صرح بلال سيد بلال، المتحدث الرسمي باسم حزب الوسط بأنّ الحزب قرر مقاطعة الانتخابات الرئاسية بناءً على مجموعة من الأسباب السياسية والمُجتمعية والإجرائية. وأضاف- في بيان له وصل "الشرق تي في"- أنّ الأسباب السياسية للمقاطعة تتمثل في أن ما حدث في 3 يوليو هو انقلاب عسكري على الديموقراطية، وما يحدث الآن هو استكمال له بتنصيب قائد الانقلاب رئيسًا، وأنّ نظام الانقلاب قد ارتكب جرائم ومجازر تستوجب منا مواجهته بالطرق السلمية ورفضه، وليس المشاركة في "شرعنته" إضافة إلى أنّ كلا المرشحين لم يُقدما برنامجًا يدعم الديموقراطية وأهداف ثورة يناير، بل اعتمد كلاهما على الانقلاب كمنطق له. وأما عن الأسباب المُجتعمية قال "بلال" إنّ العملية الانتخابية تجري في ظل تفتت مجتمعي، وكلا المرشحين لم يتحدثا عن إجراء مُصالحة مُجتمعية؛ بل اعتمد كلاً منهما في خطابه على ترسيخ الإقصاء والفاشية أحياناً، مما يعني أننا بتلك الانتخابات سندخل إلى مرحلة جديدة من عدم الاستقرار السياسي والمُجتمعي. وحول الأسباب الإجرائية أشار بلال إلى أن الفترة التي سبقت الانتخابات، لم يعلُ فيها صوت فوق صوت حملة تنصيب قائد الانقلاب رئيسًا في الإعلام الحكومي والخاص، مما يُفقد الدولة والنظام حيادهما، إضافة إلى حالة القمع الأمني واعتقال كل من له صوت معارض، وتخوين كل صاحب رأي حتى ولو كان داعمًا للانقلاب، إضافة إلى القبض على الصحفيين وانتهاكات حقوق الانسان المتعددة. وأضاف بلال أنّ القائمين على الانتخابات هي أجهزة الدولة العميقة التي دعمت الانقلاب، إضافة إلى القبض على الداعين للتصويت على عكس رغبة الدولة، والحُكم عليهم كما حدث ولنا في الاستفتاء الأخير خير مثال، وأنّ هذا المناخ غير الديموقراطي وكل تلك الإجراءات تعمل على تزييف الإرادة الشعبية وفقد العملية نزاهتها. وشدد بلال على أن "الوسط" لا يُقاطع لمجرد المقاطعة، ولا من أجل أحد، ولكن لأسباب موضوعية، وأنّ مواقفه نابعة من مسؤوليته الوطنية، وأنه لن يرضى بأن يكون طرفاً في تلك المسرحية الرخيصة لإعادة دولة الاستبداد والظُلم مهما طال الأمد ومهما كانت الإغراءات، ولن تجدونا إلا في معسكر ثورة يناير وأهدافها.