كشف موقع "والا" (WALLA) الإخباري الإسرائيلي الشهير مساء أمس الجمعة، أن المرشح العسكري لانتخابات الرئاسة المصرية عبد الفتاح السيسي يحافظ شخصيا على إجراء اتصالات مع كبار قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بما فيهم وزير الحرب الصهيوني موشيه يعلون ، وأنه (السيسي) أمر مؤخرا قادة الأجهزة الأمنية المصرية بتعزيز التعاون والتنسيق مع نظرائهم الإسرائيليين . وقال موقع "والا) أن السيسي يقلد سلوك الرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك تجاه "إسرائيل" حيث كان مبارك يرفض زيارة "إسرائيل" لكنه في المقابل كان يحافظ على علاقات وثيقة وقوية معها في الخفاء، سيما على الصعيد الأمني ، ولكن السيسي أكثر تنسيقا مع إسرائيل وأجهزتها الأمنية . ونبه الموقع إلى أن حديث السيسي خلال مقابلته التلفزيونية الأخيرة عن رفضه القيام بزيارة ل "إسرائيل" قبل قيام الدولة الفلسطينية يندرج في هذا التكتيك ، وأشار إلى أن السيسي أوضح بشكل خاص خلال مقابلته التلفزيونية أن حركة حماس "تبقى عدوًا"، وأنه سيحافظ علي اتفاقية السلام ويمنع أي اعتداءات علي إسرائيل من جانب الإرهابيين في سيناء خصوصا ضد إيلات. لا استقرار لحكمه ومع هذا ورغم أن ما يفعله السيسي يسعد الاسرائيليين ، إلا أن موقع (والا) يؤكد أنه : "رغم حرص السيسي على تعميق علاقاته مع إسرائيل وشنه الحرب على حركة حماس فهذا لن يضمنا له استقرار حكمه بعد تولي منصب الرئاسة " . ونقل الموقع عن مصدر أمني إسرائيلي بارز إشادته بالحرب التي يشنها الجيش المصري بناء على تعليمات السيسي ضد الجماعات الجهادية في سيناء، منوهاً إلى أن الجيش المصري سيواصل حربه ضد "الجهاديين" حتى بعد إجراء الانتخابات الرئاسية . ولكنه قال أن الحرب ضد الحركات الجهادية في سيناء أبعد ما تكون عن الحسم، مشيراً إلى تفجير الأنبوب الذي ينقل الغاز المصري للأردن كل فترة . وأشاد المصدر بحقيقة نجاح السيسي في تدمير 95% من الأنفاق التي تربط قطاع غزة بمصر، منوهاً إلى أن الحرب التي يشنها الجيش المصري ضد الجهاديين وحماس تتم بتعاون وتنسيق وثيق مع إسرائيل، حيث يؤكد المصدر أنه سيتم الحفاظ على وتيرة التعاون والتنسيق حتى بعد الانتخابات . استئصال الإخوان غير واقعي ونقل الموقع عن رئيس "مركز هيرتزوغ للدبلوماسية" في جامعة "بن غوريون" عن المستشرق البرفسور يورام ميطال قوله: إن "اللامبالاة التي يبديها المصريون تجاه الانتخابات الرئاسية ترجع لإحساس عارم لدى القوى الثورية التي شاركت في ثورة 25 يناير أنه تمت الإطاحة برأس النظام". واضاف : " النظام حافظ على مؤسساته ولكن تأثير الأزمة الاقتصادية والنقص الحاد في المواد الأساسية الذي يقترب من الكارثة يؤثر عليه ". ونوه "ميطال" إلى أن أهم شعار يرفعه السيسي وهو الالتزام ب"تصفية جماعة الإخوان المسلمين"، معتبرا أن هذا الشعار "غير واقعي لأن الجماعة ستواصل العمل وستحظى بدعم قطاعات واسعة من الشعب المصري، رغم حرص الجيش والمؤسسة الأمنية على إبادتها". وحذر من أن تهديد السيسي بتصفية الإخوان المسلمين يمثل "سيفًا ذو حدين فمن ناحية قد يؤدي إلى إضعاف نشاط الجماعة لكنه في الوقت ذاته سيفاقم من مظاهر عدم الاستقرار وسيزيد الأمور تعقيدًا". وأشار إلى أن السلطات المصرية تشن حملة لإبادة الإخوان المسلمين بتعليمات من السيسي، الذي قال أنه يحظى بدعم رجال الأعمال وقطاعات من السلفيين . وقال مدير "مركز هيرتزوغ للدبلوماسية" أن أكبر مصدر خطر يتهدد حكم السيسي يتمثل في إمكانية تدهور الأوضاع الاقتصادية، مشيرًا إلى أن الدعم الذي تقدمه الدول الخليجية لن يكفي لمواجهة المشاكل التي تعاني منها البلاد ، وأن السيسي سيكون مطالب بتوفير الظروف التي تسمح باستقدام الاستثمارات الأجنبية، وهو هدف لن يتمكن من تحقيقه في ظل تدهور الأوضاع الأمنية ، كما أن انهيار السياحة مصدر العملات الصعبة يفاقم الأوضاع المأساوية في مصر ويقلص من هامش المناورة المتاح أمام السيسي .