أكثر من 1000 برميل متفجر سقطت فوق حلب في الأسابيع الأخيرة، خلفت 1600 شهيد وما يزيد على المليون نازح. وإزاء هذا الوضع المتردي تم إنشاء خمس مخيمات جديدة في قرى الريف الشمالي من حلب أكبرها عند منطقة سد الشهباء، إضافة الى مخيم آخر قرب مارع و الشيخ عيسى، ومناطق عدة أخرى بسبب تعذر دخول عشرات الآلاف الى الأراضي التركية. جحيم البراميل المتفجرة أجبر مئات الآلاف على الخروج إلى تلك المخيمات هروبا من حملات الموت بالجملة التي شنها النظام مؤخرا على حلب ، حيث ألقى الطيران حوالي 1000 برميل متفجر على احياء مكتظة بالسكان داخل مدينة حلب ، ما أدى لمقتل نحو 1600 شخصاً على الأقل وفق التقديرات الأولية . أهالي قرى الريف الشرقي والشمالي فتحوا بيوتهم للنازحين ، لكن الاعداد الكبيرة التي تواترت أدت لإنشاء مخيمات داخل القرى وعلى الحدود السورية التركية ، حيث قدرت أعداد من نزح من حلب في الفترة الأخيرة بقرابة مليون نازح لتصبح المدينة شبه خاوية من سكانها. وجهة الهروب البديلة من الموت كانت عبر معبر كراج الحجز إلى الأحياء الغربية والتي يسيطر عليها النظام، حيث فاق عدد النازحين من حلب إلى حلب ال 30 ألف نازح بشكل يومي، منهم من يسكن عند اقارب له ، ومنهم من يفترش الحدائق والشوارع العامة، رغم برودة الطقس . أحد الذين رفضوا الخروج من حلب المحررة قال إنه يفضل الموت بالبراميل المتفجرة على العيش ذليلا في مناطق سيطرة نظام الأسد، وحملة البراميل المتفجرة الحالية ليست الأولى لكنها الأشد من نوعها، وأعلنت جهات مختصة بالتوثيق شهر يناير الماضي الشهر الأكثر دموية منذ بداية الثورة السورية ، حيث قتل خلاله أكثر من 5500 مدنياً ، معظمهم في حلب . ومن دواعي السخرية السياسية أن يرسل النظام وفدا للتفاوض في جنيف لتستمر لهجة استخفاف الأسد ولعبه على وتر وجود جماعات إرهابية مسلحة تقتل المدنيين في مختلف المحافظات السورية. وصرح لؤي صافي المتحث باسم الائتلاف السوري في جنيف بأنه لا يمكن أن تستمر المفاوضات والنظام يدمر المدن ويقتل المدنيين, مؤكداً أن النظام قصف أحياء حمص اثناء دخول المواد الغذائية والإنسانية برفقة المراقبين الدوليين, وأوضح أن المناطق التي انطلقت منها القذائف هي مناطق التي يسيطر عليها النظام, وتساءل الصافي عن مدى جدية النظام في دخولة المفاوضات السياسية وهو يصعد العمليات العسكرية ويقتل الأبرياء. وأضاف أن الائتلاف قدم ملف يثبت انتهاكات النظام, كما تحدث عن الوثائق الدولية التي قدمت حول ممارسات النظام التي يرتكبها في سجونة حيث يستخدم النظام 38 نوعاً من التعذيب, وقال: "إن التجويع جريمة ضد الإنسانية وندعو المجتمع الدولي لوقف عنف النظام ونطالب روسيا لاتخاذ موقف ضد العنف الذي يمارسة النظام, كما أكد أنه يجب ألّا يكون موضوع "وقف العنف" جزءاً من الحوار والمفاوضات. وأشار تقريرالمنظمات الحقوقية الدوليةإلى أن نظام الأسد قام عمداً ودون وجه حق بهدم الآلاف من المباني السكنية في دمشق وحماة في عامي 2012 و2013. وأثبت التقرير الذي يحتوي صوراً من الأقمار الصناعية، وشهادات الشهود، وأدلة مستمدة من مقاطع فيديو وصور فوتوغرافية، قيام النظام بتهديم المباني حيث طالت عمليات الهدم أحياء سكنية كاملة في سوريا، وذلك عبر هدم واسع النطاق بالمتفجرات والجرافات. واعتبر التقرير هذه العمليات انتهاكاً لقوانين الحرب، لأنها لم تكن تخدم أي غرض عسكري ضروري مظهرا أنها بدت وكأنها تعاقب السكان المدنيين عن قصد، وتحدث التقرير عن استخدام النظام للقنابل العنقودية والصواريخ البالستية والبراميل المتفجرة، بالإضافة للقنص والذبح والتعذيب والإعدام خارج نطاق المحاكمات وتورطه الأسد بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، واستخدام السلاح الكيماوي ضد المدنيين.