بعد فضيحة استعانة سلطة الانقلاب بشركة Glover Park Group الأمريكية الصهيونية ، التي تعد من أغلى شركات اللوبى والترويج السياسى فى أمريكا ، بمئات ملايين الدولارات من دم الشعب المصرى المطحون لتلميع "السيسى" وانقلابه فى الإعلام الأمريكى ، دفعت السفارة المصرية في لندن 75 ألف جنيه استرليني (أكثر من 862 ألف جنيه مصري)، لطباعة ملحق من 8 صفحات في صحيفة (ديلي تليجراف) لتلميع سلطة الانقلاب . وجاء نشر الملحق الاعلاني في صحيفة تليجراف تحديدا بهدف التغطية علي فيديو نشرته الصحيفة الاسبوع الماضي يظهر تعذيب المعتقلين داخل سجون الانقلاب والاوضاع المزية التي يعيشونها ، مثلما فعلوا عبر شركة دعاية أمريكية من أجل الترويج للانقلاب فى مصر بهدف إظهاره "ثورة شعبية" لا "انقلابا" . ووزعت الخارجية المصرية بيانا قالت فيها أنها أصدرت ملحقًا من 8 صفحات مع جريدة "ديلي تليجراف" البريطانية، بهدف "إظهار الوجه المشرق للحضارة المصرية، والقيم الثقافية والاجتماعية للشعب المصري، فضلاً عن إمكانيات مصر الفريدة في المجالات الاقتصادية والسياحية والثقافية." وقال السفير هشام خليل، قنصل مصر العام في لندن، إن "ذلك يأتى في إطار جهود وزارة الخارجية لدعم صورة مصر أمام الرأي العام العالمي "، حيث يتضمن الملحق مقالات لكتاب بريطانيين مدفوعي الاجر ، بهدف تشجيع السياحة البريطانية المتدهورة في مصر بعد الانباء عن عمليات قتل واعدام واعتقال معارضي الانقلاب ، ثم اغتصاب سائحة بريطانية وأخري روسية في المنتجعات السياحية في شرم الشيخ . وجاء الإعلان المدفوع الأجر في صورة "ملحق إعلاني" وزع مع صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية؛ بغرض تغيير صورة الانقلاب لدي البريطانيين وتلميع صورة السلطات المصرية في ظل التقارير الغربية عن انتهاكات لحقوق الانسان وقتل للمعارضين وتعذيب في السجون ، فضلا عنوالترويج لما يسمي (خارطة الطريق) التي أعلنت بعد الانقلاب على الرئيس محمد مرسي في 3 تموز/ يوليو الماضي. وزعم الملحق الاعلاني الذي يتكون من 8 صفحات أن "مصر عادت لموقعها الريادي في الشرق الأوسط بالرغم من كل ما تعرضت له خلال الفترة السابقة؛ في إشارة إلى الاضطرابات السياسية والأمنية التي أعقبت الانقلاب " ، ما أثار سخرية نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الذي بثوا صورا للرئيس المؤقت يسير في ذيل زعماء العرب في قمة الكويت ويقف في أقصي يسار القمة ، وبجانبها صورة للرئيس المصري المنتخب محمد مرسي وهو يقف في منتصف القادة العرب في اخر قمة عربية . وكانت السلطات المصرية قد هاجمت هذه الصحيفة عبر نشرها تقرير وفيديو يتعلق بأوضاع السجون المزرية واتهمت "ديلي تلغراف" بنشر فيديو قديم يفتقد للمصداقية، وهددتها باللجوء للقضاء ، بيد انها عادت وتعاونت مع الصحيفة ونشرت بها ملحق اعلاني ضخم بهدف التأثير في تغطية الصحيفة للتطورات في مصر ، علي غرار ما يحدث في مصر ، وهو ما سخر منه مراقبون باعتبار ان الصحافة البريطانية حرة وهناك انفصال بين الاعلام والاعلام فيها علي عكس ما يحدث في مصر أحيانا من خلط بين الاثنين وعمل الصحفيين في "الاعلانات" بالمخالفة لقانون النقابة . وقدر قيمة هذا الاعلان مصدر صحفي بريطاني لموقع (عربي 21) أكد أن السفارة المصرية دفعت مبلغا ضخما لإصدار هذا الملحق/الإعلان، قد يصل إلى 75 ألف جنيه استرليني (أكثر من 862 ألف جنيه مصري)، وذلك ضمن حملة إعلامية تنفذها السلطات المصرية لتلميع صورتها في الخارج؛ نظرا لشعور هذه السلطات أن صورتها تعرضت لأذى كبير؛ نتيجة لما يكتب في الصحف الغربية عن ممارساتها ضد المعارضة . دعاية سابقة وسبق أن كشفت صحيفة The Hill الأمريكية في اكتوبر الماضي 2013 أنها حصلت على وثائق تقدمت بها شركة Glover Park Group للترويج السياسى والإعلامى لوزارة العدل الأمريكية بهدف الحصول على إذن بعمل حملة دعاية (بروباجندا إعلامية وسياسية) للسلطة المصرية الجديدة التي جاءت عقب إنقلاب عسكري والدعاية لما يسمى "خارطة الطريق" ، وذلك للحصول على موافقة الوزارة الامريكية للبدء بهذه الحملة. وقالت الصحيفة فى تقرير بعنوان: Egypt turns to K Street after U.S. aid cut أى (مصر تتحول إلى شارع K .. شارع الدعاية فى أمريكا) إن هدف تعاقد سلطة الانقلاب فى مصر مع شركات الدعاية والإعلان فى شارع k هو تقديم خدمة "الدبلوماسية العامة والاتصالات الاستراتيجية وخدمات العلاقات الحكومية" مع مسئولين وجهات أمريكية ودولية وإعلامية من أجل الترويج للانقلاب فى مصر بهدف إظهاره ثورة شعبية لا انقلابا . وتعتبر شركة Glover Park Group من أغلى شركات اللوبى والترويج السياسى فى أمريكا وتكاليفها تصل لمئات الملايين من الدولارات ،ويدير هذه الشركة الامريكية (إريك بنزفي) وهو إسرائيلي خدم في الجيش الصهيوني قبل أن يدرس بجامعة تل أبيب، وعمل مستشارًا للدعاية للانتخابات البرلمانية والمحلية في اسرائيل.