لم أتمالك نفسي، فانفجرت ضاحكاً بصوت عال لفت انتباه زوجتي وأبنائي عندما شاهدت فيلماً قصيراً جداً لعملية المخابرات المركزية الأميركية لاعتقال الإرهابي أبو أنس الليبي التي تمت خلال بضع دقائق، وخلال بضع دقائق أخرى وجد هذا "المسكين" نفسه على ظهر بارجة حربية تعود للأسطول الأميركي. ربما كان أبو أنس قبلئذ يمشي بين أقرانه وأصدقائه في طرابلس مرحاً وبشيء من الاعتداد والتبختر باعتباره أحد الذين هزموا أميركا وجلسوا يتندرون بها وبجبروتها "عن بُعد"، بيد أنه كان متوهماً لأنه اعتقد، كما هي حال زعيمه القتيل "أسامة بن لادن" أنه بأمان مع زوجاته وبمنأى عن الخطر. مشكلة الإثنين، أسامة بن لادن وأبو أنس الليبي، تتلخص في أنهما توهما بأن العضلة تفوق العلم والتقنيات الحديثة، باعتبار خرافات الحركات الإرهابية المستوحاة من حلم سلفي يُحرم عليهم حتى شرب الماء البارد، لأنه من نتاج ثلاجة مصنوعة في العالم الغربي، كما هي حال الأسلحة التي يستخدمونها للقتل الأعمى ولكنهم لا يحرمونها! إن الذي فاتهما، سوية مع بعض الأميركان المغرر بهم للعمل مع هذه الجماعات الإرهابية، هو أن العلم والتقنيات المتقدمة تطيل أذرع اللجم والبتر العسكرية والاستخبارية الأميركية، خاصة بعد التوظيف البراجماتي الدقيق لل"درونات" اي الطائرات الصغيرة بدون طيار (راجع مقالتي "تمدين الدرونات"، في 2 يناير 2014). لقراءة هذا المقال كاملا اضعط هنا