أنه إزاء المظاهرات الغاضبة التى انطلقت ضد نظام مبارك، وفى ظل حكومة الفريق أحمد شفيق، أعلن اللواء محمود وجدى وزير الداخلية آنذاك عن سياسة جديدة للوزارة تقضى بإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين. وبعد أقل من شهر على تنحى مبارك أصدرت وزارة الداخلية بيانا ذكرت فيه أن قطاع مصلحة السجون قام منذ أول فبراير (2011) بالإفراج عن 904 معتقلين جنائيين و755 معتقلا سياسيا. وتم ذلك بناء على توجيهات علنية من الفريق شفيق وبمباركة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة.ذكرت الدراسة أنه فى طور لاحق أصدر المجلس العسكرى قرارات بالعفو عمن وصفهم «بالمحكوم عليهم سياسيا» وهؤلاء بلغ عددهم 103 أشخاص، كان من بينهم الشقيقان طارق وعبود الزمر المحكوم عليهما فى قضية اغتيال السادات، وبذلك بلغ عدد الإسلاميين الذين أطلق سراحهم قبل تولى الدكتور مرسى رئاسة البلاد هو 858 سجينا. تحقق الباحث من أنه بعد تولى الدكتور مرسى منصبه لم يكن قد بقى فى السجون من الإسلاميين سوى أقل من خمسين شخصا، فى حين كانت السجون تكتظ بالشبان الذين قدموا إلى المحاكم العسكرية بعد الثورة. وقد أصدر الرئيس السابق قرارا بالعفو عن 645 من هؤلاء الأخيرين مرة، ثم عن 490 متهما منهم فى مرة ثانية. أما الإسلاميون فإنه أصدر قرارا وحيدا بالعفو عن 27 شخصا منهم، بينهم تسعة من قيادات الإخوان المتواجدين بالخارج (أحدهما سورى والآخر سعودى). أما الثمانية عشر اسما الباقون فقد كانوا من الجهاديين المدانين فى قضايا متنوعة من بينها محاولة اغتيال مبارك فى أديس أبابا وتنظيم العائدين من ألبانيا، ثم لم يصدر بعد ذلك أى قرارات عفو أخرى. مما خلصت إليه دراسة الأستاذ حسام بهجت «أن جميع أسماء السجناء السابقين الذين اتهمتهم المصادر الأمنية بالعودة لممارسة الإرهاب خرجوا من السجون بقرارات من المشير طنطاوى بصفته رئيسا للمجلس العسكرى أو بأحكام أصدرها القضاء العسكرى». أهمية الدراسة المثيرة الذى نشرت يوم 16/2 على موقع «صدى مصر» أنها تفتح الأبواب لدراسات جادة أخرى يقوم بها الباحثون الشرفاء حول قائمة أخرى من الأساطير الرائجة فى مصر، التى يتعلق بعضها بتهديد حركة حماس للأمن القومى المصرى أو بحكاية بيع قناة السويس أو حقيقة الدولة الدينية التى يقال إن الدكتور مرسى أقامها خلال العام الذى أمضاه فى السلطة وحقيقة الدولة المدنية التى بشرنا بها بعد عزله. فى تفسير سيل الأساطير الذى انهمر علينا خلال الأشهر السبعة الماضية، لم أجد سوى التعليق البليغ الذى ذكره الأستاذ أحمد سيف الإسلام المحامى والحقوقى المعروف، حين سئل عما وراء إطلاق مثل هذه الأساطير، فكان رده: فتش عن الدولة العميقة. * لقراءة هذا المقال كاملا اضعط هنا