إذا كانت بطولة قائد الانقلاب التي يحتفي بها الناس ....هي التخلص من الأخوان ...والقضاء عليهم...أليس من الغريب أنه لا تمر نشرة أخبار واحدة في إذاعة أو تليفزيون ولا تصدر جريدة واحدة قومية أو خاصة إلا والأخوان متصدرون العناوين ....والمانشتات ...والصور ...موجودون ....حاضرون....منتشرون...يزدادون قوة ....ويزيد "خطرهم المزعوم "..فأين البطولة إذن؟ هل كان المقصود فقط إزاحتهم عن الحكم؟؟ هل هذا هو الأهم لدى جماهير الشعب ..الا يحكمهم الأخوان...حتى لو جاءوا عبر صناديق الانتخاب ..وبإرادة الشعب؟؟؟ أم أن المقصود بالبطولة هو دوره في قيادة الانقلاب من أجل القضاء على ثورة 25 يناير...؟؟ ....فالاحتفال هنا ببطولته غير المسبوقة ...يكون من طرفين: 1-طرف كاره للثورة عدو صريح لها يعتبرها قامت ضده وضد مصالحه....و قام بها الشباب وأيدتها الملايين. وهو مستفيد من بقاء النظام، باستبداده وفساده. ويضم إلى جانب مؤسسات الدولة العميقة أغلب أهل الفن والمزاج....وأهل الجهل والنفاق...وأهل البلطجة والتنطع...وهؤلاء الذين لا يريدون رمزا إسلاميا للدولة المصرية حتى لو كان المقابل طمس الهوية وضياعها... فبلد بلا هوية بالنسبة لهم أفضل من بلد بهوية إسلامية. بعضهم من مرضى الفوبيا أي الخوف المضري من الإسلام ...وبعضهم من مدعي المدنية والحداثة والتنوير والتغريب ...ولم يأخذوا من حضارة الغرب الذي يلصقون أنفسهم به ....سوى كراهية الإسلام. والفزع من رموزه...والحرص الشديد على منع أي مقدمات له ...قد تقود إلى ما هو أكثر من مجرد رفع الشعار والاعتزاز به. 2-طرف تظاهر بتأييد الثورة في البداية ...لكنه كاره للأخوان ...فإذا أفرزت الديموقراطية الناتجة عن الثورة حكم الأخوان ..فهو في يوم وليلة يتحول إلى عدو للثورة ..عدو للديموقراطية....تلك التي أتت وتأتي دوما بالأخوان. ومستحيل أن تأتي به هو بإرادة شعبية حرة...ذلك أنه ينظر بعين الاحتقار للشعب ...والشعب بدوره يبادله الكراهية وعدم الثقة فلا هو يقبل اختيار الشعب...ولا الشعب يوما سيختاره. سؤال مهم آخر يؤرقني ...فندنا من قبل ذلك الإدعاء السخيف أن السيسي هو نسخة جديدة لعبد الناصر ...ولكن هل بطولة عبد الناصر في المخيال الشعبي نبعت من إعدام سيد قطب أو عبد القادر عودة ؟ أم من بناء السد العالي وتأميم قناة السويس...وقانون الإصلاح الزراعي...وقيادة حركة التحرر ضد الاستعمار الغربي..وتحدي إسرائيل...وتحدي الأمريكان....والوقوف لآخر نفس مع حقوق الفلسطينيين والانتصار لقضيتهم؟؟!! وإذا كان الشعب يؤمن حقا بأن الجيش لابد أن يظل الحاكم لمصر .....ولابد أن يأتي الرئيس من الجيش....فهل الشعب مستعد في مقابل إسناد مسئولية الحكم والسياسة إلى الجيش... في حالة قيام حرب أن يحارب....أم أنه يقصد اختيار الجيش ليضمن عدم دخوله أي حرب للأبد.