أكمل اليوم بالجزء الثاني من رسالة صديقتي الشابة بنت حلب، ولا أقول سوى أنني أنشر نفثات قلبها من دون تغيير أو تحرير، أو حذف أو زيادة. هل أنت مفتوح الشهية لزيارة معالم أثرية؟ قلعة ودير سمعان وأوابد عظيمة أخرى؟ ما رأيك... أم تفضل أن نذهب إلى الميدانكي في جبل الأكراد القريب ونتناول الغداء هناك قريباً من البحيرة؟ أشجار الزيتون سترافقنا كل الطريق وصوت صباح فخري معنا صادحاً «درب حلب وامشيته كله شجر زيتوني... حاجة تبكي وتنوحي بكرة منرجع يا عيوني...» هل تحب أن تتسوق معي في «شهبا مول»... أنا أحب التسوق هناك... الرجال لا يحبون، لكنه مكان عصري ومريح وبإمكانك الحصول على ماركات جيدة، ولو كان لديك متسع من الوقت لدعوتك إلى سهرة في يوم اكتمال القمر إلى كرم فستق لتستمتع بليلة موسيقاها طقطقة الفستق وهو يخرج من قشرته القاسية العصية. كم يلزمك من الوقت لترى وجهَيْ حلب القديم والحديث ولتزور معالمها وتشتري من أسواقها... لا تنسَ أن تشتري صابون الغار الحلبي... لا رائحة في الدنيا أزكى من رائحته... أقيس جودة العطور بمدى شبهها برائحة الغار... صديقي... هل أودعك الآن وأملأ جعبتك ببعض الحلوى والمؤونة المجففة التي أحضرتها لك من الخالدية. هل قلت لك إن كل مكان حدثتك عنه صار كومة حجار... أو أضحى مهجوراً... هل أخبرتك أن مدينة الصناعة والتجارة أصبحت تشحذ على الأبواب؟ وهل أزيدك أن كثيرين ينتظرون إعلان إفلاسها وموتها قريباً... سأصيح لا لا لا لن تموتي يا حلب ولن تعلق نعوتك على جدران الخيانة ما دام الزمن.... لكن لعلي أبالغ... أمنّي النفس بالآمال... الحقيقة هي ما نرى... الخراب في كل مكان ورائحة الموت وصلت إلى السموات السبع. ربي رحمتك. صديقتك...هذا ما تلقيت من صديقتي التي عادت إلى أحلام الطفولة والصبا، وأغلقت عقلها وقلبها عن الجريمة والمجرمين، فهي بنت النور والسلام والإسلام الطاهر. لقراءة هذا المقال كاملا اضعط هنا