين يتحرك أهل الحق متوكلين على الله . وهكذا الباطل هش .. مهما بلغ من أسباب القوة..فإذا تحرك أهل الحق مهما كانت الأسباب عنهم منقطعة.. اضطرب أهل الباطل مهما كانت الأسباب في أيديهم ، وهو ما نراه الأن من فزع الصهاينة وفرع إخوتهم من "الصهاينة العرب" من الحكام و"صهاينة الأعلام" .